لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الجمعة، 22 أبريل 2016

ترك السنة النبوية شرط للتشيع الإمامي بدليل حديث الثقلين





يدعي الشيعة الإمامية خاصةً أنهم يطيعون الله ورسوله وأن أي رواية عندهم وجب أن تعرض على كتاب الله القرآن الكريم فإن خالفته تضرب بها عرض الحائط ، هكذا ورد في كتب علماءهم ورددها عوامهم، ومع هذا فكتبهم تعج بروايات منسوبة للأئمة تنص مخالفات صريحة لما في الكتاب المبين ، ومع ان ليس القصد هنا استعراضها فقد كتبت عنها في مقالات سابقة، إلا أن الشيء بالشيء يذكر، إنما القصد هو مصادر التشريع عند الشيعة ومنبع الدين، حيث يعترف القمي بتغيير الأحكام في القرآن من قبل آل البيت بزعمه ، وحاشاهم ، فيقول : 
وما ورد من الأخبار الدالة على وجوب التمسك بالكتاب والامر باتباعه وعرض الاخبار على كتاب الله ونحو ذلك وفيه أن ما ورد من هذه الأخبار عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا ينافي ما ذكرنا فإنه أمر أيضا بالتمسك بالأوصياء عليهم السلام مع أنهم صاروا ممنوعين عن التبليغ كما هو حقه وأما ما ورد من الأئمة عليهم السلام فلا ينافي تجويزهم العمل بها من باب التقية .( القوانين المحكمة في الأصول - الميرزا القمي - الصفحة ٤٠٥)

يدعي الشيعة أنهم يتبعون النبي صلى الله عليه وسلم ، بينما نجدهم يرفضون الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت في كتب أهل السنة خاصة الصحيحين البخاري ومسلم رحمهما الله ، اللهم إلا نادراً بما ينفع عقيدتهم في العصمة بتأويل فاسد كما في حديث الكساء عن عائشة رضي الله عنها، بل أنهم رفعوا شعار ( ما خالف العامة ففيه الرشاد ) ، ويقصدون بالعامة أهل السنة .

هنا إثبات أن الشيعة تتبع علماءهم، إذ تامرهم بترك السنة واتباع روايات آل البيت (كما يدعون) حصراً لا غير بأنها الثقل الأصغر المسمى بالعترة في حديث الثقلين ، وهذا الأمر يعني حتماً هجر السنة النبوية بالكامل كنتيجة في كل كتب علماء الأمامية قديمهم وحديثهم. يتعذر جمع كل النصوص التي تحويها كتب الشيعة في هذا، إنما اكتفيت بأثنين فقط، ومنعاً للإطالة أضع نص من منهاج التدريس في الحوزة، ليكون أبلغ دليل حتى لا يقال بعد هذا : لا نتبع هذا العالم ولا يلزمنا ما كتب .

ــ كتاب عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر الذي يدرس في الحوزة التي لا يحوي منهاجها الدراسي على ( الحديث النبوي ) كما لا يحوي على علوم القرآن ــ وهذا بحد ذاته أبلغ دليل على كذبة التمسك بالثقلين في الواقع ــ نص المنهاج ضمن فصوله :
فصل عقيدتنا في طاعة الأئمة
ولهذا نعتقد أن الأحكام الشرعية الإلهية لا تستقى إلا من نمير مائهم ولا يصح أخذها إلا منهم ، ولا تفرغ ذمة المكلف بالرجوع إلى غيرهم ، ولا يطمئن بينه وبين الله إلى أنه قد أدى ما عليه من التكاليف المفروضة إلا من طريقهم . أنهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق في هذا البحر المائج الزاخر بأمواج الشبه والضلالات ، والإدعاءات والمنازعات .أهـ

وهنا أغفل الثقل الأكبر وهذا واضح ، ثم تدارك ووضع الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كدليل انتقال لا ثبات ( أنهم المرجع الأصلي بعد ) وليس مع ! والدليل حديث الثقلين ! . يكمل ويقول :

والدليل القطعي دال على وجوب الرجوع إلى آل البيت وأنهم المرجع الأصلي بعد النبي لأحكام الله المنزلة . وعلى الأقل قوله عليه أفضل التحيات ( إني قد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا : الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي . ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) . أهـ 


ــ  دليل آخر من كتاب ( مصادر التشريع عند الشيعة ) لآية الله جعفر السبحاني ، حيث يقول في المقدمة التي توجز معنى ترك السنة النبوية كمصدر للتشريع بنظرية (التبادل) بحجة كونهم ( وعاء علمه ) صلى الله عليه وسلم ، والنص بأدق ما يكون من تعبير دون تزويق، ولو تبعه تبريرات مقصودة بذات الحديث ( حديث الثقلين ):

( إن الإمامية ـ كما تصدر عن كتاب والسنة في مجالي العقيدة والشريعة ـ كذلك تصدر عن أحاديث أئمة أهل البيت وترى قولهم وفعلهم وتقريرهم حجة، وهذا لا يعني أن أحاديثهم حجة ثالثة، في عرض الكتاب والسنة أو أنهم أنبياء يوحى إليهم كما ربما يتخيله من ليس له إلمام بعقائدهم وأُصولهم، بل العترة الطاهرة لما كانوا وعاة علمه (صلى الله عليه وآله) وحفظة سنته، وخلفاءه بعده، يحكون بقولهم وأفعالهم وتقريرهم، سنة النبي الأكرم، فالاحتجاج بأحاديثهم احتجاج في الحقيقة بحديث النبي (صلى الله عليه وآله) وكلامه، ولأجل إيضاح الموضوع، نأتي بتفصيل ذلك ) 

مع أنه فهم معوج لا شك فيه وضلال واتباع آلهة شرعت لهم بالند من الله تعالى بزعمهم ــ وحاشا آل البيت ــ  إلا أن هذا الأمر الخطير لن يسمح لأي كان منهم أن يتعذر بمقولة اتباعنا لآل البيت هو أتباع لجدهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فهذا كذب محض، ولن يهم بعد هذا ما في القرآن الكريم من الهدى الذي يُستقى من النبي صلى الله عليه وسلم سواء من شريعة كان أو عقيدة بنص قطعي من الكتاب أو سنة صحيحة متبعة طالما أن أولياء الأمر والسفينة الناجية هم الأئمة المعصومون حصراً، دون الخوض في مسألة سند الروايات، أو قبل هذا النص المحكم في القرآن لكون الأئمة هم المشرعون إلى يوم الدين .
وعليه لا داعي للعجب والتساؤل عن عدم وجود كتب للحديث الصحيح عند الشيعة الإمامية ، كما لا داعي للاستفسار عن الوقت الذي يتقدم فيه محققينهم ليخضعوا كتبهم الأربعة للتدقيق طالما عندهم علم الرجال ودراية في علم الجرح والتعديل .

أما مسألة (النيابة) فطامة أخرى أتت على الإسلام شكلاً وموضوعاً عند الشيعة ببدع وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان، فقد انتقل التشريع إلى غير المعصومين باتباع المرجع في استنباطه للأحكام بما تسمى ( الرسائل العملية) وعلى الشيعة الطاعة مرة أخرى وعدم الرد عليهم لأن الراد عليهم كالراد على الله ! . 
الطعن في الله وكتابه ونبيه عليه الصلاة والسلام لا تنتهي ، وما وجدت من كفر محض وتقول على الله الكثير في كتبهم ومواقعهم الالكترونية، ولعل ما نص كتاب ( كيف نفهم الرسالة العملية) الذي سعى لتطويع الشيعي للفقيه غير المعصوم كتحصيل حاصل ، حيث يقول كاتبه بشأن الإمام وعلة وجوده هو لسد النقص في الرسالة : 
(فكان لابدّ من وجود خلفاء وأئمةٍ هادين مهديّين راشدين يواصلون تلك المسيرة ويحملون عبأ الرّسالة ، فيكونون حكّاماً وخلفاء على النّاس ، يحكمون بالشّريعة ، ويقيمون الحدود ، ويحفظون الثّغور ، ويعملون بعلمهم الموروث من رسول الله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم والممدود إلى السّماء بحبل الله المتين ، ومعصومون عن كلّ سهو وخطأ ونسيان ، ومشهود لهم بالفضل والكمال ، ليبيّنوا للنّاس عظمة الإسلام وحقائق القرآن ، فتكون الرّسالة المحمديّة صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم جليّة للعيان ، واضحة المعالم ، حاكمة إلى قيام السّاعة، وإلا لو انقطعت العصمة، ولم يكن الخليفة منصوباً منصوراً مؤيّداً من عند الله ـ تعالى ـ ، لكانت الرّسالة ناقصة شأنها شأن ما وقع بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌ وآله‌ وسلم إلى يومنا هذا وإلى ظهور المهديّ من آل محمد عليهم‌السلام من تشويهٍ للشريعة وظلم واضطهاد وتباين للآراء والمذاهب ولأحزاب ، وتشتُّتٍ وتمزيقٍ وانحراف ، ولم يتحقّق الغرض الّذي من أجله بعث النّبيُّ الخاتم ، والغاية الّتي من أجلها كان الإسلام خاتم الشرائع السّماوية ، وعُدّ القرآن خالداً إلى قيام السّاعة.)

أين هم من ختم الرسالة وإتمام الدين ؟ ومن قول الله تعالى :
( لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران 164

 هو هدم ومسخ الدين في عقول الشيعة ، وعليهم أن يتداركوا أنفسهم قبل فوات الأوان فالمعلومة متاحة في عصر التقنية
وعلى من يدعي من أهل السنة أن التشيع من الإسلام وأن الشيعة أخوة، أن يتقوا الله في أنفسهم وأبناءهم من هذا المنزلق المهلك ، والله الهادي .



بقلم / آملة البغدادية / كتب في 2013 / بتعديل وإضافة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق