لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الأحد، 21 يوليو 2019

سبل المحافظة على الهوية السنية


بقلم : محمود أبو عبد العزيز القيسي 

عندما تتعرض أمة للإبادة وبشكل ممنهج كما هو حال أهل السنة في العراق وسوريا ؛ تُصبح قضية الحفاظ على الهوية السنية قضية مصير.
فالخطة التي يسيرعليها النظام العالمي هي ماصرّحَ به الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون ,في مذكراته حيث يقول : [ ليس أمامنا بالنسبة للمسلمين ؛ إلا أحد حليّن : الأول : تقتيلهم والقضاء عليهم , والثاني : تذويبهم في المجتمعات الأخرى ] 
وقد سبق المجوس النظام العالمي , وإن كانوا اليوم جزء منه .. في خطته تلك , فهم ؛ ينشطون على العمل بهذه الخطة منذ أن نعق ناعقهم الأول ؛ عبد الله بن سبأ , فليس الرئيس الأمريكي هو من بصق في فم الشيعة القول وجعلهم يعملون بتلك الخطة , بل ان المجوس ومنذ سقوط دولتهم على يد الخليفة العملاق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ؛ يمارسون القتل والإجتثاث بكل السبل ,
وكان بداية أمرهم يوم أن كانت دولة الإسلام قوية أيام الخلافة الأموية والعباسية أنهم ينشطون في تشويه معالم الدين من خلال بث الروايات التي تناقض دين الإسلام جملةً وتفصيلاً , وتشكك في دعائم الدين , ونشرهم للأخبار الكاذبة عن جيل الصحابة رضي الله عنهم, فكان نتاج ذلك تشويه لهوية المجتمع المسلم الذي لم ينقسم بعد إلى طوائف وأحزاب , حتى إذا ما ضعفت الدولة الإسلامية مع مرور الزمن سعى هؤلاء إلى غرس دينٍ بديلٍ عن دين الإسلام ؛ ألا وهو التشيع , أو قل إن شئت الرفض , مبتدأين بتشويه وطمس عناصر الهوية الإسلامية الحقيقية .. 
إن هذه المؤامرة على الهوية السنية تجري بدعم من ذلك النظام العالمي وتواطئ من بعض حكام البلاد السنية .. فليس سراً سبب استخدام النظام العالمي للطائفة الشيعية وتمكينها بالرغم من إنها لا تشكل من مجموع الأمة الإسلامية أكثر من 4% , لأن هذا النظام والذي شكل النظام السياسي السني وفق مقاسات معينة , علم من خلال إستقراءه للتاريخ والواقع ؛ أنه لاتوجد ملة أونحلة أوطائفة أكثر حرصاً وأكبر مكراً وأعظم حقداً من الشيعة على الأمة السنية . 


ولعل هذه المحنة تبرز أخص خصائص الأمة المسلمة على الإطلاق في جميع الأوطان والأزمان وتظهر تلك الصورة النظيفة الرصية الواعية ,
فلا بد من البلاء ليصلب العود , ولابد من الشدائد لتستجيش مكنونات القوى ومذخور الطاقة , وتتفتح القلوب لمنافذ ومسارب ماكان لمؤمن أن يعلمها إلا تحت مطارق الشدائد , فالقيم والموازين والتصورات ماكانت لتصح وتدق وتستقيم إلا في جو المحنة التي تزيل الغبش من العيون , والران من القلوب ..
فهكذا يربي الإسلام الفطرة .. فلاتمل التكليف , ولاتجزع عند الصدمة الاولى ولاتخور عند المشقة البادية , ولا تخجل وتتهاوى عند انكشاف ضعفها...

واليوم تقبع أربعة بلدان عربية تحت الحكم الشيعي المباشر , يمارس فيها هذا الإحتلال اتجاه أهل السنة والجماعة الإبادة بمختلف صورها , وعلى اسس دينية وعقائدية , واذا كان معنى الابادة هو القتل المنظم لشعب من الشعوب , وقد استعمل أول مرة إشارة إلى محاولة النازيين القضاء على اليهود خلال الحرب العالمية الثانية , وكذلك استعملت كلمة – الابادة – إشارة إلى حرب البوسنة والتي تعرض فيها المسلمين للابادة على يد الصرب , وهذه الابادة التي مارسها الالمان والصرب ماهي إلا صورة من عشرات الصور التي مارسها الشيعة بحق أهل السنة في العراق وسوريا ..
وقد حار أهل السنة في الطريق الأمثل للحافظ على الهوية السنية : [ لأنه لايمكن لأمة أن تحيا بلا هوية , فهي البصمة التي تميزها عن غيرها , وهي الثابت الذي يتجدد ولاتغيير , ولايمكن لأمة تبغي الديمومة والبقاء حتى تتحلى بتلك الهوية المميزة , وإلا فإن الأمة بلا هوية هي أمة فاقدة السيادة فارغة من أي محتوى فكري , خالية الوفاض من أي رصيد تاريخي , وبالتالي فليس لأولادها من مصير إلا التشرذم والتفكك , ومن ثم السقوط الحضاري المدوي وتداعي الامم عليها تداعي الاكلة على قصعتها ] . 






وانطلاقا من تلك الضرورة لابد من معرفة السبل للمحافظة على الهوية السنية 

سبل المحافظة على الهوية السنية: 
1- التحصن بعقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة : 
في خضم التحديات التي تواجهها الأمة من إختلافات بينية وعقدية يجدر بالمسلم أن تكون لديه رؤية ناضجة في كيفية التعامل مع هذه التحديات , وهذا يتطلب منه قوة عقدية وركائز ثابته تأخذه لبر الأمان وشاطئ النجاة... 
إن الدعوة إلى تعميق الفهم العقائدي والمنهجي يشكل حصانة ضد كل الحركات الضالة .. 
والحصانة بالمعنى الدقيق هي : [ هي البناء العقدي المتين من خلال الفهم الناضج لمنهاج الله كتاباً وسنَّة ، ووقاية الفكر والعقل عن كلِّ ما يخلُّ بهما من الآراء الفاسدة ، المخالفة لمنهج أهل السنَّة والجماعة في التلقي والاستدلال] 
فالدعوة الشرعية تشكل الحصانة لأفراد الامة وهي تشبه إلى حد كبير جهاز المناعة الواقي الذي يمنع تسرب أي شئ من الخلل والعطب فيفسده ويخل به .
وهكذا فان أفراد الأمة اليوم وخصوصا في العراق وسوريا محتاجون لما يحوط عقيدتهم ويرعاها حق رعايتها من أن تتلقى شيئا من شبه الضلال فيقع في قلوبهم شئ من الإنخداع فيزيغ قلبه فيكون حينذ من الهالكين 
وليس من شك في أن المسلم إذا لم يتلق العلم من منابعه الأصيله وروافده الصحيحة أخذاً من الكتاب والسنة على هدي السلف الصالح فانه سيتخبط خبط عشواء , فيقع في مزالق يتباين حجم خطئها وضلالها 
والحقيقة أن العقيدة في العراق وسوريا في خطر كبير بل إننا لانبعد النجعة إن قلنا أنه لاوجود للإعتقاد الصحيح في العراق وسوريا بين العامة من الناس إلا القليل النادر لأن هؤلاء العامة غير محصنين فكرياً وإعتقادياً بمنهج أهل السنة وذلك لسببين الأول : هو تقصير الدعاة قبل سقوط بغداد وقبل حصول الاحداث في سوريا في بيان العقيدة الصحيحة للعامة من الناس وانشغالهم بأنفسهم وبما لايغني 
الثاني : 
إن الكلام في العقيدة ومنهج أهل السنة في العراق وسوريا يعتبر من أعظم الجرائم على الاطلاق .. فقد يكون هنالك قيد من المسامحة عند سبك أو اهانتك لأحد رموز الحكم في بغداد وسوريا ولكن الكلام في العقيدة ومنهج أهل السنة لايمكن السماح فيه على الإطلاق , 

2- تدارك مشكلة الإعلام .. 
فما زال الكثير من أهل السنة يجهل القيمة الحقيقة للإعلام ..ففيه تُمارس الكثير من الدعايات وآليات التضليل والتلاعب , في الحرب على الإسلام ..
فتاريخ الإعلإم السني الرسمي العام يتميز بعدم موضوعيته [ وحجته في ذلك الوطنية والمصالح القومية , وأصبحت تلك مبررات وذرائع للخروج عن القواعد الإعلامية النزيهة , فلو تأملنا واستقرأنا دور الإعلام إبتداءاً من حرب فيتنام إلى الجزائر ثم الفوكلاند مرورا بحرب الخليج الثانية وأفغانستان ثم الحرب الأخيرة على العراق ؛ لوجدنا تفنن وسائل الإعلام المختلفة في فبركة الواقع بدلا من تغطيته وتقديمه كما هو للرأي العام ] 
ولايخفى على أحد إن الإعلام من أعظم أسباب إنتشار دين الله على هذه البسيطة , كما له في ذات الوقت الدور الكبير في تشويه هذا الدين ومسخة وتقديمه إلى الناس بصورة تجعل منه مجموعة من الطلاسم والتقاليد البالية التي يجب رفضها وركلها واستعداء أهلها ..
فلم يدخر أعداء الإسلام جهدا في إستخدام الإعلام وسيلة للصد عن سبيل الله ودينه القويم , مستخدمين الطرق التقليدية التالية التي أستخدمها آباءهم الأقدمون ..
[أ- السخرية والتحقير والإستهزاء والتكذيب . 
ب‌- إثارة الشبهات وتكثيف الدعايات حتى لايبقى للعامة مجال للتفكر والتدبر. 
ج‌- الحيلولة بين الناس وسماعهم للقران باثارة الشغب والضوضاء واللعب والغناء ]. 
ح‌- تسمية الأسماء بغير مسمياتها . 
خ‌- الإغراق في وصف حالةٍ شاذة أو نادرة الحصول بين المسلمين وتضخيمها وجعلها الاصل وقطب الرحى لعجلة الإسلام والمسلمين .
د‌- قلب موازين الحق .. فيسمون التمسك بالحق تطرفاً وإرهاباً , ويسمون التماري والتماهي في الباطل مدنية وحداثة ..
ذ‌- التركيز على مآثر الغرب وتلميع أعلامهم ووقائعهم , يقابله التشويه المتعمد لتاريخ المسلمين بطمس مآثره والطعن فيه ولو من طرفي خفي ..
3- رصد مخططات الشيعة وجرائمهم من الداخل :
تنحصر مخططات الشيعة ومكايدهم في حق أهل السنة والجماعة دون سواهم من الملل والنحل الكافرة , فالتاريخ كله لم يشهد للشيعة مناكفة مع الأمم الكافرة التي تدين بغير دين الإسلام ولو لمرة واحدة ؛ بل على العكس من ذلك كله , فتعاون الشيعة مع أعداء هذا الدين أكثر من أن تحصى ,
فاما العامة فليس لهم من هم إلا استعداء أهل السنة واجتثاثهم ... ومن ثم التوسل بالمقبور , وبالتالي فهم طائفة متخلفة لاتتقن إلا وسائل القتل والتدمير والاجتثاث 
فما إن يحلوا في بلادٍ إلا عمّ الفساد في برها وبحرها وسماءها ..
أما النخب فهي قليلة في هذه الطائفة وهي مع قلتها فهي لا تحسن مواجهة العامة من الناس وغير متمكنة من أبجدية اللغة ولا الخطاب , بل هم أقرب إلى الجهل منهم إلى الفهم الواقعي والطرح الواعي , وهم لايختلفون عن العامة من حيث الاعتقاد بل هو أشد منهم كفر ونفاقا ..
أما علمائهم فليس لهم من هم في هذه المرحلة إلا تذويب أهل السنة في دينهم عبر مراحل ثلاث : الأولى : 
دعوة عامة الشيعة إلى النفير العام , أو ما يسمى بالجهاد الكفائي – وهو غير فكرة النفير العام – ولكن كما ذكرت إن عامة الشيعة لايفهمون لغة الخطاب وإنما يفهمون نية المخاطب من خلال عقدة الثأر والإنتقام المتأصلة في نفوسهم , ونفس المرجع ..
وبتلك الطريقة يتمكنون من إستئصال العدد الأكبر من أهل السنة عن طريق القتل والتشريد وتحطيم البيئة السنية وتخريبها . 
أما المرحلة الثانية : فهي الطريقة الفكرية , وهي محاربة الفكر بالفكر.. وهذه الطريقة فشلوا فيها فشلاً ذريعا لخواء عقولهم , وسذاجة معتقداتهم وقربها من الأسطورة والخرافة , لذلك فهم يلجؤون إلى المرحلة الثالثة وهي : إستدارج عامة أهل السنة وحتى خاصتهم من بعض الصحفيين والكتاب ممن لم يتعلموا جيدا العقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة , خصوصا من تعلم منهم علماً صحفيا , وطار فرحا بهذا الفن وظنه علماً وماهو بعلم.. وكما ذكرنا هم يستدرجون أهل السنة من خلال التالي : 
أ‌- الشعارت الجامعة ,مثل الدعوة إلى الحوار, وإلى الوحدة الإسلامية 
ب‌- الدعوة إلى التسامح مع إنهم ينشطون في القتل والتدمير في كل الأمكنة التي يتمكنون فيها 
ت‌- استغلال القضية الفلسطينية من أجل كسب قلوب الملايين من شباب أهل السنة الذين يرون خذلان الأمة لها , مع إن هؤلاء الشيعة أشد عداء واعتداء على الفلسطينين .. وقد رأينا ذلك في العراق خاصة .. فقد مارس الشيعة أشد انواع الفتك والقتل وابشعها في حق الفلسطينين حتى أمست جثث رجالهم تملأ شوارع بغداد ونساءهم مغتصبات منتهكات الأعراض .. وماجرى لهم في بغداد سنة 2006 ليس ببعيد 
ث‌- الدعوة إلى الطعن في مقررات التاريخ والدين تحت مسمى النقد وهذه الدعوة استجاب لها الكثير ممن لم يعرفوا عقيدة أهل السنة والجماعة إلا على سبيل الإجمال , ولم يعرفوا أصول وثوابت أهل السنة التي أُخذت من دليل السمع وأقوال الصحابة الكرام والأئمة الأعلام ممن شهدت لهم الأمة بالخيرية . 


أما جرائم الشيعة فهي أكثر من أن تحصى , ولكن ذاكرة أهل السنة مثقوبة لذلك يجب توثيق تلك الجرائم , لأن هذا التوثيق يعطي للأجيال القادمة وللعالم تصوراً واضحاً عن طبيعة تلك النفسية المجرمة , والعقد التي دفعت هؤلاء لإرتكاب هذه الجرائم , ومعرفة كل الدوافع الحقيقية لها , كي تتضح الطبيعة الإنتقامية لهذه الطائفة برمتها ..
ومن خلال تلك التوثيقات تعرف الأجيال والعالم كله كيف صيغت عُقد الإنكسار والإنهزام إلى عقائد دينية تدعو إلى إرتكاب أبشع الجرائم على مر التأريخ وبدم بارد ..
ولقد ألتفت العالم كله وفي وقت مبكرة إلى أهمية التوثيقات وعرضها في الإعلام أمام الناس لما يرى من الأثر العظيم الذي لايمكن تحقيقة إلا بتلك الطريقة, فقامت كل ملةٍ أو نحلةٍ أو طائفة أو قومية أو أقلية بتوثيق الجرائم التي وقعت بحقها لأجل الغرض الذي ذكرناه آنفا ..
ومن العجب أنك ترى اليوم العالم كله يقوم بتوثيق جرائم القاعدة وداعش والتي هي بالتالي تُنسب إلى أهل السنة والجماعة زوراً وظلماً وهذا هو مقصد موثقيها قطعاً ,في حين لا ترى أي توثيق لجرائم الشيعة في حق أهل السنة والجماعة خاصة في العراق وسوريا واليمن ولبنان , والتي إذا ما قورنت بجرائم داعش والقاعدة المنسوبة إلى أهل السنة والجماعة فإنها لاتكون إلا نقطة في بحر ...
وأنظر وتأمل كيف استقبل العالم كله الفتاة الأيزدية وطافوا بها جميع البلاد وكيف منحت جائزة نوبل ..!! 
مع إن جرائم الإغتصاب والإمتهان التي أرتكبت بحق نساء أهل السنة في العراق وسوريا واللاتي تعرضن لأكثر مما تعرضت له تلك الفتاة الأيزيدية , فما الذي يميز تلك الأيزيدية عن مئات الألوف من نساء أهل السنة ..ولكن 
عين الرضا عن كل عيب كليلة 
ولكن عين السخط تبدي المساوئا
والذي يتابع قصة الأيزيدية - والتي نعترف بمظلوميتها - وطوافها في بلاد العالم كله ثم يسأل نفسه من أين تلقت كل هذا الدعم وهذه التثقيف لتدعى إلى كل تلك البلدان وتقف على كل تلك المنابر لتقول إن المسلمين يخيروننا بين الإسلام والإعدام .. يجد المغزى الحقيقي من ذلك التوثيق 
والذي يتابع إهتمام الإعلام العالمي والعربي لقضية هذه الأيزيدية وسعيه المتكلف من أجل أبراز هذه القضية وجعلها محور الأفكار التي تدور حول قضية الإسلام المتكلف والمتشدد .. مع إهماله الشديد والمتعمد لمئات الالوف من نساء أهل السنة اللاتي يتعرضن للإغتصاب وبشكل متكرر وعلى مسمع ومرأى من ازواجهن واهاليهن في مشاهد مريعة لم تشهدها الانسانية منذ أن خلقت .. 
وبين هذا الإهتمام المتكلف والمصطنع , وذاك الإهمال المتعمد؛ يمكن ان توضع مئات علامات الإستفهام أمام هذا الإعلام ودوره المشبوه من قضية تعدّ من أهم القضايا على مر التأريخ 

4- التعاون الجاد والمنظم بين جميع الهيئات والمؤسسات والشخصيات المؤثرة والتي تجد في نفسها القدرة على التأثير لأجل الحفاظ على معتقدات أهل السنة وأصولهم وثوابتهم ومعالم هويتهم وكل حسب طاقته , ولكننا اليوم لا نجد أي تعاون ولو بالحد الأدنى من الكثير من المؤسسات والهيئات والشخصيات المؤثرة من أصحاب المال والجاه والسلطان والكلمة في الداخل أوفي الخارج ... 
نعم هنالك موانع وعوائق وعلائق تجعل من الصعب أن تجتمع تلك الهيئات وتلك المؤسسات ضمن إطار واحد , ولست لهذا أدعو وإنما أقول يمكن أن يكون بين تلك المؤسسات والهيئات والشخصيات العامة خيط ولو دق فانه نافع باذن الله 
على أن يكون هذا التعاون محصوراً ومكرسا لتحصين أهل السنة من العقائد الضالة والمنحرفة وتعزيز ثوابت وأصول دين أهل السنة والجماعة مبتعدين في هذا الوقت عن أي مظهر من مظاهر العنف وأن يصبروا على أذى الشيعة مهما عظم عملا بقول الباري جل جلاله : [ ياقومي استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء] 
وقبل أن تنكر أو تستهجن ماذكرته لك آنفاً بشأن الصبر أرجو أن تتأمل وتتدبر وبصبر جميل : 
[وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُواْ آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ * قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين * وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ * قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ * قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ * وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ * وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ * فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ * وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ * 
5- قد يستغرب البعض قولنا إن مجرد كونك من أهل السنة - في العراق - فأنت مجرم حتى تثبت براءتك ؛ ولن تثبت إلا بإحدى طريقتين الأولى : أن تكون كافراً بما عليه أهل السنة والجماعة جملةً وتفصيلاً , كأن تكون متحلالاً من الدين بالكلية وأن لا يمنعك شئ عن سب الله وآياته والتي يعتقد بها أهل السنة ,أو تكون قد انحرفت إلى إحدى الملل الكافرة أو الوثنية , أما الثانية : فهي إعتناقك للدين الشيعي وأن تشارك القوم لوزام المعتقد من سبٍ ولعنٍ وممارسة القتل والتهجير بحق أهل السنة وبصدر منشرح .
وهذا الوضع يعرفه جميع العراقيين من أهل السنة والجماعة , بل هو من المسلمات التي لاتحتاج إلى بيان أو تأصيل . 
لذلك فأهل السنة في العراق ومن أجل الهروب من هذه التهمة وعدم التلبس بها يلجأون إلى عدة طرق : 
أ‌- الأبتعاد عن أي مظهر من مظاهر التدين 
ب‌- التحلل الأخلاقي 
ت‌- ممارسة الطقوس الشيعية 
ث‌- مشاركة القوم في كل مظاهر التدين الشيعي 
ج‌- ممارسة العادات والتقاليد التي يمارسها المجتمع الشيعي خاصة 
ح‌- التشبه في اللباس وطريقة القسم والكلام 
خ‌- غسل الموتى ودفنهم على الطريقة الشيعية 
د‌- تقديم الأموال لأصحاب المواكب والحسينيات 
ذ‌- المبادرة لعمل يلفت إنتباه الشيعة كي يكون دليل براءة لصاحب هذا العمل 

وهكذا أصبحت قضية الهروب من تهمة التسنن شغل أهل السنة الشاغل ؛ لذلك فقضية التواصل والترابط ما بين مكونات المجتمع السني قضية تكاد تكون في حكم المستحيل , وفي ظل هذا الطغيان الشيعي فليس من حل لتلك المعضلة إلا الإقليم وما دون ذلك خرط القتاد ..




6- حالة الفزع الشديد التي يعاني منها أهل السنة أفرزت ثلاث اصناف , أو ثلاثة أقسام من أهل السنة : 
القسم الاول : وهم الذين يعملون بجد آناء الليل وأطراف النهار يعلنون عن أنفسهم وأهليهم أنهم قد أصبحوا براء من أهل السنة والجماعة . 
وأما القسم الثاني فهم الذين يملكون الإيمان ويعملون على بناء أنفسهم من الداخل دون أن يظهر شئ من ذلك إلى الخارج وهؤلاء هم الفئة التي ينتظر أن يؤيدها الله بالنصر . 
أما القسم الثالث : فهم الذين لايعنيهم أي شئ من أمور الدين ويتميزون ببرود الأعصاب والخدر الشديد عند كل شدة ومحنة , وهؤلاء لايبالون إن كانوا مع أهل السنة أو مع الشيعة بل إنهم لا يعانون ولايألمون لشئ يحصل لاي طرف كان . فهم يتميزون بالبلادة المطلقة , والسبب في ذلك أنهم أشغلوا أنفسهم بأنفسهم – وطائفة أهمتهم أنفسهم – بعد أن أقنعوا أنفسهم أن الدين هو مصدر كل بلوى , لذلك تراهم قد أغرقوا في عالم الفن والشعر والادب وكل مالا يذكرهم في دين الله , بل ترى هؤلاء أحيانا يهاجمون وبشراسة أي مظهر من مظاهر التسنن ويصفون ذلك بالتخلف والرجعية ..

7- دعوة العامة إلى التواصل والتعاون والتكافل , والتذكير الدائم بالأثر الكبير للأعمال الصالحة وإن دقت , ومثالنا على ذلك الدعوة إلى الإستغفار والتي تفتح مغاليق الأمور فإذا ما قرأنا قول الله عزوجل : [ وياقوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم , ولاتتولوا مجرمين ] علمنا أنه ليس هنالك ثمة مستحيل أمام قدرة الله عزوجل . 
8- دعوة العلماء والكتاب وصناع الرأي والسياسيين لأظهار مظلومية أهل السنة في العراق وفي كل البلاد التي تلسط فيها الشيعة 
والأتصال بإجهزة الإعلام المختلفة من أجل تحريك الرأي العربي والعالمي لما يجري لأهل السنة , واني أرى أنه لو أستيقظ العالم على مأساة أهل السنة في العراق وذلك من خلال تنبيههم بطبول المظاهرات والهتافات فإن ذلك سيكون خطوة إلى الأمام 


9- فهم الأوضاع الدولية والأقليمية ومتابعة الأحداث الجارية وتحليلها بعمق من أجل الخروج بالدروس والعبر التي تفيد من أجل أتخاذ الخطوات المستقبلية , وهي جزء من فهم المسلم لواقعة الذي يتحرك فيه , والعمل والبحث عن القوى التي يمكن العمل معها , ثم النظر بعد ذلك إلى مايمكن إنجازه من خلال رسم خطة للعمل ..
والسياسة بتعريف مختصر هي علم حكم الدول , أو هي الصراع من جهة , والتعاون من جهة أخرى , وهذان المفهومان هما بالحقيقة وجهان لعملةٍ واحدةٍ أو مؤدى إلى نتيجة واحدة إلا وهي الإستقرار الإجتماعي أو توازن القوى المتحرك . 
ولكن أهل السنة كثيراً مايتجاهلون السياسية مع إن الواقع يقرر أنه من المستحيل تجنب السياسة في اي وقت كان بل لابد من العمل بها بعد فهمها , وأنا هنا لا أعني السياسة الوضعية التي يمارسها الحكام الذين لايدينون بدين الله عزوجل وإنما أعني السياسة الشرعية التي قررها الشارع في ثنايا كتابه المقدس وسنة نبية صلى الله عليه وآله وسلم .. مع إنه لاضرر من معرفة السياسية الوضعية , بل إن معرفة قواعد تلك السياسة وطرقها يجنب المسلمين الكثير من المطبات والتحليلات الخاطئة والتي كثيراً ما تسبب نتائج كارثية ..
إن قراءة الواقع السياسي المحلي والإقليمي والدولي ليس بالسهل , فكثيرا ما يكون ظاهرها خلاف ما يوحي باطنها , فالأكتفاء بالظاهر سطحية مخلة تورد إلى نتائج قد تكون كارثية في أغلب الأحيان . 
لكننا هنا في هذه العجالة نقرر أن التحليل السياسي وقراءة مابين السطور لأي حدث سياسي يعتبر حاجة ضرورية للخاصة والعامة من الناس .
إن قراءة التاريخ بصورة عامة يطلع الإنسان على أن للسياسة سنن ثابته , وأن المجتمعات التي تخطئ قراءة تلك السنن تصبح محلاً للتقاطعات والنزاعات والنقض التأريخي ,
وضرورة التحليل السياسي تكمن في ذلك الجسر النظري الذي يوصل إلى علم يقيني من خلال خطوات عملية ثابته وراسخة 
وهذا هو عين مايحتاجه أهل السنة , إذ لايخفى تخبطهم في المواقف والصراعات حتى أمسوا يتهافتون على النار تهافت الفراش ..
والتحليل السياسي قريب المعنى إلى التحقيق لأنه يكشف العلاقات بين المنظور والمظمور , والغائب والمشهود , كما إنه يكشف العلاقات الفاعلة في المجتمع ومؤثراتها وأهدافها , فمن خلال تلك التحقيقات نحكم على الظواهر والأحداث السياسية محلياً ودولياً وعالمياً 

10- إتفاق المحتل الأمريكي والشيعي في النوايا والأهداف والاستراتيجيات تجاه أهل السنة والجماعة في العراق , فتشكلت بينهم علوم وعوامل مشتركة لهذا الاتفاق .. من ذلك على سبيل المثال لاالحصر : 

أ‌- اتفاقهم على إسقاط الجيش العراقي وإبداله بجيش طائفي يدافع , بل يجتث كل من ينبس طائفته الشيعية ببنت شفه , ولو بالنية , وهنا لاندعي أن الجيش العراق السابق كان يدافع عن حقوق أهل السنة ويقمع طائفة الشيعة , بل على العكس, ولكنه كان جيشا يحمل صفات الجنديه الموضوعية والمحترفة ولو بالحد الأدنى , ولقد كان قادة الجيش العراقي السابق يتعاملون مع عامة الناس بروح الأب القائد , وكانوا أبعد مايكونوا من روح الطائفة وعناصرها , وقد ساحت تلك الروح على عامة الجيش , لذلك فلم يعرف عن الجيش العراقي السابق سواء من الخاصة أو العامة تصرفا طائفيا واحدا ..
ب‌- إفراغ الساحة السنية من كل رمز ديني أو قيادي وايجاد قيادات مسخ تسئ إلى التأريخ السني جملةً وتفصيلاً بل هي مثلا للعار جسداً وظلاً .
ت‌- تحطيم البنية التحتية للمجتمع السني , فقد عملوا بشكل جاد بل قادوا وأفتعلوا حروباً من أجل تخريب وتحطيم البيئة والبنى والمدن السنية ..فبداً من هدم البيوت على رؤوس ساكنيها ..وأنتهاءاً بالقتل والتهجير والإغتصاب .
ث‌- نشر محاكم التفتيش في كل الأمكنة الواقعية والإفتراضية حيث مارست تلك المحاكم التصفية والاغتيال والمنع والحجب وبصور مختلفة .
ج‌- ملاحقة الكفاءات والقيادات في كافة المواقع ومن ثم تصفيتهم وإن اسعف هؤلاء القدر بالهجرة والنجاة , فليس لهم من نصير في تلك البلاد التي هاجروا إليها اللهم إلا القليل النادر.
ح‌- العمل على تسطيح الفكر العام لعامة أهل السنة وذلك من خلال الدعوة إلى التغريب والحداثة والأفكار المجملة التي تحتمل الحق والباطل .
خ‌- أسقط الفزع من سطوة الطائفة الشيعية وقسوتها البربرية أهل السنة في فخ اللامشروع فأصبحوا مشغولين بأنفاسهم لا بحالهم , لذا من المستحيل والحال كذلك أن يولد مشروع أو تصمد لهم هوية ..
د‌- تقزيم حجم السنة ..فتواطئ الفريقان على الاتفاق على الزعم القائل بأن حجم أهل السنة في العراق لايتجاوز أكثر من عشرين بالمائة ، وهذه حقائق زائفة قام بنشرها والدعوة اليها الاستعمار البريطاني واليهودي للعراق سنة 1914 وعلى يد الكاتب اليهودي حنا بطاطو ..
ومن خلال ماذكرناه أنفا نجح الفريقان في فك إرتباط السنة بالدولة 
وإن أستمر الحال على ذلك فإن السنة سيصبحوا مع مرور الزمن مجرد رقم في الذاكرة ..


ــــــــــــــــــ
المصدر
/سبل-المحافظ...ية-السنية-ج-1/

https://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=189932


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق