لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الأحد، 21 أبريل 2013

حتى لو لم يصرح لاريجاني.. افهموها كما شئتم



حتى لو لم يصرح لاريجاني.. افهموها كما شئتم

تسربت اليوم تصريحات لرئيس مجلس الشورى الإيراني لاريجاني حول الكويت حيث يصرح بأنها (الكويت تشكل عمقا استراتيجيا لا تتنازل إيران عنه حيث سينحصر العرب في مكة كما كانوا قبل الف وخمسمائة عام في حال سقوط نظام بشار الأسد..) هذا التصريح لا يمكن فصله عن مجمل الأحداث في سوريا والعراق وحتى أمريكا.. وبسهولة نتوقع مثل هذا  التفكير حتى لو تم إنكاره من الحكومة الإيرانية.. فنحن الآن داخل قدر يغلي فوق نار ملتهبة ويتسابق على هضمنا جميع الطهاة.. ويبدو اننا على مفترق طرق نحو إعادة التشكيل بعد ان سئمت منا الأمم الأخرى كما نحن.
فالأحداث الصعبة قادمة بقسوة إن لم نسبقها.. فهذه التهديدات لا يمكن أن تأتي من غير تخطيط وتحضير، ويعد من الغباء السياسي تصور ان الاحداث تأتي بغتة أو تولد من رحم الحدث المستحق مثل سقوط الأسد، فالأطماع في الخليج العربي موجودة منذ كورش وإسماعيل الصفوي.. وعلينا ان نراجع حساباتنا جيدا مع من حولنا وعلينا ان ندرك ان  مراكز انتاج المصائب لنا تستهلك ثمانون بالمائة من جهدها ووقتها على كيفية صياغة وإنتاج الحدث بالشكل المفاجئ والغامض لتطرحه على الفضاء المستهدف بأيدي ومنطق غيرها وليصب في مشروعها بالنتيجة.
وقد اصبح من الواضح ان الآلية التي تستخدمها الدول المترفة بالمشاريع الخاصة المستهدفة لنا لا تقتصر على استخدام الإمكانيات العسكرية لتغيير الحالة كما تخطط، بل اصبحت تفكر بتقليل التكاليف ايضا من خلال إخراج الضد من الضد وهدم الكيان من الداخل بواسطة انتاج أو سرطنة الضد (نقاط الضعف ومتناقضات المشروع الوطني للمستهدف) وليكون هذا الضد هو العامل الذي سيمهد الطريق لمشارط المشاريع المستهدفة للكيان الوطني لكي تشق الجسد وتعيد صياغة وتشويه البدن.. وهنا ندرك ما يقصده لاريجاني بأن نصف الشعب الكويتي هم من مناصري إيران بحكم العقيدة الجعفرية.
ولم يعد خفيا على أحد ان المشروع العروبي الإسلامي قد اصبح مستهدفا بطريقة واضحة رغم السقوط الكبير لهيبة هذا المشروع، ولكن ربما هذا السقوط هو ما يغري الجميع من خارجه للقضاء ليس على متلازمة العروبة والإسلام فقط بل على عناصر هذه المتلازمة من جذورها تماما مع فسخ وتفجير نواة المشروع بالتالي، ولعلنا اذا نجحنا في الخروج من الوهن الذهني والضياع الفكري الذي سببته تكالب النكبات والصدمات وتراكمها.. لعلنا بعد ذلك نستطيع حصر نقاط الضعف المؤهلة لتكون خلايا سرطانية في مشروعنا وذخيرة بيد مستهدفينا.
ولعل أول ما يخطر على بالنا من نقاط الضعف العربي هي الطائفية التي تدوس كل يوما على أحلامنا وتسرق أمننا وأبنائنا في سوريا والعراق ولبنان وتهددنا في البحرين والكويت واليمن.. ولكن الطائفية التي تعني  تقسيم المجتمع الى طوائف دينية تختلف بطرق سلوك افرادها باتجاه يوم القيامة هي أمرا واقعا وكان دوما ظرفا حياديا وخاليا من نقاط التناقض بين افراد المجتمع الواحد في الوطن العربي الذي اعطى نماذج رصينة في التعايش الاجتماعي وبقي مصطلح الطائفية مصطلحا لغويا لا يستخدم إلا بمعناه النحوي التعريفي وبقي كذلك حتى منتصف القرن الماضي الذي شهد إنشاء الكيان الصهيوني والكيان الإيراني بصبغات عقائدية عملت على خلق عواصف طائفية في الوطن العربي..
لقد بقي الشعب العربي بطوائفه يعادي الاغتصابات والاستهدافات  من وجهة نظر اخلاقية عروبية جمّلتها العقيدة الإسلامية السمحاء ودون أن تحمل مشروعا عقائديا خاصا بمحاربة الطوائف، ولكن مع وجود وتغول المشروعين الصهيوني والفارسي كانت النتائج الارتدادية على الوطن العربي أكثر بكثير من خسارة فلسطين والعراق وسوريا والعراق.. فهذه المشاريع الصهيونية والفارسية كانا رأس الحربة لعملية اقتحام الشرق العربي من خلال تبادل الأدوار بين المشروعين لإيجاد مساعدات ملاحية لهما تساهم في فتح الممرات وتحديد نقاط الضعف التي ستشكل وتعمل على أنتاج أدوات خراب قادرة على فتح أبواب المنطقة كلها لهم.


 فتسلسل الأحداث بعد نشوء الكيان الصهيوني تفرض علينا الانتباه الى توقيت نشوء الطائفية ما بين عموم المسلمين والشيعة الجدد والتي كانت نتاجا حتميا لعملية هدم الذات العربية من اقصر الطرق وأسرعها ومن  خلال ايجاد وخلق عدو يملك سهولة التخفي ومرونة التحرك داخل المجتمع العربي الاسلامي.لصناعة صراع طائفي لا يمكن ان ينتهي.
نعم ان من أكبر نقاط ضعفنا هو الطائفية الداخلية التي قبلناها مصطلحها وتعاملنا معها كحقيقة موجودة يمكننا بلعها كما هي.. فبدأنا التعاطي بالموضوع على اعتبار ان هناك طوائف اسلامية تحتاج لحوار داخلي للوصول الى حالة من التعايش والتناغم والتكامل وأحيانا علينا أن نتفهم الصراع العسكري فيما بينها، ولكن بعد أن ادركنا اخيرا ان الآخر كان يعمل على التمدد بين فخذينا في حين كنا نحاول ايجاد نقاط التقاء بيننا.. حينها يصبح لزاما علينا ان ندرك ان (الطائفية الداخلية) ما هي إلا مفهوم خاطئ يقوم على احتيال كبير يوحي بان العقيدة المنازعة للعقيدة الإسلامية هي طائفة اسلامية علينا تقبلها ومحاورتها وهنا اقصد العقيدة الجعفرية المتجددة (شيعة العصر الحاضر).
ومن وجهة نظر سياسية وليست عقائدية نجد ان (دحش) هذه (الطائفة المتجددة) بين الطوائف الاسلامية أو بين الأديان السماوية لا بد ان يسبقه تحليلا واضحا لتوقيت ظهور وفحوى العقيدة التي تم (تطويرها وتعديلها) على يد الخميني لتعاصر المشروع الصهيوني وتبادله الأدوار..
 ولعل الجميع وبعد الصراع الدموي في سوريا بشار وعراق المالكي ولبنان حزب الله اصبح يدرك خطورة الألغام التي زرعت حديثا في أركان العقيدة الجعفرية لكي تكون أداة حادة لتقطيع المشروع الإسلامي والعروبي باسم الإسلام.
هذه العقيدة الجديدة لبعض الشيعة لم يتم الاقتراب منها بالشكل الصحيح ولم يتم مقارعتها أو دراسة الأسلحة التي وضعت في أيدي اتباعها أو اسباب نشوءها التي تمثلت بالثأر وقلع متلازمة الإسلام والعروبة من جذورها وبخلاف ذلك لا تكتمل العقيدة الشيعية حسب أدبياتهم.. ورغم كل ذلك كان صمتنا يعود لأسباب تتعلق بوسواسنا وخوفنا من اتهامنا بالطائفية وخوفنا من غيلان  ما يسمى بجمهورية إيران الإسلامية التي أخذت على عاتقها خلق وتفصيل وإخراج طاقات خراب مؤدلجة من الجسد الشيعي القديم وتحويل هذه الطاقات الى مشاريع سياسية تعمل على هدم المشروع العروبي والإسلامي وباسم الاسلام.
أن الإسلام الحقيقي الذي ندين به بعيد كل البعد عن استهداف الآخر او تكفيره وجعله هدفا استراتيجيا لنا ورغم نشوء التنظيمات الإسلامية المتشددة المغمورة احيانا والمشكوك في اهدافها في الغالب  من رحم ابناء العقيدة.. إلا اننا ما زلنا نقف خارج منطقة معاداة الآخر ولا نعمل على الدخول في صراع أبدي معه، بينما العقيدة الحديثة التي لبست الجسد الجعفري أدخلتنا نحن في صراع دائم معها وتعمل على إدخالنا في صراع مع الجميع من خلال احتواء بعض هذه التنظيمات مثل القاعدة لتشويه الجسد الإسلامي باسمنا.
ان الايدولوجيا التي ترتد عن عقيدة وتقوم أركانها على هدم وتشويه التراث وأصول الدين وتعمل على الثأر من الجميع..  ولا تصلح ولا تستقيم إلا بذلك هي عقيدة دخيلة على العالم حكما وهي مشروع مرحلي للخراب لا أكثر ولا يجوز اعتبارها طائفة لها ما لها وعليها ما عليها بل يجب تحجيمها وتعرية مشاريعها قبل ان يبلعنا الطوفان الفارسي الصهيوني من خلالها. 

جرير خلف 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق