لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الأربعاء، 25 يونيو 2014

زيارة كيري والحل الأمريكي لإنقاذ حكم الصفويين في المنطقة



خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم/آملة البغدادية
وصل جون كيري ممثل أوباما ووزير الخارجية الأمريكية ــ وهو من أصل يهودي لجديه ــ العاصمة عمان في طريقه إلى بغداد بصورة مفاجأة ، وقد أبلغ السلطات العراقية بقدومه إلى بغداد وتواجده في السفارة الأمريكية حصراً قبل ساعتين فقط . علماً أن كيري وصل بطائرة هليكوبتر أمريكية وطاقم أمريكي وربان أمريكي وبسترة واقية ضد الرصاص منذ نزوله في المنطقة الخضراء وحتى خروجه من العراق . بهذه الصورة التي تبين مدى الهلع الذي أصاب البيت الأبيض من فرسان القادسية الثالثة وهم يزحفون بعون الله لتطهير بغداد من عملاء أمريكا وإيران ومليشياتها وخونة السنة بعزيمة تزداد وثبات بإذن الله لا يفتر .

تزامنت الزيارة مع زحف الثوار إلى مناطق حيوية على الحدود الغربية لسوريا والأردن ، والتي أريد لها أن تقتصر على (داعش) في الإعلام الغربي ومن والاه من إعلام العرب المتجاهل المغرض ، فقد بات من غير المعقول أن تقف أمريكا محايدة لما تراه يومياً بأقمارها الصناعية من زحف الثوار وتقدمهم نحو بغداد العاصمة وسط اندحار وتقهقر للجيش الهزيل البديل الذي صنعوه بعد قرار حل الجيش العراقي الباسل عام 2003 . إن هذا الجيش البديل وإن كان يتكون من مكون شيعي ذاته الذي كان في الجيش السابق إلا أن الحال تغير بتمكين حاكم ونظام شيعي بحت أدى إلى نزع التقية عنه في نظام كان يحكمه سني أتهم بالطائفية بشكل غريب . إن هذه التركيبة المخزية من هيكلة القوات الأمنية على أساس طائفي موالي لأحزاب صفوية تأتمر بأوامر إيران وقائدها الحقيقي (قاسم سليماني) قائد الحرس الثوري هو سبب انهزام الجيش غير المهني وغير الوطني ، وإلا لتم تحرير آبار فكة وحدود العراق التي قضمتها إيران والكويت وتركيا منذ زمن طويل، فلا سبيل لتحرير فكة قبل تحرير فكر وعقيدة .

إن زيارة وزير خارجية أميركا بهذه الصفة لا يعطي أي معنى لطبيعتها الدبلوماسية كتعاون بين دولتين في مجالات التجارة أو الثقافة أو إدارة شؤون مواطنيها لأنها لم تكن مقتصرة على وزير الخارجية العراقي ، بل كان التوجه إلى رئيس الوزراء نوري المالكي في محاولة أخيرة لإنقاذ حليف قوي في العراق ساعد على تقويض الصف السني والوطني في المنطقة بالتعاون مع إيران خدمة لأمن إسرائيل في السر، وخدمة لأمن المنطقة بزعمهم في الظاهر . فقد تم إعلان أسباب الزيارة بأنها تأكيد على استراتيجية أميركا بضرورة وجود حكومة شراكة وطنية على وجه السرعة بعد الانتخابات التي أنتهت منذ 3 أشهر . إن هذا لا يعقل في عصر التقنية حيث يمكن أن ترسل ذات الرسالة بفديو من داخل البيت الأبيض ، ولهذا نعزو الزيارة الشخصية مع قدوم أعداد من القوات الأمريكية بحجة حماية السفارة ما هي إلا أوامر غاية في السرية والأهمية تفرض التواجد الشخصي سواء للقوات الأمريكية أو غيرها، ومع أن هناك تسريبات كثيرة نقلتها صفحات الفيسبوك من مقابلات وزير الخارجية كيري مع نوري المالكي تتسم باللهجة الشديدة بضرورة التنحي فوراً لا تعدو كونها تطمينات لأهل السنة بأن الحل الأمريكي جاء في صالحهم، وأن الأمور في طريقها للأنفراج بفضل الرعاية الأمريكية الحريصة على العراق أرضاً وشعب . وهذا ما لا يصدقه أصغر سني عمراً وأجهلهم علماً ، فما أن انتهت الزيارة حتى سارع إلى كردستان لمقابلة رئيس أقليم كردستان مسعود البرزاني ليرسل له رسالة مماثلة للإسراع في تشكيل الحكومة لوقف الزحف الإرهابي الذي ما عادت أمريكا صده ولا منعه بحسب تصريحاتها ، ولكن من شأنها أن تتدخل عسكرياً في حالة واحدة يجعل منها (شرطي المنطقة) مرة أخرى لإعادة الدور الذي فشلت فيه مسبقاً من حيث الإقناع والتطبيق . إذ أن اختلاف الرئيس أوباما مع الكونغرس الأمريكي على ضرورة وصلاحية التدخل العسكري الذي يدعمه أوباما بشدة تأخر لعدم قناعة كبار من الكونغرس بإعادة المأساة على جنودها وجدواه بعد الانسحاب ، وما منع أوباما هو أن لا تشريع يخوله باتخاذ قرار كهذا من قبله . أما من وجهة نظر أوباما ـــ بحسب المقالات المنشورة في الواشنطن بوست وغيرها ــ فأنه يرى ضرورة التدخل العسكري المباشر وأنهاء وجود (القاعدة أو داعش) التي تهدد أمن أمريكا مع تهديد المنطقة التي يحاول جاهداً إقناع الأردن بها . 
لقد كانت الخطة الأمريكية أن تكون التصريحات رافضة للتدخل العسكري وتوبيخ المالكي الذي تجاهل عدة تحذيرات ووصايا من قبل أمريكا آخرها زيارته عام 2013، والتي عاد بعدها خائباً بعد أن دفعت الحكومة العراقية مصاريف إقامته ومرافقيه مما يشكل صفعة غير مسبوقة ، ومع أنها لم تكن بدافع الشعور والحس العالي لحقوق الإنسان المنتهكة وخاصة أهل السنة في العراق الذين أنصب عليهم ثارات قوم أبليس ، إنما هو قراءتهم لما ستؤول عليه الأمور من انتفاضة مسلحة من مارد أسمه السنة، قد خبروه جيداً في ساحات القتال في الفلوجة وبغداد وتداعياته على جنودهم كل ثانية في ازدياد، وهذا يعني العودة إلى نقطة الصفر وإزاحة تامة لما بعد 2003 .
 إن المقابلة وإن كانت مع المالكي في بغداد لم تخلُ من توبيخ واضح إنما لم تخلُ من تأكيدات على الحفاظ على حالة الديمقراطية الزائفة التي حاكوا لها خيوطها مع الخباثة القمية في إيران ، وأن الكذب واضح على تصرفات وزير الخارجية جون كيري وتلعثمه حين قال أن أمريكا لا تفرض على الشعب من يحكمهم ، والتصوير موثق في صحيفة ( نيويورك تايمز)* . من الجدير بالذكر إن التصريحات السابقة بأن أمريكا لن تتدخل ما لم يتنحى المالكي ، فهذا هو بالضبط ما يسيرون فيه ولكن بدون تدخل قواتهم البرية التي تم انسحابها بحجة عدم رغبة أوباما في أن تبدو قواتهم منحازة لمكون معين وهي تستعمل السلاح لفض الحرب الأهلية  .
الحل من وجهة نظر أمريكا أن يعلن المالكي استقالته وعدم ولايته الثالثة وحل البرلمان وتشكيل حكومة جديدة ،وعندها فقط تستطيع أن تستخدم القوة المسلحة بعد استيفاء شروطها . والتصريح من صحيفة واشنطن بوست كما هو : 
   American officials, drawn increasingly back into a struggle that President Obama had sought to end, do not want to be seen as taking sides in a sectarian conflict. They have stressed in recent days that the establishment of an cross-sectarian Iraqi government would make it easier for the United States to provide military support for Iraq, including airstrikes.

الحقيقة التي يمكن فهمها بجلاء أن أمريكا أوقعت نفسها في مأزق كبير ، فهي عندما تدخلت في العراق (على أقل تعبير) وأزاحت نظام دكتاتوري ثم تدخلت بفض الحرب الأهلية بعد 2006 بملاحقة مليشيات المهدي قد أصبحت مدانة من قبل الطرفين السني والشيعي فكلا المكونين ما زالا يراها عدوة رقم واحد ، ومن جهة أخرى ما زالت تعاني من قرار الغزو في نظر شعوبها وخطأ انسحابها أيضاً مما أخل بالاستقرار في ظل حكومة دمجت المليشيات في صفوفها العسكرية ورهنها لإرادة إيرانية تبين خطرها على المنطقة في سوريا، وهذا سبب تأخر التدخل الأمريكي السريع بموجب الاتفاقية الأمنية التي يطالب بها المالكي وزيباري الخائن . 
المهم أن من يشكل الحكومة هم الثوار المجاهدون ممن ليس لهم ولاء إيران أو أمريكا، وأما ما يتم إعلانه من قبل الساسة أن العراق لا يأتمر بأمر خارجي هو أن الحال الفعلي في لفظ معكوس في منطق التشيع الطبيعي ، وهذا الإعلان في منطق الإسلام الحقيقي هو أن لا تدخل خارجي ووصاية لأحد على الشعب العراقي الوطني الحر وقد أعلنها أهلها سنة العراق حين أعلنوها مدوية منذ أول يوم لا للاحتلال الأمريكي والإيراني ولا للتدخل الخارجي في شؤون العراق، وأن الجهاد واجب شرعي لا يحتاج لقيام قائم ولا دعوة حاكم، وأن الثورة باقية إعلامية وميدانية لتحرير مناطقنا وتطهير بغداد الحبيبة عاجلاً بعون الله . وعلى أوباما اللعين الذي يدعي الإسلام ويتجاهل فتاوى الإرهاب التحشيد المليشياوي الشيعي وحملات الإعدام الممنهج لمعتقلي السنة وتهجيرهم أمام صمت مخزي أن يفهم أن الهيمنة الصفوية التي يراد الحفاظ عليها إلى نهاية . على أوباما الذي قدم بجحافله الإرهابية أن يفهم زال الحكم الصفوي واقع لا محالة بإذن الله بالقوة كما تم إزالة قناع عقيدتهم المجوسية ، ولن يفلح في إنقاذ هيمنة أمريكا بعروش تهاوت منذ 11 عاماً

نقول لهيئات دولية مشلولة بسلطة اللوبي الصهيوني ومجلس أمن لا يعرف إلا أمن إسرائيل ــ التي هي إلى زوال لا محالة ــ :
أن تماطلكم فضحكم وعلى محكمتكم التي تدعون عدالتها أن تسحب إيران من عمامتها القذرة مع الخونة الخامنئي والمالكي والسيستاني وبشار وحسن نصر اللات ومن معهم إلى المحكمة الجنائية الدولية بصفتهم مجرمي حرب ، وعلى الفور وكفى مراوغة ومساومات بمصير الشعب العراقي والسوري على طاولة النووي الإيراني ، ذلك المسخ الجاهل الذي غولتوه بحربهم على العراق منذ 25 عاماً . أن غزو العراق قد أنهى شرعيتكم وبات زوالكم قريباً فقد مللنا وملت أوربا وبدأت تتململ، وأن الحرب الكونية التي تزعمون تحاشيها وتنفذون بنودها هي حتفكم، وعداً من نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن هوى إن هو إلا وحي يوحى (تُقاتِلُكُمُ اليهودُ ، فتُسَلَّطُونَ علَيْهِمْ ، ثم يقولُ الحجرُ : يا مسلِمُ ، هذا يَهودِيٌّ ورائي فاقْتُلْهُ) صحيح البخاري
والله المستعان

*

Kerry Says ISIS Threat Could Hasten Military Action

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق