لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الجمعة، 10 أكتوبر 2014

الأفلام السينمائية وإبدال الذات الإلهية



مقدمة

         منذ الخليقة والإنسان يحاول إيجاد وسائل تعينه في حياته على الأرض مستخدماً نظرية الخطأ والصواب، وأحياناً تخدمه الصدفة البحتة في ذلك. فقد اهتدى الإنسان القديم بعد محاولاته العديدة الى كيفية الحصول على النار، وأوجد العجلة ثم العتلة . وتوالت الاختراعات والاكتشافات الواحدة بعد الأخرى، وذلك حسب تطوره في كيفية استعمال قدراته العقلية لا بتطورتركيبته العقلية وخلايا الدماغ لديه، لأنها كانت كاملة النشأة منذ خلقها الله تعالى حيث قال في كتابه العزيز (إنا خلقنا الأنسان في أحسن تقويم) التين الآية 4. وبهذا يثبت قطعاً خطأ النظريات التي أوجدها (داروين) بعقليته الملحدة، وتبناها الغرب وكل الملحدين في العالم .

استمر الإنسان في اكتشافه لقابلياته الذهنية نتيجة حاجاته المتزايدة وقد قالوا (الحاجة أم الاختراع) وحقاً هي كذلك ، فالطفل الذي يولد حديثاً يمتلك عقلاً كاملاً لاينمو كما تنمو الأطراف بتقدم عمره ولكن ينمو لديه طريقة استعماله له ليطور فعالياته . أستمرت إبداعات الإنسان الى أن وصل الى (الاختراع القمة) وهو الكهرباء على يد العالم (أديسون) أعظم مخترع في التاريخ الحديث كما صُنف ، والذي يعود له الفضل في كل ما تبع من اختراعات أستخدمت الطاقة الكهربائية فيها ، حتى وصلنا الى القرن العشرين، والذي كان نقطة التحول الصناعي فيه يعود الى جهاز الحاسب الآلي أو ( Computer) وهوالدماغ الالكتروني كما يسميه الغرب، والذي ساعد الانسان في كثير من العلوم . ومن حينها، لايكاد يخلو يوم إلا ويخرج علينا جهاز جديد بمزايا فريدة باستخدام هذا العقل الالكتروني الذي تطور في مزاياه هو الآخر، حتى أنهم أطلقوا على مراحل تطوره بأجيال الكومبيوتر الأول والثاني والثالث في سلسلة تكاد لا تنتهي ، وهذا مدعاة تقدير للعلماء في هذا المجال بلا شك .

أميركا ووكالة ناسا للأبحاث :
المهم هنا هو استقطاب هذه التقنية الجديدة لاهتمام الغرب وبالأخص أميركا وروسيا حيث ساعد في اكتشاف الفضاء منتصف القرن الماضي ثم بعد ذلك دخل في نطاق التسليح العادي ثم التسليح الفضائي بسرية كبيرة وبشكل معلن محدود .
إن هذا التمادي في استعمال التكنلوجيا المتقدمة تعدى هدف اكتشاف الكواكب، ومعرفة ما أذا كان هناك مخلوقات فيها ليصل الى هدف إفساد الفضاء بعينه، لهو من منجزات البشرية العظيمة التي لاتعرف حدودها المعقولة ولا تهاب الخالق عز وجل، الذي ما جعل السماء لعبث الإنسان بل هي لمخلوقاته الأخرى عالماً ومحيطاً ، وقد سمعنا قبل سنوات بمشروع (نظام الدرع الصاروخي) في الفضاء الذي تمتلكه كلتا الدولتين الكبيرتين في العالم، وذلك بسبب الخوف الدائم من أن تكون أحدهما القطب الأوحد في العالم عسكريًا فتدفعها الى شن حرب ذرية لسبب أو لآخر والتي لاتبقي ولا تذر .

 لقد اهتدت عقلية هاتين الدولتين الهائلة المفرطة في الإنسانية وحقوقها في جعل الفضاء مسرح للحروب، إضافة للأرض التي ابتليت بأطماعهما التوسعية للسيطرة على العالم بعد انحسار الأم بريطانيا، وتفريخها لأخرى جعلت من العقلية اليهودية قدوة بكونها أصل الثورات الفاسدة علمياً واستعمارياً وتخريبياً ، ومن المعروف أن اليهود وراء رؤوس الأموال الممولة لهذه المشاريع، وهم قد اصبحوا الماسكين بالقيادة كأصحاب القرار خاصة في أمريكاــ وبصورة واضحة يحاولون إنكارها ــ ولذلك فمن البديهي أن كل ما يؤذي وينشر الفساد ترى ورائه يهودي خلق للتدمير، وذلك  ليحكم صاحبهم من نسل داوود حكماً مطلقاً بعد إنهاك الدول بالصراعات . فقد دلت على هذا نصوصهم التلمودية الشريرة سُربت كبروتوكولات علماء صهيون تعالياً وبلا خجل لامجال لذكرها الآن .

هذه مقدمة كان لابد منها لمعرفة طموحات الغرب في المدى الذي يطمحون الى وصوله بتقدمهم العلمي ليصل الى حدود بعيدة تجاوزوا فيها هيبة الخالق، وحتى اعترافهم بوجوده أصلاً حين تجرأوا في أبحاثهم العلمية ومشاريعهم، ووصلوا فيها مداً فظيعاً لايقبله عقل بشر مسلم كان أو مسيحي متدين أو معتدل . من هذه الشركات التي لاتعترف بحدود تقف عندها هي (شركة ناسا للأبحاث الفضائيةــ NASA) وموقعها في أميركا الشمالية، ولديها من المشاريع ما نشر وما لم ينشر بعد، كأبحاث سرية مستقبلية ،وهذا بحسب ما أعلنونه عبر تقاريرهم في القنوات الفضائية العديدة .
     
 من أبحاثهم تلك التي بذلوا الأموال الطائلة لها ما تم إعلانه من سنوات عديدة تعود إلى بداية السبعينات في صنعهم للإنسان الآلي الذي يسمونه (الروبوتات أو ROBOT) ، ويتنافسون مع اليابان التي أصبحت رائدة في هذا المجال ، حيث صنعت اليابان آلات تتحرك كالبشر متأملين أن تؤدي بعض مهام الإنسان العادي ، حتى أنهم يسعون بكل طاقاتهم الى خلق إنسان قريب من البشر بطريقة (الاستنساخ) الذي سبب ضجة كبيرة واعتراض ولا يزال ، ولا أستبعد أن يكون هذا من ضمن مشاريع وكالة ناسا السرية، والتي ربما سيأتي يوم يعلنون فيه عن إنسان صنع بطريقة الاستنساخ لشخصية تاريخية ما . لم لا ؟ وهم ضربوا بعرض الحائط حدود ممنوعة قد وضعها الله في دياناتهم كيلا يتكبروا ويغلوا في طغيانهم وعلمهم ، ولكن كيف ؟ وكتبهم محرفة واهتماماتهم تعدت غير اللائق لتصل مراحل الكفر المطلق .

روبوت مشابه

           في عام 2008، عرضت قناة (دبي الفضائية) برنامج علمي عن أبحاث جديدة لوكالة (ناسا)، مع عدد من الشركات الكبيرة أستوقفي موضوعها الجديد ، وهو آخر التطورات في مجال الأجهزة الألكترونية الدقيقة جداً، وأن هذه الأبحاث تعتمد على استخدام التكنلوجيا التي دخلت الذرة فيها، حيث أبتدأت أولاً في مجال الطب الحديث .

هذا الموضوع يستحق المتابعة فالأبحاث العلمية في مجال الطب هو من المجالات التي تحسب لهم لا عليهم، وأن مجرد صنعهم لآلات تشخيص وقياس وتحليل وغيرها من التي تستخدم في العمليات الجراحية حتماَ تخدم البشرية، ولا مانع من تطويرها لتكون أكثر كفاءة . استمر التحقيق ليعلن أن مدى التطور وصل الى صنع (روبوتات ذرية) كما أسموها، وكانت على شكل أجهزة دقيقة مجهرية شبيهة (بالحشرة) ذات أرجل وفم ذو أنبوب ماص دقيق، تدخل الى داخل جسم الإنسان المصاب بطريقة الحقن لتبحث بمساعدة الكومبيوترعن أماكن التضخم والأورام لتتمكن منها فتزيلها، بتسليط حزم أشعاعية تعمل على قتل هذه الأورام حتى لو كانت في أصعب الأماكن ، وهذا خبر مفرح إن تم حصره في مجال الطب ، ولكن بدأ الموضوع يخرج من خانة التشويق الى منحى جديد في هذا البرنامج، حين تطرق الى قيامهم بجعل هذه الروبوتات الدقيقة  لها القابلية على أن تولد بنفسها روبوتات أخرى مشابهة، تنتشر في المنطقة المصابة، ولذا فعليهم بحقن حشرة واحدة فقط  لتؤدي المهمة لتصبح جيش جرار يهجم على مناطق المرض ! وسبحان الله الذي جعل العلم يتطور لديهم خاصة بحكمة منه لا عن عبث، وهو المنزه من كل عيب ، ففي الآية الكريمة دليل إعجاز القرآن (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  ) فصلت 53 ، فلعلهم يروا آيات صنعه البديعة، فيهتدي من شاء له الهدى وليكسب العذاب من ألقيت عليه الحجة .

في هذا البرنامج كان تصريح جريء جمد الدم في عروقي، وهو لأحد علمائهم الذي جلس بغرور يصف هذه العملية بأنها طورت لديهم تصورات جديدة مستقبلية ! ويقول أن أبحاثهم القادمة تتمحورحول إمكانية السيطرة على المادة، وجعلها تتعدى كونها مخلوقة الى مادة لها قابلية الخلق بنفسهاــ منطلقاً من نجاحهم في روبوت الحشرة هذاــ إلى أهداف أخرى لتطوير هذه الآلات، وحول فكرة إعطاء هذه الآلات الدقيقة أوامر للمادة بأن تتشكل بأي صورة يشاءون !

هذا الوصف ذاته ليس من فهمي للبرنامج، إنما نقلاً عن التحقيق المذكور، حيث انتهى بفلم مستقبلي افتراضي تم بواسطة الحاسوب بطريقة الخيال العلمي، يصور أحدهم وهو يقف في مكان فارغ ليظهر بعد قليل كأنه في مكان آخر يمثل أحد الأحياء الحديثة بكل تفاصيلها . ماذا أكثر ؟
ذكر أحد علمائهم أن المستقبل سيجعل من الإنسان أن يصنع بيئته الخاصة بهذه التكنلوجيا التي لها مديات لا نهائية !! فيكون الإنسان أكثر سعادة حيث لايكون مُسير بل مخير ، فتأملوا مدى رفضهم للواقع، وتخبطهم وجهلهم في حقيقة الخلق ومراد الخالق .
 ويا لهول ما سمعت، وتعجبت من مجرد هذا التصور الذي يدل على إلحادية هؤلاء، ورغبتهم في الوصول الى مراتب الذات الألهية في الخلق، ولا حول ولا قوة إلا بالله وكأنهم ليسوا نصارى جاء نبيهم عيسى عليه السلام ليثبت وحدانية الله وضرورة عبادته .

إن الموضوع برمته خرج من أهدافه النبيلة في خدمة الطب الى أهداف أخرى تتعلق برغبة هؤلاء الى أمتلاك تكنلوجيا خارقة نابعة مرة أخرى من الغطرسة العلمية لأيجاد (قوة كونية) كما أطلقوا عليها، وبطاقات لا متناهية تعتمد على نجاح هذه الآلات في إيجاد شبيهاتها كسبق علمي فريد في القرن الحادي والعشرين ، ولا يخفى أن عقلية العالم الأمريكي والغربي بصورة عامة، باتت تغوص في جنون العلم الذي سيؤدي بهم حتماً الى نهاية واحدة، هي حتمية فناء العالم على يدهم . أكاد أجزم أن اختراع هذه الآلات الذكية لها أهداف غير معلنة لايعلم بها إلا الله ، وهي مرفوضة حتماً فهي ليست كاختراع القلب الصناعي، وأجزاء الجسم الأخرى كالذراع والساق المبتورة لتيسير الحياة على هؤلاء الأشخاص ذوي العاهات.

يبقى أن أذكر أن أحد المنفذين لهذا البرنامج هو إيراني، وأسمه الأول لم يحضرني، إنما الثاني (شريعتي مدار) ولا عجب، فالصورة الآن اكتملت أبعادها الشريرة بدقة، فأين العرب من هذا التعاون ؟ . تمنيت عندها لو أن كل هذه الأموال الطائلة التي تصرف بجنون والتي ستؤدي بالبشرية الى الهلاك ، لو إنها صرفت لأنقاذ الملايين في أفريقيا التي تشكو المجاعة بأيجاد معامل إنتاجية بسيطة تقدم فرص عمل لهؤلاء أو تعمل على بناء مساكن ومدارس لأولادهم لكان خير لهم وللعالم .


الأفلام السينمائية واحتكار اليهود :


أين الخطورة في الموضوع وهو مجرد برنامج لا يعنينا بشيء ؟
المسألة هنا أن لها جذور ، فلاشك أن هذا هو أحد أحلام وأهداف هذه الشركة الغامضة،حيث في يوم ما تصبح الأفلام الغربية الخاصة بالخيال العلمي مشروع في مختبرات ناسا ، فلقد تم تصوير أفلام سينمائية من نوع الخيال العلمي كخلق الصور المحاكاة، أو خلق عالم غير حقيقي افتراضي بواسطة أجهزة الحاسوب والتقنية المتفوقة فيها، كفلم (MATRIX ) ومخرجه هو (جيمس كاميرون)، تم عرضه في عام 1999 ، وهو عن عالم كومبيوتر ينتقل افتراضياً إلى سفينة أسمها نبوخذ نصر  ،Nebuchadnezzar" فيها يتم إدخال آلة صغيرة في جسده تغير من تصوراته الذهنية ليبدأ في محاربة آلات بعد خراب كوكبنا ، وقد سبقه فلم (The Terminator) عرض عام 1984 بأجزاء ثلاثة ، ثم تلته أفلام عديدة للمخرج ذاته بنفس الفكرة، أشهرها وآخر مجموعته هو (AVATAR) الذي اعتمد على نظرية التناسخ الكفرية هذه بخلق كائنات غريبة في كوكب آخر  . *
من الجدير بالذكر هنا إرتباط وكالة ناسا بهذه الأفلام، فالمخرج (جيمس كاميرون) هو أحد المستشارين في وكالة أبحاث الفضاء الأميريكية (ناسا)، كأحد العاملين هناك وليس الوحيد . من غير المستغرب هنا، هو أن فلم ( ترمنيتر The Terminator) من أنتاج شركة ( metro_ goldwyn_mayer) التي تأسست عام 1924، ومؤسسها (ماركوس ليو) اليهودي الذي ولد في نيويورك أميركا، وأن جميع الأفلام المذكورة (ماتركس وأفاتار) هي من أنتاج أكبر شركة أفلام سينمائية ومن أقدمها، وهي شركة ( وارنر برذرز ـ Warner Bros) التي تأسست عام 1920، ومؤسسوها هم أربعة أشقاء يهود وجميعها مقرها في أميركا الشمالية .
 هناك أفلام سينمائية عديدة احتكرت الشاشات خاصة في العقدين الماضيين تحديداً، تُغلب تسلط التكنلوجيا على البشر ليفسد العالم فيكون المخلص دوماً هو شخصية أمريكية، حتى لو لم ينجح في تدمير المخلوقات والكوكب الذي هم فيه ، مثل فلم (( I, Robot) الذي أنتج في شركة ( 20th Century Fox)، ومؤسسها ولياهم فوكس، وهو من عائلة يهودية عاشت في ألمانيا وهاجرت إلى أميركا ، وهناك أفلام كثيرة على شاكلتها لها نفس الهدف الخفي، إضافة إلى الأرباح الهائلة التي تعتبر من مصادر الميزانية الأمريكية التي تدخل البلايين من الدولارات سنوياً .

 إن هذا التعاون ليس بمحض الصدفة، بل هو تخطيط مسبق منذ قرون من عقلية مريضة داهية متسلطة غيرت ثقافة العالم إلى أحط مستوياته ، فباستعمال اليهود قوة المال والإعلام استطاعوا السيطرة على العالم ــ وخاصة العالم الإسلامي ــ بأفكار جديدة تهدف الغزو الفكري الذي يبدو نجاحه واضحاً، في حين فشل الغزو الفعلي على الأرض وآخره في العراق .

ولا حول ولا قوة إلا بالله لعلي العظيم


* فلم ( AVATAR  ) تم عرضه في عام 2009 أي بعد كتابة الموضوع في عام 2008 ، وتمت الإضافة عليه للضرورة .

ـــــــــــــ

آملة البغدادية / 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق