بغداد ـ القدس العربي ـ من عبد الله العمري ـ
باشر ما يعرف باسم “الحشد التربوي” بالعاصمة العراقية، بغداد، نشاطاته بشكل رسمي في جانبي الكرخ والرصافة؛ ويرتبط “الحشد التربوي” رسميا بهيئة التعبة الخاصة بالحشد الشعبي؛ ومن ابرز مهامها الترويج للمذهب الشيعي في أوساط الطلاب السُنّة ببغداد
مصدر رسمي في وزارة التربية العراقية، وصف في اتصال خاص بـ “القدس العربي” الإعلان عن “الحشد التربوي” بأنه “إعلان صادم للتربويين العراقيين”.
ويشير المصدر إلى أن خطابا رسميا عُمم على جميع أقسام التربية في بغداد يتضمن “تسهيل مهمة الحشد التربوي وتخصيص حصتين دراسيتين أسبوعيا في جميع المدارس الابتدائية والثانوية يُلقي فيها علماء دين شيعة دروسا ومواعظ تحض الطلاب السُنّة صراحة على اتباع المذهب الشيعي”.
وذكر،أن مدارس جانب الرصافة من بغداد، ترغم “الطلاب السُنّة على ممارسة الطقوس الشيعية، الأمر الذي أدى انتقال آلاف الطلاب للدراسة في بعض مدارس جانب الكرخ التي يغلب عليها الطابع السُنّي”.
ويضيف المصدر الرسمي في وزارة التربية العراقية، إلى تعرض التدريسيين إلى “مساءلة شديدة وتهديدات بالاعتقال أو القتل في حال امتناعهم عن تنفيذ تعليمات الحشد التربوي”.
ووجه انتقادات حادة للسياسيين السُنّة في الحكومة والبرلمان، وفي “وزارة التربية التي يديرها وزير سني، لعدم اكتراثهم بمثل هذه الأمور الخطيرة على مستقبل الجيل السُنّي”، فيما قال أنه وآخرين معه “لا يمتلكون سلطة القرار في مثل هذه القضايا وهو الآمر الذي يجعلنا ننصاع للتعليمات الصادرة، بل ونساهم في دعم حملات التشييع رغما عنا”، حسب تعبيره.
وتركز الحصص الدراسية على دعم الحشد الشعبي “ووصفهم بالأبطال الذين يقاتلون التكفيريين السُنّة نصرة للمذهب الشيعي، وهو خطاب يستفز مشاعر الطلاب السُنّة رغم أعمارهم الصغيرة”، على حد قوله.
من جانبه، قال مدرس في إحدى مدارس جانب الرصافة، رفض الكشف عن اسمه وتخصصه خشية “بطش الميليشيات”، حسب قوله لـ “القدس العربي” بأنهم مجبرون على “الترحيب الحار بالمعممين الشيعة وحث الطلاب على الإصغاء لهم وتطبيق ما يقولونه، وربط فهمهم لما يقوله المعممون برضا رب العالمين، وهذه بموجب تعليمات وتوصيات الحشد التربوي”، حسب قوله.
ويؤكد المدرس، على أن “التشيع لا يقتصر على المدارس والجامعات بل في جوانب الحياة الأخرى من منطلق نظرة طائفية ترى أن بغداد شيعية بحتة ويجب أن تكون للشيعة فقط”.
ورأى، أن حملة الحشد التربوي “تشكل خطرا كبيرا على مستقبل الأطفال السُنّة”، ووصف الحملة بأنها “لا أخلاقية وغير مسؤولة وستكون لها عواقب وخيمة على السُنّة في بغداد الذين يفضلون ترك أبنائهم دون تعليم على تغييرهم لمذهب آبائهم وأجداهم”، حسب تعبيره.
أما الشيخ خزرج التميمي، أحد التدريسيين الشيعة في الحشد التربوي، فقد نفى أن يكون للحشد التربوي “مخططا لتشييع الطلاب السُنّة”، وأكد على أهمية الحشد التربوي ونشاطاته لدعم “المجاهدين في الحشد الشعبي الذين يدافعون عن كل العراقيين الشيعة والسنة والأكراد ضد الهجمة التكفيرية”، حسب وصفه.
ويضيف قائلا: “نحن اتباع مذهب آل البيت لا نؤمن بالطائفية ولا التحييز إلى الشيعة ضد السُنّة، فكلنا أبناء العراق وهو وطننا جميعا، وهذا ما تأمرنا به مرجعياتنا الدينية”، يختم حديثه لـ “القدس العربي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق