لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

السبت، 28 أكتوبر 2017

كركوك بين استفتاء كردستان وإيران وتحليل عمر عبد الستار




خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم / آملة البغدادية

أزمات أهل السنة في العراق لا تنتهي تحت ظل الحكم الشيعي الإرهابي ، فما زال الحال من سيء إلى أسوء منذ 14 عاماً تقريباً من غزو العراق وتسليمه لقمة سائغة لإيران العدو الأبدي .

منذ أسابيع تتسارع أحداث فاصلة للحدود والقيود بين المركز وأربيل عندما طالب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ( مسعود برزاني ) ببدء الاستفتاء على ما أسماه (استقلال كردستان) في 25 من أيلول 2017 ، والنتيجة غالبية متوقعة في تأييد الانفصال من قبل الشعب الكردي .
إن هذا الحدث المتوقع عبر عنه مسعود بأنه حل سعت إليه حكومة بغداد الطائفية التي لا تريد الشراكة ولا تؤمن بالديمقراطية وقد تغاضت عن حق الأقليم والمناطق المتنازع عليها وفق قانون 140 من الدستورالمتفق عليه .

إنها خطوة سديدة من قبل حكومة كردستان التي لا تخلو من صراع داخلي فاتر ، إنما كان على المسئولين أن يبحثوا في كل الاحتمالات منها النفوذ الشيعي في كردستان، فإيران لم تنتظر طويلاً أن تحرك مليشياتها بقيادة قاسم سليماني الذي وصل كركوك دفاعاً عن مكتسبات إيران في العراق ، وهنا تحركت معها ذيول الخيانة حيث تراجعت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجلال طالباني ليتقدم الحشد الشيعي ويستلم مواقع النفوذ في الحويجة، وبموافقة من العبادي الذي صمت عن تهديد سليماني للأكراد أن يعيدهم للكهوف إذا لم يتراجعوا عن كركوك أهم محافظة نفطية في شمال العراق .

ما التداعيات وما المتوقع ؟ 
هنا تحليل موفق من قبل الأستاذ عمر عبد الستار مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات ، والمستهدف هو الآخر من هذا النظام الإرهابي الشيعي في العراق لفضحه جرائم الحكم الشيعي وخبايا سياسته .*

نقولها كلمة صريحة نحن سنة العراق العرب ، لقد مضت خطوة إنشاء الأقاليم عندما كانت متاحة بانتظار كلمة تأييد من قبل الساسة الكورد أزاء الأقليم السني أبان الاعتصامات في العام 2013 ، وقد تأخرت المطالبة بالتقسيم لإنشاء الدولة الكوردية عقد من الزمان ، وفي هذه الفترة تُرك صاحب الحق الأغلب الذي يقطر دماً دون تجمع سنة العراق الذي يمثل غالبية واضحة ضمن التعداد السكاني حتى تمدد الإجرام الرافضي ضمن المدن السنية تهديماً وتغييراً لديمغرافيتها بحجة التحرير من داعش .
لكن رغم هذه الخطايا الكارثية لا تزال النفوس تتطلع إلى أمل الوحدة السنية تحت مطارق التوحيد كما يجري اليوم وربما الغد ، وربما يصحو الكورد لأهمية السنة العرب في إعادة التوازن في العراق وطرد التمدد المجوسي ، وعندها تكون الثمرة لأجيال قادمة غير هذا الجيل الذي لم يفهم من ماضيه ولا حاضره حقيقة الصراع وما يجب .

مع هذا فمن الجدير بالذكر أن هدف الاستفتاء هو قيام دولة كوردية تجمع هذه القومية بما يمثل حقها الشرعي والسياسي، إنما تسمية الاستقلال لا (الانفصال) حيث أن له مدلول واضح بوجود سلطة احتلال من قبل حكومة بغداد التي يهيمن عليها الأحزاب الشيعية حصراً بدعم إيراني وأمريكي يمثل العالم، وبلا أدنى وجل ولا مبالاة من قبل الحكام العرب لمصير سنة العراق وبالتالي مصير المنطقة العربية التي تتعرض لانتهاكات خطيرة ونفوذ إيران ومليشياتها التي ما وصلت إلى سوريا واليمن لولا السيطرة على بغداد وخطة تشييع العراق ككل .
ليس لنا سوى الدعاء لساسة كردستان بأن يتحدوا ويكونوا بوعي كامل لما تحيكه لهم قوى الشر، فقد وصلوا لنقطة اللا رجوع والله الموفق .


*  التاسعة مع أنور الحمداني - ضيف الحلقة المحلل السياسي عمر عبد الستار

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

سهو النبي يعني عدم العصمة عند أهل السنة



نص الشبهة /

إن القول بسهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعني أنه غير معصوم عند السنة !!


الجواب : 

الله عز وجل عصم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في التبليغ فالنبي يبلغ ما أمره الله فلا يخطأ. والسهو لا يتعارض مع العصمة بل السهو يكون فيه تشريع فالذي أسهاه هو الله ومن عصمه هو الله وهذا تعليم للأمة في حال السهو فسبحان الله الذي أكمل لنا ديننا فالسهو من التبليغ وإلا فكيف تعلم الأمة الأحكام في حالة السهو والنسيان.

الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بشر ومن صفات البشر النسيان والسهو والغضب وغيرها من الصفات البشرية قال الله تعالى : (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً).

والسهو ليس قدح في النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينتقص نزاهة وعصمة الأنبياء عليم السلام وهو من الأعراض البشرية غير المذمومة وقد وردت آيات في القرآن تذكر نسيان الأنبياء( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِينِ رَبّيِ لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ) الكهف :24 ( فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بينِهِمَا نَسِيَا حُوتهُمَا ) الكهف:61

وهذا من رحمة الله تعالى ومن نعمة على أمته لنقتدي بالنبي وما يشرعه عند السهو.


فإن كان هذا طعن في النبي صلى الله عليه وسلم فليعلم الشيعة إنها موجودة في كتبهم وبأقوال علمائهم:

محمد بن الحسن باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنا صلينا المغرب فسها الامام فسلم في الركعتين، فأعدنا الصلاة ؟ فقال: ولم أعدتم ؟ أليس قد انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ركعتين فأتم بركعتين ؟ ألا أتممتم ؟ !. كتاب وسائل الشيعة ج8 ص198
http://www.yasoob.com/books/htm1/m012/10/no1046.html



1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة ابن مهران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها فسلم فقال له ذو الشمالين: يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ؟ فقال: وما ذاك، قال: إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتقولون مثل قوله؟ قالوا: نعم، فقام (صلى الله عليه وآله) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم... كتاب الكافي ج3 ص355
http://www.yasoob.com/books/htm1/m012/09/no0981.html


وقال المجلسي عن الرواية موثق. كتاب مرآة العقول ج15 ص201
(باب من نام عن الصلاة أو سها عنها)
ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال سألته عن رجل نسي أن يصلي الصبح حتى طلعت الشمس قال يصليها حين يذكرها فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ثم صلاها حين استيقظ ولكنه تنحى عن مكانه ذلك ثم صلى.

https://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=1037



قال النراقي : والمستفيضة الواردة في سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإتمامه مع تكلمه، واستفهامه عن ذي الشمالين أو غيره، كصحيحة الاعرج ، وموثقة سماعة ، وغيرهما. كتاب مستند الشيعة ج7 ص37
http://www.yasoob.com/books/htm1/m001/02/no0284.html


وذكر أيضا : المسالة الثالثة: لو نقص من صلاته ركعة فما زاد، فإن تذكر بعد التسليم، و قبل فعل المنافي مطلقا، يتم الصلاة بدون إعادة، بلا خلاف كما قيل للأصل الثابت بما سيأتي من عدم بطلان الصلاة بزيادة التشهد والتسليم سهوا، و المتواترة يعنى من الأخبار كصحيحتي الاعرج وجميل وموثقتي سماعة وأبي بصير الواردة كلها في خصوص سهو النبي صلى الله عليه وآله. كتاب مستند الشيعة ج7 ص 94- 95
http://www.yasoob.com/books/htm1/m001/02/no0284.html




قال الصدوق : إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وآله ويقولون: لو جاز أن يسهو عليه السلام في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لان الصلاة عليه فريضة كما أن التبليغ عليه فريضة........... وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله كسهونا لان سهوه من الله عز وجل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ ربا معبودا دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو........ وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله يقول: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله. كتاب من لا يحضره الفقيه ج1 ص359-360
http://www.yasoob.com/books/htm1/m012/09/no0991.html


قال نعمة الله الجزائري : الحق أن الأخبار قد استفاضت في الدلالة على ما ذهب إليه الصدوق. كتاب الأنوار النعمانية ج4 ص29
حكاية سهو النبي صلى الله عليه وسلم قد روي بما يقارب عشرين سندا وفيها مبالغة وإنكار على من أنكره كما روي عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقع عليه سهو في صلاته ( قال كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) وبالجملة فهذا المضمون مروي بالطرق الصحيحة والحسان والموثقات والمجاهيل والضعاف فإنكاره مشكل. 
كتاب الأنوار النعمانية ج4 ص29-30 
http://www.4shared.com/file/139801063/4335e557/___.html


قال الخوئي : ومنها ما روى عن زيد بن علي عن آبائه عن علي (ع) المشتمل على حكاية سهو النبي صلى الله عليه وآله وزيادته الخامسة في صلاة الظهر واتيانه بسجدتي السهو بعد أن ذكره الاصحاب ، ولكنها بالرغم من صحة سندها غير ثابتة عندنا لمنافاة مضمونها مع القواعد العقلية، كما لا يخلى فهي غير قابلة للتصديق. كتاب الصلاة ج6ص42
http://www.yasoob.com/books/htm1/m001/04/no0481.html


رغم إن السند صحيح كما قال الخوئي إلا أن عقله لا يقبلها !! لكن الأكيد أن عقل الخوئي يقبل الخرافات نترك الجزائري يرد على الخوئي ومن أيده.

أما من جهة العقل فلأن نفيه النقص عن غلبة النوم وإثباتها في السهو خلاف طور العقل والعادة فإنه كما يمكن التحرز من النوم الكثير المفضي إلى قضاء الصلوات كشدة التعب أو السهر إلى آخر الليل أو نحو ذلك يمكنه أن يقعد إنسان يوقظه ذلك الوقت كالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان كثير الأعوان والجنود لما نام بذلك الوادي احتاج فيه إلى قضاء الصلوات بخلاف السهو فإنه ليس له وقت خاص يتمكن الإنسان من التحرز فيه وهذا ظاهر غير خفي مع أن كلام الصدوق ( ره ) تابع للأخبار في كون الذي أسهاه هو الله تعالى وحينئذ فلا فرق بين النوم والسهو في أنهما فعله سبحانه وتعالى فعلها بنبيه في موارد خاصة. كتاب الأنوار النعمانية ج4 ص30
http://www.4shared.com/file/139801063/4335e557/___.html

ــــــــــــــــــــــــــــ

منقول / شبكة الرد اللكترونية
وكتبه / ذو الوشاح .

إضافة هامة من الأستاذ فيصل نور من موقعه ( الحقائق الغائبة)
الضغط على الرابط

شبهة افتضاح نفاق عمر بسؤاله حذيفة بن اليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأمهات المؤمنين



الحديث 
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " سنعذبهم مرتين عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى حذيفة باثني عشر رجلا من المنافقين، فقال : " ستة منهم تكفيكهم الدبيلة ، سراج من نارجهنم يأخذ في كتف أحدهم حتى يفضي إلى صدره ، وستة يموتون موتا " ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رحمه الله كان إذا مات رجل يرى أنه منهم نظر إلى حذيفة ، فإن صلى عليه وإلا تركه . وذكر لناأن عمر قال لحذيفة: أنشدك الله أمنهم أنا ؟ قال : لاوالله، ولا أؤمن منها أحدا بعدك


يدعي الرافضة أن عمر رضي الله عنه خَشيَ أن يفتضح أمره في كونه من المنافقين ، ولهذا سأل حذيفة بن اليمان . أبتداءاً فالحديث ليس فيه إسناد صحيح ولولا السند لقال من شاء بما شاء . 
وبغض النظر عن وثاقة الحديث ورجاله عند الرافضة وعدم اعتنائهم به حيث تحوي كتبهم كل مكذوب وضعيف ، فهاهم يرددون فرية نفاق عمر بل وصل الأمر إلى محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم عند العودة من غزوة تبوك . 
لماذا هذا الإصرار مع أن حذيفة برأ عمر رضي الله عنهما ؟ 
والجواب أن لا تشيع إلا بالطعن في السلف وناقلي الدين قرآن وسنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبالأخص الفاروق هادم عرش كسرى ، ليكون الحرث أجيال تتبع عمائم الضلال والنفاق بأسم آل البيت يفسدون العباد والبلاد .

ومع أن هناك حديث مشابه عن أم المؤمنين أم سلمة فلا يتداوله الرافضة لمنزلة أم سلمة عندهم من بين أمهات المسلمين . أما الصحابي حذيفة بن اليمان فلا حرج أن يتهموه هو الآخر بالكذب على عمر حين برأه من النفاق عملاً بالتقية ، ويا لجرأة الشيعة ! فما أصبرهم على النار !

روى أحمد 
عن عاصم عن أبي وائل، عن مسروق قال: دخل عبد الرحمن على أم سلمة رضي الله عنها، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبدا» فخرج عبد الرحمن من عندها مذعورا حتى دخل على عمر رضي الله عنه فقال له: اسمع ما تقول أمك، فقام عمر رضي الله عنه حتى أتاها فدخل عليها فسألها ثم قال: أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قالت: لا ولن أبرئ بعدك أحدا.)
والحديث رواه أحمد والطبراني والبزار
وصحح اسناده ابن حجر وحسنه الألباني
ولفظ (لا براني بعد أن أموت أبدا) معناه أنه لا يدخل الجنة 
وقول أم سلمة في تزكيته موافق لقول حذيفة .

الرد على الشبهة :

( وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ) التوبة الآية 100 

إن الله تعالى وعد السابقين المهاجرين المجاهدين بأموالهم وأنفسهم بالجنة ، وعمر أحد أصحاب بدر الذي اطلع الله على قلوبهم ، وهو المحدَث وافق قوله القرآن ، فعمر رضي الله عنه من المبشرين بالجنة وهو من العشرة والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام هو من أخبر حذيفة بأسماء المنافقين الأثني عشر ولو كان عمر منهم فلعلمه قبل هذا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يختار في حروبه قادة سرايا إلا بمن هم أهل لها ولا يصاحب إلا من علم فيه الإيمان ولا يتزوج إلا من بيت الإيمان من صحيح البخاري الحديث :
3472 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ. 
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بيت عمر في الجنة وله جارية .

أما عن قول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 60 : ( ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً ) 
ففيها دليل ونص قطعي على براءة عمر من النفاق وكذا أبي بكر رضي الله عنهما في جوارهما للنبي حياً وبعد الموت في غرفة واحدة يتشرف الناس بزيارة الحرم النبوي ‘لى يوم القيامة ، فأي تزكية وأي شرف ! 

قال أبن تيمية رحمه الله في منهاج السنة :
من المعلوم للخاص والعام أن عدل عمر رضي الله عنه ملأ الأفاق وصار يضرب به المثل كما قيل سيرة العمرين وأحدهما عمر بن الخطاب والآخر قيل إنه عمر بن عبد العزيز وهو قول أحمد بن حنبل وغيره من أهل العلم والحديث وقيل هو أبو بكر وعمر وهو قول أبي عبيدة وطائفة من أهل اللغة والنحو 
ويكفي الإنسان أن الخوارج الذين هم أشد الناس تعنتا راضون عن أبي بكر وعمر في سيرتهما وكذلك الشيعة الأولى أصحاب علي كان يقدمون عليه أبا بكر وعمر . أنتهى

سؤال هام / ما هو النفاق الذي كان يخشاه عمر بن الخطاب ؟

قال العلامة الحافظ ابن رجب في كتاب (جامع العلوم والحكم- تحقيق: ماهر الفحل) :

(وقال طائفة من السَّلف : خشوعُ النفاق أنْ ترى الجسدَ خاشعاً ، والقلب ليس بخاشع ، وقد رُوي معنى ذلك عن عمر ، وروي عنه أنَّه قال على المنبر :
إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم المنافقُ العليم ، قالوا : كيف يكون المنافق عليماً ؟ قال : يتكلم بالحكمةِ ، ويعمل بالجور ((1)) ، 
أو قال : المنكر . وسُئل حذيفة عن المنافق ، فقال : الذي يصف الإيمان ولا يعمل به ((2)) .

وسئل أبو رجاء العطاردي : هل أدركتَ من أدركتَ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخشون النفاقَ ؟ 
فقال : نَعَمْ إني أدركتُ منهم بحمد الله صدراً حسناً ، نعم شديداً ، نعم شديداً ((3) .

وقال البخاري في " صحيحه " ((4)) : وقال ابنُ أبي مُليكة : أدركتُ ثلاثين من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخافُ النفاقَ على نفسه . والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلهم عائشة وأختها أسماء وأم سلمة والعبادلة الأربعة وأبو هريرة وعقبة بن الحارث والمسور بن مخرمة ، فهؤلاء ممن سمع منهم ، وقد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء كعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص ، وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال ، ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك فكأنه إجماع ، وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص . ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم ، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى رضي الله عنهم . وقال ابن بطال : إنما خافوا لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهدوه ولم يقدروا على إنكاره ، فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت .
ويُذكر عن الحسن قال : ما خافه إلاَّ مؤمِنٌ ، ولا أمنه إلا منافق ((5)) . انتهى .

وروي عن الحسن أنَّه حَلَفَ : ما مضى مؤمِنٌ قطُّ ولا بقي إلا وهو من النفاق مُشفِق ، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن . وكان يقول : من لم يخفِ النفاق ، فهو منافق ((6) .

وسَمِعَ رجل أبا الدرداء يتعوَّذُ من النفاق في صلاته ، فلما سلَّم ، قال له : ما شأنك وشأنُ النفاق ؟ فقال : اللهمَّ غفراً - ثلاثاً - لا تأمن البلاءَ ، واللهِ إنَّ الرجل ليُفتَنُ في ساعةٍ واحدة ، فينقلِبُ عن دينه ((7)). 

والآثار عن السَّلف في هذا كثيرة جداً . قال سفيان الثوري : خلافُ ما بيننا وبين المرجئة ثلاث ، فذكر منها قال : نحن نقول : النفاق ، وهم يقولون : لا نفاق(8) .

وقال الأوزاعي : قد خاف عمر النفاقَ على نفسه ، قيل له : إنَّهم يقولون : إنَّ عمر لم يَخَفْ أنْ يكونَ يومئذ منافقاً حتى سأل حُذيفة ، ولكن خاف أنْ يُبتلى بذلك قبل أنْ يموت ، قال : هذا قولُ أهل البدع ، يشير إلى أنَّ عمر كان يخاف النفاقَ على نفسه (9) في الحال ، والظَّاهر أنَّه أراد أنَّ عمر كان يخاف على نفسه في الحال من النفاق الأصغر ، والنفاق الأصغر وسيلةٌ وذريعةٌ إلى النفاق الأكبر ، كما أنَّ المعاصي بريدُ الكفر ، فكما يخشى على من أصرَّ على المعصية أنْ يُسلَبَ الإيمانَ عندَ الموت ، كذلك يخشى على مَنْ أصرَّ على خصالِ النفاق أنْ يُسلَبَ الإيمانَ ، فيصير منافقاً خالصاً . ( وهذا كلام أبن رجب رجمه الله في نص كتابه ) 

وسُئِلَ الإمامُ أحمد : ما تقولُ فيمن لا يخاف على نفسه النفاق ؟
فقال : ومن يأمنُ على نفسه النفاق ؟ وكان الحسن يُسمي من ظهرت منه أوصافُ النفاق العملي منافقاً ، وروي نحوه عن حذيفة .

وها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسأل الله أن يجنبه النفاق ، يقول : اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي ، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي ، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان (10)

ورُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا صَنَعَ اللَّهُ فِيهِ ، وَ عُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ ، فَلَا يُصْبِحُ إِلَّا خَائِفاً ، وَ لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الْخَوْفُ " (11)

كتاب جامع العلوم والحكم لأبن رجب الحنبلي 
_

قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 1 / 178 - 179:

وأصل هذا يرجع إلى ما سبق ذكره أن النفاق أصغر وأكبر ؛ فالنفاق الأصغر : هو نفاق العمل وهو الذي خافه هؤلاء على أنفسهم ؛ وهو باب النفاق الأكبر ، فيخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر : في حياته أن يخرجه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية ، كما قال تعالى ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ( [ الصف : 5 ] وقال ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّة [ الأنعام : 110 ] ... اهـ

من هنا كان النبي يعلم أمتع التعوذ من النفاق ولم يستثني أحد ، ولا يعني التهمة بل سؤال الله أن الحصن منها حتى كانت من الأدعية المأثورة في الصلاة :
( «اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ، وَعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ، وَلِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ، وَعَيْنِي مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ»
عَنْ ابْنِ أُمِّ مَعْبَدٍ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء

________

(1) أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 685 ) عن عمر بن الخطاب موقوفاً .
(2) أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 682 ) ، وابن بطة في " الإبانة " ( 914 )
و( 928) .
(3)أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 686 ) ، والفريابي في " صفة المنافق " ( 81 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " 2/307 .
(4)ذكره البخاري 1/19 معلقاً ، وأخرجه في " التأريخ الكبير " 5/43 ( 6482 ) موصولاً .
(5) ذكره البخاري 1/19 معلقاً ، وأخرجه : البيهقي في " شعب الإيمان " ( 859 ) موصولاً .
(6) أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 687 ) ، والفريابي في " صفة المنافق " ( 87)
(7) أخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 73 ) و( 74 ) ، والبيهقي في " شعب الإيمان "
( 857 ) .
(8) أخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 93 ) ، ومن طريقه الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 11/162 .
(9) سأل أبان الحسن فقال: هل تخاف النفاق قال : وما يؤمنني وقد خاف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .وأخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 84) .

وقال معاوية بن قرة : أن لا أكون فيّ نفاق أحب إليّ من الدنيا وما فيها كان عمر - رضي الله عنه - يخشاه وآمنه أنا . أخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 86) .

"(10) نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج6 ص176

(11) الكافي : 2 / 71 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، 
طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران

والحمد لله رب العالمين

( من مواضيع آملة البغدادية ) كُتب في 2012 بتصرف