لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الخميس، 7 ديسمبر 2017

الرئيس الأمريكي يعلن رسميًا الاعتراف بـالقدس عاصمة إسرائيل



متابعة لأدوار خدم الصهيونية في العالم وتطبيق هيمنة اليهود على العالم أجمع ، جاء خطاب الرئيس ترامب ذلك الأهوج في البيت الأسود بإعلان الموافقة على جعل القدس عاصمة إسرائيل .
هكذا بعد 70 عاماً على احتلال فلسطين الاحتلال المخزي لوجه الحكام العرب ، وبعد آلاف الإنتهاكات السافرة لحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى بغية العثور على هيكل سليمان المزعوم ، مع غيرها من إجرام التعدي على المصلين وما حول المسجد من أراضي، ناهيك عن اعتقال شيوخ المسجد وكبار علماء الدين مثل الشيخ رائد صلاح الذي طالما حذر من إهمال المسجد الأقصى ، فك الله أسره .

هكذا وبدون وجل من أي أمة أو شعب أو حتى شرعية الأرض المقدسة قال أن القرار جاء متأخراً ، ولعله يتبارز مع الرؤساء من قبله بخطواتهم المتعثرة في تطبيق بروتوكولات صهيون .
وفي خطوة أخرى من خطوات تتوالى تجري التحضيرات لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة .

أما في القدس فتصاعد الغضب بدعوات للتظاهر بكل الوسائل على القرار اليهودي بما فيها الأضراب العام يوم الخميس ، ولكم الله يأ أهل الرباط .
أما الحكام العرب فلا نسمع لهم إلا حساً خجولاً وعلى مضض بينما يكدسون الأسلحة متناسين العدو الكبير الذي يستهدف العقيدة، والشعوب هي الضحية ، ولن نجني من القمة الطارئة سوى بيانات الشجب والتنديد كالعادة .
أما نحن ما الذي بأيدينا غير الغصة ورفع الهاشتاقات ؟ ! #القدس_عاصمة_فلسطين

فعذراً يا رسول الله وعذراً يا قدسنا الباقية عاصمة فلسطين .
رحم الله القائد صلاح الدين الأيوبي ونبرأ إلى الله من حكامنا ونسأله تعالى العون والوحدة والنصر

طامة لزعيمهم الخوئي:أراد الطعن بالعباس بن عبد المطلب فإذا به يطعن بعلي رضي الله عنهما

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد 

فلا تزال الشواهد تتوالى على تخبط مراجع الإمامية في تقريراتهم ، فما إن يريدوا إثبات جزئية معينة إلا ونسفوا ثابتاً وناقضوا أصلا ، فحالهم في ذلك كمن أراد أن يبني قصراً فهدم مِصْراً !!!

وهذا هو عين ما فعله أبو القاسم الخوئي - زعيم حوزتهم وكبير مراجعهم المعاصرين - حينما أراد الطعن في العباس بن عبد المطلب - عم النبي صلى الله عليه وسلم - في ترجمته له على أنه لم يكترث ولم يتحرك حينما أُغتُصِبَت الخلافة من علي رضي الله عنه وسُلِبَت فدك من فاطمة رضي الله عنهما .. 
بينما لم يقر له قرار ولم يهدأ له بال حينما قلع عمر رضي الله عنه ميزابه الذي شرَّفه به النبي صلى الله عليه وسلم ليجرده من تلك المنقبة .. 
وإليكم بيان ذلك في عدة مطالب وكما يلي:

المطلب الأول:إيراد قصة الميزاب مختصرة ومفصلة:

1- قال شيخهم علي النمازي الشاهرودي في كتابه ( مستدرك سفينة البحار ) ( 1 / 124 ):[ خبر الميزاب الذي نصبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعمه العباس من سطح داره إلى المسجد تشريفا له ، فلما كان أيام الثاني أمر بقلعه ، فجاء العباس إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقص قصته ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأمر قنبراً بنصبه ].

2- يقول علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 30 / 365-366 ):[ فكان هذا فعل عمر بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وآله .. وقد آذاه عمر في ثلاثة مواطن ظاهرة غير خفية : منها : قصة الميزاب ، ولولا خوفه من علي ( ع ) لم يتركه على حاله ].

3- أورد الحادثة بتمامها علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 30 / 364-365 ):[ ولم يزل الميزاب على حاله مدة أيام النبي صلى الله عليه وآله وخلافة أبي بكر وثلاث سنين من خلافة عمر بن الخطاب ، فلما كان في بعض الأيام وعك العباس ومرض مرضاً شديداً وصعدت الجارية تغسل قميصه فجرى الماء من الميزاب إلى صحن المسجد ، فنال بعض الماء ثوب الرجل ، فغضب غضباً شديداً وقال لغلامه : اصعد واقلع الميزاب ، فصعد الغلام فقلعه ورمى به إلى سطح العباس ، وقال : والله لئن رده أحد إلى مكانه لأضربن عنقه ، فشق ذلك على العباس ودعا بولديه عبد الله وعبيد الله ونهض يمشي متوكئا عليهما - وهو يرتعد من شدة المرض - وسار حتى دخل على أمير المؤمنين عليه السلام ، فلما نظر إليه أمير المؤمنين عليه السلام انزعج لذلك ، وقال : يا عم ! ما جاء بك وأنت على هذه الحالة ؟! . فقصَّ عليه القصة وما فعل معه عمر من قلع الميزاب وتهديده من يعيده إلى مكانه ، وقال له : يا بن أخي ! إنه كان لي عينان أنظر بهما ، فمضت إحداهما وهي رسول الله صلى الله عليه وآله وبقيت الأخرى وهي أنت يا علي ، وما أظن أن أُظْلَم ويزول ما شرفني به رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت لي ، فانظر في أمري ، فقال له : يا عم ! ارجع إلى بيتك ، فسترى مني ما يسرك إن شاء الله تعالى . ثم نادى : يا قنبر ! عليَّ بذي الفقار ، فتقلده ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال : يا قنبر ! اصعد فرد الميزاب إلى مكانه ، فصعد قنبر فرده إلى موضعه ، وقال علي عليه السلام : وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لأضربن عنقه وعنق الآمر له بذلك ، ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقددا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب ، فقال : لا يُغْضِبُ أحداً أبا الحسن فيما فعله ، ونُكَفِّر عن اليمين ، فلما كان من الغداة مضى أمير المؤمنين إلى عمه العباس ، فقال له : كيف أصبحت يا عم ؟ . قال : بأفضل النعم ما دمت لي يا بن أخي . فقال له : يا عم ! طب نفسا وقر عينا ، فوالله لو خاصمني أهل الأرض في الميزاب لخصمتهم ، ثم لقتلتهم بحول الله وقوته ، ولا ينالك ضيم يا عم ، فقام العباس فقبل ما بين عينيه ، وقال : يا بن أخي ! ما خاب من أنت ناصره ].


المطلب الثاني:اعتماد الخوئي قصة الميزاب كدليل للطعن به

ووجه الطعن به كما ذكرته أنه لم يكترث للضرر الذي أصاب علياً رضي الله عنه باغتصاب الخلافة منه ، ولا لما أصاب الزهراء رضي الله عنها بسلب فدك منها ، واشتدَّ غضبه لما قُلِعَ ميزانه الذي شرفَّه به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال في كتابه ( معجم رجال الحديث ) ( 10 / 254 ):[ وملخص الكلام : أن العباس لم يثبت له مدح ، ورواية الكافي الواردة في ذمه صحيحة السند ، ويكفي هذا منقصة له ، حيث لم يهتم بأمر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ولا بأمر الصديقة الطاهرة في قضية فدك ، معشار ما اهتم به في أمر ميزابه ].

المطلب الثالث:إن المعيار الذي استخدمه للطعن بالعباس هو نفسه ينطوي على الطعن بعلي رضي الله عنهما
إنَّ المعيار الذي استخدمه الخوئي للطعن في العباس رضي الله عنه - هو غضبه للميزاب وعدم غضبه للخلافة وفدك - هو نفسه يُسْتَخْدَم للطعن بعلي رضي الله عنه وبيانه:
إن لعلي في مصادر الإمامية صورة ذليلة مُهانة تذهب بكرامته وتصمه بالجبن وعدم الغيرة ؛ إذ لم يخرج سيفه لنصرة الحق حينما اغتصبوا منه الخلافة واعتدوا عليه وعلى زوجته الزهراء بالضرب والإهانة رضي الله عنهما ، ثم تتكرر صورة الذل والجبن والمهانة حينما سلبوا أرض فدك من زوجته 

وإليكم بيان ذلك وكما يلي:

أولاً:تصويره بالذل والجبن والمهانة في موطن اغتصاب الخلافة
وهذه الصورة يقشعر منها جلد كل مسلم بل تشيب منها مفارق الولدان ، لما فيه من الذل والمهانة والجبن الذي لا يليق ببطل الإسلام وأسده !!!

فمن معالم هذه الصورة ما يلي:
أ- وضعوا الحبل في عنقه وجرّوه ليبايع مكرهاً.
ب- شبَّهوا اقتيادهم له والحبل في عنقه كالجمل المخشوش ، والذي فسَّره علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 33 / 114):[ الخشاش عويد يجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده ]. 
ج- ضربوا زوجته الزهراء رضي الله عنها على وجهها وعصروا الباب على بطنها حتى أسقطت جنينها المحسن.

فهذه المعالم البشعة - التي يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان - لبطل الإسلام أبي الحسنين رضي الله عنهم أجمعين !!!

وإليكم طائفة من تصريحات الإمامية التي أثبتت له تلك الصورة البشعة المنفِّرة :
1-يقول محققهم يوسف البحراني في كتابه ( الحدائق الناضرة ) ( 5 / 180 ):[ وأخرجه قهراً مقاداً يُساق بين جملة العالمين وأدار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه وضرب الزهراء ( عليها السلام ) حتى أسقطها جنينها ولطمها حتى خرت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها مضافا إلى غصب الخلافة الذي هو أصل هذه المصائب وبيت هذه الفجائع والنوائب ].

2-يقول علامتهم محمد باقر المجلسي في كتابه ( بحار الأنوار ) ( 82 / 264 ):[ وقوله : ( فقد أخربا بيت النبوة اه ) إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام من الايذاء ، وأرادا إحراق بيت علي عليه السلام بالنار ، وقاداه قهراً كالجمل المخشوش ، وضغطا فاطمة عليها السلام في بابها حتى سقطت بمحسن ].

3- ينقل شيخهم عبد الزهراء مهدي قول علامتهم ابن المطهر الحلي في كتابه ( الهجوم على بيت فاطمة ( ع ) ) ( ص 324 ):[ قال : وبعث إلى بيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - لما امتنع من البيعة - فأضرم فيه النار ، وفيه فاطمة وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا ( عليه السلام ) كرها ، وكان معه الزبير في البيت فكسروا سيفه ، وأخرجوا من الدار من أخرجوا ، وضربت فاطمة ( عليها السلام ) فألقت جنينا اسمه : محسن ].
4- يقول محدثهم محمد طاهر القمي الشيرازي في كتابه ( الأربعين ) ( ص 165 ):[ بأنه لم يبايع طوعا ، ولا رضي ببيعة أبي بكر حتى استكره عليها كالجمل المخشوش ].

5- يقول عالمهم محمد مهدي الحائري في كتابه ( شجرة طوبى ) ( 2 / 282 ):[ وكان علي ( ع ) يفتخر به في موارد عديدة منها .. وانتدابه ( ع ) له يوم الذي قادوه في حمائل سيفه بقوله وا حمزتاه أين لي بحمزة ].

6- يقول علامتهم المرعشي في كتابه ( شرح إحقاق الحق ) ( 3 / 407 ):[ بل قادوه كما يقاد الجمل المخشوش وأضرموا النار في بيته ].

7- يقول مرجعهم الكبير محمد حسين كاشف الغطاء في كتابه ( جنة المأوى ) ( ص 133-138 ):[ طفحت واستفاضت كتب الشيعة من صدر الاسلام في القرن الأول : مثل كتاب سليم بن قيس ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده وإلى يومنا ، كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة وأبيهم الآية الكبرى وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين وكل من ترجم لهم وألف كتابا فيهم ، أطبقت كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة ، إنها بعد رحله أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها ، ولطموا خدها حتى احمرت عينها وتناثر قرطها ، وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها وأسقطت جنينها ، وماتت وفي عضدها كالدملج ، ثم أخذ شعراء أهل البيت عليهم السلام هذه القضايا والرزايا ، ونظموها في أشعارهم ومراثيهم وأرسلوها إرسال المسلمات .. بما ارتكبوه واقترفوه في حق بعلها عليه السلام من العظائم حتى قادوه كالفحل المخشوش ].

8- يقول علامتهم الأميني في كتابه ( الغدير ) ( 9 / 388 ):[ وسل عنها أمير المؤمنين وهو الصديق الأكبر يوم قادوه ، كما يقاد الجمل المخشوش إلى بيعة عمت شومها الاسلام .. وسل عنها أمير المؤمنين يوم لاذ بقبر أخيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي ويقول : يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ] ، وكرر نفس المعنى فقال في ( 10 / 125 ):[ وهلا كان هو الذي قاد عليا كالجمل المخشوش إلى بيعة أبي بكر وهو يقول : بايع وإلا تقتل ؟ ].

9- يقول شيخهم علي الشهرستاني في كتابه ( السنة بعد الرسول ) ، المنشور في مجلة ( تراثنا ) ( 58 / 98 ):[ وبالفعل ، طبق قانون الإكراه ، إذ أُخْرِجَ علي بالقوة ، يقاد إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش ، وسِيقَ سوقاً عنيفاً ].

10- يقول محققهم الدكتور جواد جعفر الخليلي في كتابه ( الإمام علي (ع) ) ( ص 57-58 ):[ وهي التي قالها علي يوم قادوه من بيته بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قهرا حاسر الرأس حافي القدمين يرغموه على البيعة لأبي بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله . . . الخ . وألقى نفسه على قبر النبي قائلا يا ابن أم . . . الخ ]. 

11- يقول محققهم عبد الرحيم مبارك في مقدمة كتاب ( منهاج الكرامة ) ( ص 17 ):[ وكيف تجاسروا على بيت بضعة الرسول ، وقادوا عليا كالجمل المخشوش ؟! ].

12- ورد في كتاب ( سليم بن قيس ) ( ص 158 ):[ فنادى علي عليه السلام قبل أن يبايع - والحبل في عنقه - : ( يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني )].

13- روى الكليني في كتابه ( الكافي ) ( 8 / 189-190 ):[ عن سدير قال : كنا عند أبي جعفر ( عليه السلام ) فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) واستذلالهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال رجل من القوم : أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ومن كان بقي من ‹ صفحة 190 › بني هاشم إنما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل وكانا من الطلقاء أما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما ].

14- ينقل محدثهم هاشم البحراني في كتابه ( غاية المرام ) ( 5 / 346 ):[ ثم قال ابن أبي الحديد : وسألت النقيب أبا جعفر يحيى بن أبي زيد ( رحمه الله ) فقلت : إني لأعجب من علي ( عليه السلام ) كيف يبقى تلك المدة الطويلة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكيف ما اغتيل وفتك به في جوف منزله مع تلظي الأكباد عليه ؟ فقال:لولا أنه أرغم أنفه بالتراب ووضع خده في حضيض الأرض لقتل ، ولكن أخمل نفسه واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر في القرآن وخرج عن ذلك الزي الأول وذلك الشعار ، ونسي السيف وصار كالفاتك يتوب ويصير سائحا في الأرض أو راهبا في الجبال ، ولما أطاع القوم الذين ولوا الأمر وصار أذل من الحذاء تركوه وسكتوا عنه ].

15- وأخيراً أختم بأبيات أوردها مؤرخهم محمد فاضل المسعودي في كتابه ( الأسرار الفاطمية ) ( ص 528 ):
جمعوا على بيت النبي محمد * حطباً وأوقدت الضغائن نارها 
رضوا سليلة أحمد بالباب * حتى أنبتوا في صدرها مسمارها 
عصروا ابنة الهادي الأمين وأسقطوا * منها الجنين وأخرجوا كرارها 
قادوه والزهراء تعدو خلفهم * عبرى فليتك تنظر استعبارها

فهذه هي الصورة المزرية التي سطرتها الأيدي الآثمة والتي جعلت من شجاعة عليٍ وكرامته في مهبِّ الرياح

ثانياً:تصويره بالذل والجبن والمهانة في موطن سلب أرض فدك من زوجته

وهذه الصورة كسابقتها في تجريده من الشجاعة وخلع صفات الجبن وتحمل الذل والإهانة ...
بل إن سلبيته - وحاشاه رضي الله عنه - في هذه الصورة أشدّ وهو ما حدا بالزهراء ولأول مرة في حياتها أن تتطاول على زوجها - الإمام المعصوم - بكلامٍ جارحٍ وتعيره بالسكوت والجبن عن استرجاع حقها في أرض فدك ، ثم سكوته عن حقه في الإمامة !!!
حتى اعترف بهذا التطاول بعض مراجع الإمامية ومنهم:

1- يصف مرجعهم محمد حسين كاشف الغطاء ثورة الزهراء بوجه زوجها بأنها " خرجت عن حدود الآداب " فقال في كتابه ( جنة المأوى ) ( ص 135 ):[ ويزيدك يقينا بما أقول أنها - ولها المجد والشرف - ما ذكرت ولا أشارت إلى ذلك في شيء من خطبها ومقالاتها المتضمنة لتظلمها من القوم وسوء صنيعهم معها ، مثل خطبتها الباهرة الطويلة التي ألقتها في المسجد على المهاجرين والأنصار ، وكلماتها مع أمير المؤمنين بعد رجوعها من المسجد ، وكانت ثائرة متأثرة حتى خرجت عن حدود الآداب ، التي لم تخرج من حظيرتها مدة عمرها ، فقالت له : يا ابن أبي طالب ، افترست الذئاب وافترشت التراب ].

2- ينقل شيخهم محمد مهدي الحائري عن علامتهم المجلسي بأن الزهراء لم تتطاول على زوجها إلا في موطن سلب أرض فدك منها وتعييرها له بالسكوت وعدم الانتفاض لاسترجاع حقها بالأرض وحقه بالخلافة ، فقال في كتابه ( شجرة طوبى ) ( 2 / 270 ):[ ( في البحار ) أوحى الله تبارك وتعالى إلى رسوله ( ص ) قل لفاطمة لا تعصي عليا فإنه إن غضب غضبت لغضبه ، قسماً بالله ما عصته فاطمة ، ولا خالفته ولا خانته بل وكانت تعظمه وتجلله وتؤثره على نفسها وعلى أولادها وتختار رضاه على رضا نفسها وإذا نادته بالكنية أو باللقب تارة تقول : يا أبا الحسن وأخرى يا بن عمي أو يا بن عم رسول الله هذا هو شأنها طول حياتها ولا تلام من يوم دخلت على أمير المؤمنين ( ع ) ونادت : يا بن أبي طالب ، اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل ، فخانك ريش الأعزل ، هذا ابن أبي الخ لأن ذلك اليوم يوم عظيم ولا يخفي على البصير عظم ذلك اليوم ].

3- يقول علامتهم السيد علي خان المدني في كتابه ( الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة ) ( ص 38 ):[ كما روى أن فاطمة " ع " لامته على قعوده وأطالت تعنيفه وهو ساكت ].

4- وأخيراً إليكم نص الخطبة التي وجهت فيها الزهراء لزوجها كلاماً جارحاً وعيرته بالخوف والسكوت عن المطالبة بحقه في الخلافة وحقها في أرض فدك ، فقد أوردها الطبرسي في كتابه الاحتجاج ( 1 / 145 ) وابن شهر آشوب المازندراني في كتابه ( 2 / 50-51 ) ثم جمٌ غفير من المحدثين:[ قالت : لأمير المؤمنين عليه السلام : يا بن أبي طالب ، اشتملت شملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي وبلغة ابني ! لقد أجهد في خصامي ، وألفيته ألد في كلامي حتى حبستني قيلة نصرها والمهاجرة وصلها ، وغضت الجماعة دوني طرفها ، فلا دافع ولا مانع ، خرجت كاظمة ، وعدت راغمة ، أضرعت خدك يوم أضعت حدك افترست الذئاب ، وافترشت التراب ، ما كففت قائلا ، ولا أغنيت طائلا ولا خيار لي ، ليتني مت قبل هنيئتي ، ودون ذلتي عذيري الله منه عاديا ومنك حاميا ، ويلاي في كل شارق ! ويلاي في كل غارب ! مات العمد ، ووهن العضد شكواي إلى أبي ! وعدواي إلى ربي ! اللهم إنك أشد منهم قوة وحولا ، وأشد بأسا وتنكيلا ].

الخلاصة:

فتأملوا كيف أهان الإمامية بطل الإسلام أبا الحسنين بتلكما الصورتين وأنه رضي بالذلّ والمهانة حتى جّروه والحبل في عنقه كالجمل المخشوش ؛ إذ لم يسلّ سيفه ويستخدم قوته الجبارة وولايته التكوينية التي يستطيع من خلالها التصرف في ذرات الكون مع أنهما من المواطن المهمة فقضية الإمامة هي أصلٌ من أصول الدين ومنصبٌ أعلى وأرقى وأفضل وأشرف من النبوة ، وكذلك أرض فدك فهي كرامة زوجته واسترداد حقها وحق بنيه من الإرث كما يزعمون - كما يزعمون -
بينما نراه قد سلَّ سيفه وأرعد وهدد وتوعد من يتجرأ على قلع ميزاب عمه العباس رضي الله عنهما ، فمن عبارات البطولة والشجاعة والتهديد فيها:[ ثم نادى : يا قنبر ! عليَّ بذي الفقار ، فتقلده ثم خرج إلى المسجد والناس حوله وقال : يا قنبر ! اصعد فرد الميزاب إلى مكانه ، فصعد قنبر فرده إلى موضعه ، وقال علي عليه السلام : وحق صاحب هذا القبر والمنبر لئن قلعه قالع لأضربن عنقه وعنق الآمر له بذلك ، ولأصلبنهما في الشمس حتى يتقددا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ، فنهض ودخل المسجد ونظر إلى الميزاب ، فقال : لا يُغْضِبُ أحداً أبا الحسن فيما فعله ، ونُكَفِّر عن اليمين .. فوالله لو خاصمني أهل الأرض في الميزاب لخصمتهم ، ثم لقتلتهم بحول الله وقوته ، ولا ينالك ضيم يا عم ، فقام العباس فقبل ما بين عينيه ، وقال : يا بن أخي ! ما خاب من أنت ناصره ].

فنقول للخوئي إنْ كان غضب العباس من أجل ميزاب وعدم اكتراثه باغتصاب الخلافة وفدك مطعناً فيه .. 
فما تقول فيمن لم يسلّ سيفه غضباً لاغتصاب الخلافة وفدك ، ثم جرَّده لقتال أهل الأرض من أجل ميزاب عمه ؟!!!

عليٌ رضي الله عنه ينتفض غضباً لقلع ميزاب عمه ، بينما لا يحرك ساكناً لاغتصاب حقه في الخلافة وحق زوجته في أرض فدك !

فهل قلع الميزاب أعظم من اغتصاب الإمامة التي هي أصل من أصول الدين ، بل أعلى وأرقى وأشرف من النبوة ؟!

وهل قلع الميزاب أعظم من جُرْم ضرب زوجته في وجهها وعصرها بالباب حتى أسقطت جنينها ؟!

وهل قلع الميزاب أعظم من تجريد زوجته من حقها وقوت عيالها في أرض فدك ؟!


******************

من مواضيع المهتدي الأستاذ عبد الملك الشافعي 

السبت، 28 أكتوبر 2017

كركوك بين استفتاء كردستان وإيران وتحليل عمر عبد الستار




خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم / آملة البغدادية

أزمات أهل السنة في العراق لا تنتهي تحت ظل الحكم الشيعي الإرهابي ، فما زال الحال من سيء إلى أسوء منذ 14 عاماً تقريباً من غزو العراق وتسليمه لقمة سائغة لإيران العدو الأبدي .

منذ أسابيع تتسارع أحداث فاصلة للحدود والقيود بين المركز وأربيل عندما طالب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني ( مسعود برزاني ) ببدء الاستفتاء على ما أسماه (استقلال كردستان) في 25 من أيلول 2017 ، والنتيجة غالبية متوقعة في تأييد الانفصال من قبل الشعب الكردي .
إن هذا الحدث المتوقع عبر عنه مسعود بأنه حل سعت إليه حكومة بغداد الطائفية التي لا تريد الشراكة ولا تؤمن بالديمقراطية وقد تغاضت عن حق الأقليم والمناطق المتنازع عليها وفق قانون 140 من الدستورالمتفق عليه .

إنها خطوة سديدة من قبل حكومة كردستان التي لا تخلو من صراع داخلي فاتر ، إنما كان على المسئولين أن يبحثوا في كل الاحتمالات منها النفوذ الشيعي في كردستان، فإيران لم تنتظر طويلاً أن تحرك مليشياتها بقيادة قاسم سليماني الذي وصل كركوك دفاعاً عن مكتسبات إيران في العراق ، وهنا تحركت معها ذيول الخيانة حيث تراجعت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجلال طالباني ليتقدم الحشد الشيعي ويستلم مواقع النفوذ في الحويجة، وبموافقة من العبادي الذي صمت عن تهديد سليماني للأكراد أن يعيدهم للكهوف إذا لم يتراجعوا عن كركوك أهم محافظة نفطية في شمال العراق .

ما التداعيات وما المتوقع ؟ 
هنا تحليل موفق من قبل الأستاذ عمر عبد الستار مستشار مركز العراق الجديد للبحوث والدراسات ، والمستهدف هو الآخر من هذا النظام الإرهابي الشيعي في العراق لفضحه جرائم الحكم الشيعي وخبايا سياسته .*

نقولها كلمة صريحة نحن سنة العراق العرب ، لقد مضت خطوة إنشاء الأقاليم عندما كانت متاحة بانتظار كلمة تأييد من قبل الساسة الكورد أزاء الأقليم السني أبان الاعتصامات في العام 2013 ، وقد تأخرت المطالبة بالتقسيم لإنشاء الدولة الكوردية عقد من الزمان ، وفي هذه الفترة تُرك صاحب الحق الأغلب الذي يقطر دماً دون تجمع سنة العراق الذي يمثل غالبية واضحة ضمن التعداد السكاني حتى تمدد الإجرام الرافضي ضمن المدن السنية تهديماً وتغييراً لديمغرافيتها بحجة التحرير من داعش .
لكن رغم هذه الخطايا الكارثية لا تزال النفوس تتطلع إلى أمل الوحدة السنية تحت مطارق التوحيد كما يجري اليوم وربما الغد ، وربما يصحو الكورد لأهمية السنة العرب في إعادة التوازن في العراق وطرد التمدد المجوسي ، وعندها تكون الثمرة لأجيال قادمة غير هذا الجيل الذي لم يفهم من ماضيه ولا حاضره حقيقة الصراع وما يجب .

مع هذا فمن الجدير بالذكر أن هدف الاستفتاء هو قيام دولة كوردية تجمع هذه القومية بما يمثل حقها الشرعي والسياسي، إنما تسمية الاستقلال لا (الانفصال) حيث أن له مدلول واضح بوجود سلطة احتلال من قبل حكومة بغداد التي يهيمن عليها الأحزاب الشيعية حصراً بدعم إيراني وأمريكي يمثل العالم، وبلا أدنى وجل ولا مبالاة من قبل الحكام العرب لمصير سنة العراق وبالتالي مصير المنطقة العربية التي تتعرض لانتهاكات خطيرة ونفوذ إيران ومليشياتها التي ما وصلت إلى سوريا واليمن لولا السيطرة على بغداد وخطة تشييع العراق ككل .
ليس لنا سوى الدعاء لساسة كردستان بأن يتحدوا ويكونوا بوعي كامل لما تحيكه لهم قوى الشر، فقد وصلوا لنقطة اللا رجوع والله الموفق .


*  التاسعة مع أنور الحمداني - ضيف الحلقة المحلل السياسي عمر عبد الستار

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

سهو النبي يعني عدم العصمة عند أهل السنة



نص الشبهة /

إن القول بسهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعني أنه غير معصوم عند السنة !!


الجواب : 

الله عز وجل عصم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في التبليغ فالنبي يبلغ ما أمره الله فلا يخطأ. والسهو لا يتعارض مع العصمة بل السهو يكون فيه تشريع فالذي أسهاه هو الله ومن عصمه هو الله وهذا تعليم للأمة في حال السهو فسبحان الله الذي أكمل لنا ديننا فالسهو من التبليغ وإلا فكيف تعلم الأمة الأحكام في حالة السهو والنسيان.

الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بشر ومن صفات البشر النسيان والسهو والغضب وغيرها من الصفات البشرية قال الله تعالى : (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَرًا رَسُولاً).

والسهو ليس قدح في النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينتقص نزاهة وعصمة الأنبياء عليم السلام وهو من الأعراض البشرية غير المذمومة وقد وردت آيات في القرآن تذكر نسيان الأنبياء( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِينِ رَبّيِ لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً ) الكهف :24 ( فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بينِهِمَا نَسِيَا حُوتهُمَا ) الكهف:61

وهذا من رحمة الله تعالى ومن نعمة على أمته لنقتدي بالنبي وما يشرعه عند السهو.


فإن كان هذا طعن في النبي صلى الله عليه وسلم فليعلم الشيعة إنها موجودة في كتبهم وبأقوال علمائهم:

محمد بن الحسن باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن الحارث بن المغيرة النصري قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنا صلينا المغرب فسها الامام فسلم في الركعتين، فأعدنا الصلاة ؟ فقال: ولم أعدتم ؟ أليس قد انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ركعتين فأتم بركعتين ؟ ألا أتممتم ؟ !. كتاب وسائل الشيعة ج8 ص198
http://www.yasoob.com/books/htm1/m012/10/no1046.html



1- محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة ابن مهران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها فسلم فقال له ذو الشمالين: يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ؟ فقال: وما ذاك، قال: إنما صليت ركعتين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتقولون مثل قوله؟ قالوا: نعم، فقام (صلى الله عليه وآله) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم... كتاب الكافي ج3 ص355
http://www.yasoob.com/books/htm1/m012/09/no0981.html


وقال المجلسي عن الرواية موثق. كتاب مرآة العقول ج15 ص201
(باب من نام عن الصلاة أو سها عنها)
ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة بن مهران قال سألته عن رجل نسي أن يصلي الصبح حتى طلعت الشمس قال يصليها حين يذكرها فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رقد عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس ثم صلاها حين استيقظ ولكنه تنحى عن مكانه ذلك ثم صلى.

https://books.rafed.net/view.php?type=c_fbook&b_id=1037



قال النراقي : والمستفيضة الواردة في سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإتمامه مع تكلمه، واستفهامه عن ذي الشمالين أو غيره، كصحيحة الاعرج ، وموثقة سماعة ، وغيرهما. كتاب مستند الشيعة ج7 ص37
http://www.yasoob.com/books/htm1/m001/02/no0284.html


وذكر أيضا : المسالة الثالثة: لو نقص من صلاته ركعة فما زاد، فإن تذكر بعد التسليم، و قبل فعل المنافي مطلقا، يتم الصلاة بدون إعادة، بلا خلاف كما قيل للأصل الثابت بما سيأتي من عدم بطلان الصلاة بزيادة التشهد والتسليم سهوا، و المتواترة يعنى من الأخبار كصحيحتي الاعرج وجميل وموثقتي سماعة وأبي بصير الواردة كلها في خصوص سهو النبي صلى الله عليه وآله. كتاب مستند الشيعة ج7 ص 94- 95
http://www.yasoob.com/books/htm1/m001/02/no0284.html




قال الصدوق : إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي صلى الله عليه وآله ويقولون: لو جاز أن يسهو عليه السلام في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لان الصلاة عليه فريضة كما أن التبليغ عليه فريضة........... وليس سهو النبي صلى الله عليه وآله كسهونا لان سهوه من الله عز وجل وإنما أسهاه ليعلم أنه بشر مخلوق فلا يتخذ ربا معبودا دونه، وليعلم الناس بسهوه حكم السهو........ وكان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله يقول: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله. كتاب من لا يحضره الفقيه ج1 ص359-360
http://www.yasoob.com/books/htm1/m012/09/no0991.html


قال نعمة الله الجزائري : الحق أن الأخبار قد استفاضت في الدلالة على ما ذهب إليه الصدوق. كتاب الأنوار النعمانية ج4 ص29
حكاية سهو النبي صلى الله عليه وسلم قد روي بما يقارب عشرين سندا وفيها مبالغة وإنكار على من أنكره كما روي عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقع عليه سهو في صلاته ( قال كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو ) وبالجملة فهذا المضمون مروي بالطرق الصحيحة والحسان والموثقات والمجاهيل والضعاف فإنكاره مشكل. 
كتاب الأنوار النعمانية ج4 ص29-30 
http://www.4shared.com/file/139801063/4335e557/___.html


قال الخوئي : ومنها ما روى عن زيد بن علي عن آبائه عن علي (ع) المشتمل على حكاية سهو النبي صلى الله عليه وآله وزيادته الخامسة في صلاة الظهر واتيانه بسجدتي السهو بعد أن ذكره الاصحاب ، ولكنها بالرغم من صحة سندها غير ثابتة عندنا لمنافاة مضمونها مع القواعد العقلية، كما لا يخلى فهي غير قابلة للتصديق. كتاب الصلاة ج6ص42
http://www.yasoob.com/books/htm1/m001/04/no0481.html


رغم إن السند صحيح كما قال الخوئي إلا أن عقله لا يقبلها !! لكن الأكيد أن عقل الخوئي يقبل الخرافات نترك الجزائري يرد على الخوئي ومن أيده.

أما من جهة العقل فلأن نفيه النقص عن غلبة النوم وإثباتها في السهو خلاف طور العقل والعادة فإنه كما يمكن التحرز من النوم الكثير المفضي إلى قضاء الصلوات كشدة التعب أو السهر إلى آخر الليل أو نحو ذلك يمكنه أن يقعد إنسان يوقظه ذلك الوقت كالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان كثير الأعوان والجنود لما نام بذلك الوادي احتاج فيه إلى قضاء الصلوات بخلاف السهو فإنه ليس له وقت خاص يتمكن الإنسان من التحرز فيه وهذا ظاهر غير خفي مع أن كلام الصدوق ( ره ) تابع للأخبار في كون الذي أسهاه هو الله تعالى وحينئذ فلا فرق بين النوم والسهو في أنهما فعله سبحانه وتعالى فعلها بنبيه في موارد خاصة. كتاب الأنوار النعمانية ج4 ص30
http://www.4shared.com/file/139801063/4335e557/___.html

ــــــــــــــــــــــــــــ

منقول / شبكة الرد اللكترونية
وكتبه / ذو الوشاح .

إضافة هامة من الأستاذ فيصل نور من موقعه ( الحقائق الغائبة)
الضغط على الرابط

شبهة افتضاح نفاق عمر بسؤاله حذيفة بن اليمان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وأمهات المؤمنين



الحديث 
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " سنعذبهم مرتين عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب عظيم ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أسر إلى حذيفة باثني عشر رجلا من المنافقين، فقال : " ستة منهم تكفيكهم الدبيلة ، سراج من نارجهنم يأخذ في كتف أحدهم حتى يفضي إلى صدره ، وستة يموتون موتا " ذكر لنا أن عمر بن الخطاب رحمه الله كان إذا مات رجل يرى أنه منهم نظر إلى حذيفة ، فإن صلى عليه وإلا تركه . وذكر لناأن عمر قال لحذيفة: أنشدك الله أمنهم أنا ؟ قال : لاوالله، ولا أؤمن منها أحدا بعدك


يدعي الرافضة أن عمر رضي الله عنه خَشيَ أن يفتضح أمره في كونه من المنافقين ، ولهذا سأل حذيفة بن اليمان . أبتداءاً فالحديث ليس فيه إسناد صحيح ولولا السند لقال من شاء بما شاء . 
وبغض النظر عن وثاقة الحديث ورجاله عند الرافضة وعدم اعتنائهم به حيث تحوي كتبهم كل مكذوب وضعيف ، فهاهم يرددون فرية نفاق عمر بل وصل الأمر إلى محاولة قتل النبي صلى الله عليه وسلم عند العودة من غزوة تبوك . 
لماذا هذا الإصرار مع أن حذيفة برأ عمر رضي الله عنهما ؟ 
والجواب أن لا تشيع إلا بالطعن في السلف وناقلي الدين قرآن وسنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وبالأخص الفاروق هادم عرش كسرى ، ليكون الحرث أجيال تتبع عمائم الضلال والنفاق بأسم آل البيت يفسدون العباد والبلاد .

ومع أن هناك حديث مشابه عن أم المؤمنين أم سلمة فلا يتداوله الرافضة لمنزلة أم سلمة عندهم من بين أمهات المسلمين . أما الصحابي حذيفة بن اليمان فلا حرج أن يتهموه هو الآخر بالكذب على عمر حين برأه من النفاق عملاً بالتقية ، ويا لجرأة الشيعة ! فما أصبرهم على النار !

روى أحمد 
عن عاصم عن أبي وائل، عن مسروق قال: دخل عبد الرحمن على أم سلمة رضي الله عنها، فقالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إن من أصحابي لمن لا يراني بعد أن أموت أبدا» فخرج عبد الرحمن من عندها مذعورا حتى دخل على عمر رضي الله عنه فقال له: اسمع ما تقول أمك، فقام عمر رضي الله عنه حتى أتاها فدخل عليها فسألها ثم قال: أنشدك بالله أمنهم أنا؟ قالت: لا ولن أبرئ بعدك أحدا.)
والحديث رواه أحمد والطبراني والبزار
وصحح اسناده ابن حجر وحسنه الألباني
ولفظ (لا براني بعد أن أموت أبدا) معناه أنه لا يدخل الجنة 
وقول أم سلمة في تزكيته موافق لقول حذيفة .

الرد على الشبهة :

( وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ ) التوبة الآية 100 

إن الله تعالى وعد السابقين المهاجرين المجاهدين بأموالهم وأنفسهم بالجنة ، وعمر أحد أصحاب بدر الذي اطلع الله على قلوبهم ، وهو المحدَث وافق قوله القرآن ، فعمر رضي الله عنه من المبشرين بالجنة وهو من العشرة والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام هو من أخبر حذيفة بأسماء المنافقين الأثني عشر ولو كان عمر منهم فلعلمه قبل هذا ، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يختار في حروبه قادة سرايا إلا بمن هم أهل لها ولا يصاحب إلا من علم فيه الإيمان ولا يتزوج إلا من بيت الإيمان من صحيح البخاري الحديث :
3472 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَقَالَ اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ. 
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بيت عمر في الجنة وله جارية .

أما عن قول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 60 : ( ( لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً ) 
ففيها دليل ونص قطعي على براءة عمر من النفاق وكذا أبي بكر رضي الله عنهما في جوارهما للنبي حياً وبعد الموت في غرفة واحدة يتشرف الناس بزيارة الحرم النبوي ‘لى يوم القيامة ، فأي تزكية وأي شرف ! 

قال أبن تيمية رحمه الله في منهاج السنة :
من المعلوم للخاص والعام أن عدل عمر رضي الله عنه ملأ الأفاق وصار يضرب به المثل كما قيل سيرة العمرين وأحدهما عمر بن الخطاب والآخر قيل إنه عمر بن عبد العزيز وهو قول أحمد بن حنبل وغيره من أهل العلم والحديث وقيل هو أبو بكر وعمر وهو قول أبي عبيدة وطائفة من أهل اللغة والنحو 
ويكفي الإنسان أن الخوارج الذين هم أشد الناس تعنتا راضون عن أبي بكر وعمر في سيرتهما وكذلك الشيعة الأولى أصحاب علي كان يقدمون عليه أبا بكر وعمر . أنتهى

سؤال هام / ما هو النفاق الذي كان يخشاه عمر بن الخطاب ؟

قال العلامة الحافظ ابن رجب في كتاب (جامع العلوم والحكم- تحقيق: ماهر الفحل) :

(وقال طائفة من السَّلف : خشوعُ النفاق أنْ ترى الجسدَ خاشعاً ، والقلب ليس بخاشع ، وقد رُوي معنى ذلك عن عمر ، وروي عنه أنَّه قال على المنبر :
إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم المنافقُ العليم ، قالوا : كيف يكون المنافق عليماً ؟ قال : يتكلم بالحكمةِ ، ويعمل بالجور ((1)) ، 
أو قال : المنكر . وسُئل حذيفة عن المنافق ، فقال : الذي يصف الإيمان ولا يعمل به ((2)) .

وسئل أبو رجاء العطاردي : هل أدركتَ من أدركتَ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخشون النفاقَ ؟ 
فقال : نَعَمْ إني أدركتُ منهم بحمد الله صدراً حسناً ، نعم شديداً ، نعم شديداً ((3) .

وقال البخاري في " صحيحه " ((4)) : وقال ابنُ أبي مُليكة : أدركتُ ثلاثين من أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كُلُّهم يخافُ النفاقَ على نفسه . والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلهم عائشة وأختها أسماء وأم سلمة والعبادلة الأربعة وأبو هريرة وعقبة بن الحارث والمسور بن مخرمة ، فهؤلاء ممن سمع منهم ، وقد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء كعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص ، وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال ، ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك فكأنه إجماع ، وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص . ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم ، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى رضي الله عنهم . وقال ابن بطال : إنما خافوا لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهدوه ولم يقدروا على إنكاره ، فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت .
ويُذكر عن الحسن قال : ما خافه إلاَّ مؤمِنٌ ، ولا أمنه إلا منافق ((5)) . انتهى .

وروي عن الحسن أنَّه حَلَفَ : ما مضى مؤمِنٌ قطُّ ولا بقي إلا وهو من النفاق مُشفِق ، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلا وهو من النفاق آمن . وكان يقول : من لم يخفِ النفاق ، فهو منافق ((6) .

وسَمِعَ رجل أبا الدرداء يتعوَّذُ من النفاق في صلاته ، فلما سلَّم ، قال له : ما شأنك وشأنُ النفاق ؟ فقال : اللهمَّ غفراً - ثلاثاً - لا تأمن البلاءَ ، واللهِ إنَّ الرجل ليُفتَنُ في ساعةٍ واحدة ، فينقلِبُ عن دينه ((7)). 

والآثار عن السَّلف في هذا كثيرة جداً . قال سفيان الثوري : خلافُ ما بيننا وبين المرجئة ثلاث ، فذكر منها قال : نحن نقول : النفاق ، وهم يقولون : لا نفاق(8) .

وقال الأوزاعي : قد خاف عمر النفاقَ على نفسه ، قيل له : إنَّهم يقولون : إنَّ عمر لم يَخَفْ أنْ يكونَ يومئذ منافقاً حتى سأل حُذيفة ، ولكن خاف أنْ يُبتلى بذلك قبل أنْ يموت ، قال : هذا قولُ أهل البدع ، يشير إلى أنَّ عمر كان يخاف النفاقَ على نفسه (9) في الحال ، والظَّاهر أنَّه أراد أنَّ عمر كان يخاف على نفسه في الحال من النفاق الأصغر ، والنفاق الأصغر وسيلةٌ وذريعةٌ إلى النفاق الأكبر ، كما أنَّ المعاصي بريدُ الكفر ، فكما يخشى على من أصرَّ على المعصية أنْ يُسلَبَ الإيمانَ عندَ الموت ، كذلك يخشى على مَنْ أصرَّ على خصالِ النفاق أنْ يُسلَبَ الإيمانَ ، فيصير منافقاً خالصاً . ( وهذا كلام أبن رجب رجمه الله في نص كتابه ) 

وسُئِلَ الإمامُ أحمد : ما تقولُ فيمن لا يخاف على نفسه النفاق ؟
فقال : ومن يأمنُ على نفسه النفاق ؟ وكان الحسن يُسمي من ظهرت منه أوصافُ النفاق العملي منافقاً ، وروي نحوه عن حذيفة .

وها هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسأل الله أن يجنبه النفاق ، يقول : اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة ، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء عندي ، اللهم اغفر لي ما تقربت به إليك بلساني ثم خالفه قلبي ، اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ وسقطات الألفاظ وسهوات الجنان وهفوات اللسان (10)

ورُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ : ذَنْبٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا صَنَعَ اللَّهُ فِيهِ ، وَ عُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فِيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ ، فَلَا يُصْبِحُ إِلَّا خَائِفاً ، وَ لَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الْخَوْفُ " (11)

كتاب جامع العلوم والحكم لأبن رجب الحنبلي 
_

قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري 1 / 178 - 179:

وأصل هذا يرجع إلى ما سبق ذكره أن النفاق أصغر وأكبر ؛ فالنفاق الأصغر : هو نفاق العمل وهو الذي خافه هؤلاء على أنفسهم ؛ وهو باب النفاق الأكبر ، فيخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر : في حياته أن يخرجه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية ، كما قال تعالى ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ( [ الصف : 5 ] وقال ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّة [ الأنعام : 110 ] ... اهـ

من هنا كان النبي يعلم أمتع التعوذ من النفاق ولم يستثني أحد ، ولا يعني التهمة بل سؤال الله أن الحصن منها حتى كانت من الأدعية المأثورة في الصلاة :
( «اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفَاقِ، وَعَمَلِي مِنَ الرِّيَاءِ، وَلِسَانِي مِنَ الْكَذِبِ، وَعَيْنِي مِنَ الْخِيَانَةِ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ»
عَنْ ابْنِ أُمِّ مَعْبَدٍ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدٍ، قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء

________

(1) أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 685 ) عن عمر بن الخطاب موقوفاً .
(2) أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 682 ) ، وابن بطة في " الإبانة " ( 914 )
و( 928) .
(3)أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 686 ) ، والفريابي في " صفة المنافق " ( 81 ) ، وأبو نعيم في " الحلية " 2/307 .
(4)ذكره البخاري 1/19 معلقاً ، وأخرجه في " التأريخ الكبير " 5/43 ( 6482 ) موصولاً .
(5) ذكره البخاري 1/19 معلقاً ، وأخرجه : البيهقي في " شعب الإيمان " ( 859 ) موصولاً .
(6) أخرجه : المروزي في " تعظيم قدر الصلاة " ( 687 ) ، والفريابي في " صفة المنافق " ( 87)
(7) أخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 73 ) و( 74 ) ، والبيهقي في " شعب الإيمان "
( 857 ) .
(8) أخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 93 ) ، ومن طريقه الذهبي في " سير أعلام النبلاء " 11/162 .
(9) سأل أبان الحسن فقال: هل تخاف النفاق قال : وما يؤمنني وقد خاف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .وأخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 84) .

وقال معاوية بن قرة : أن لا أكون فيّ نفاق أحب إليّ من الدنيا وما فيها كان عمر - رضي الله عنه - يخشاه وآمنه أنا . أخرجه : الفريابي في " صفة المنافق " ( 86) .

"(10) نهج البلاغة شرح أبي الحديد ج6 ص176

(11) الكافي : 2 / 71 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، 
طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران

والحمد لله رب العالمين

( من مواضيع آملة البغدادية ) كُتب في 2012 بتصرف

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

تهنئة بالعام الهجري 1439

بسم الله الرحمن الرحيم
( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة الآية 40




مدونتيّ سنة العراق ومشروع عراق الفاروق 
يهنئون العالم الإسلامي الموحد بحلول العام الهجري 1439

نسأل الله الرضا والنصر والعزة للمسلمين


الخميس، 14 سبتمبر 2017

ربي إني مغلوب فانتصر دعاء حاج عراقي وإعاصير أمريكا



خاص مدونة سنة العراق

أهوال الغضب الإلهي اجتاحت أمريكا في سواحلها الشرقية وجزر الكاريبي بعواصف من رياح صرصر عاتية تصل سرعتها إلى 200 كم / س ، وقد خلفت أضرار جسيمة وصل الحال أن طالب ترامب بمساعدات عاجلة وأعلن فلوريدا منطقة منكوبة .

الصور مرعبة والتسجيلات المرئية أكثر رعباً ، وهي تنذر بالمزيد ، فهل ظنت أمريكا أن الله يعجزه شيء ؟


جنت أمريكا على نفسها حين عادت الإسلام وأهله وغزت العراق حتى فتحت أبواب العنف بكاملها بحجة بالية ( مكافحة الإرهاب ) 
كم قتلت وهّجرت مع حلفائها من مليشيات الإرهاب ومن والاهم 
كم هدمت بيوت وجوامع وخلفت مآسي غير سابق لها .
ما حال المستضفين ؟
يوتيوب 

هذه تذكرة بما آلت إليه مدينة الرمادي بالتحرير المزعوم بقيادة أمريكا

       

من أكثر الغرائب التي تخلفت من الكوارث الطبيعية هي ما سببه إعصار إيرما حيث اختفت مياه جزر البهاما وُثقت بالصور والتسجيلات المرئية في اليوتيوب ، ومن الغرائب ظهور أسماك وكائنات بحرية في شوارع فلوريدا التي فاضت بالمياه .



هل أنتهى الخطر ؟
 أمريكا تعلم قبل غيرها أنها في مرحلة كوارث ربما تصل إلى أكبر مدنها وهي نيويورك التي ينتظهرها إعصار آخر ، والله أعلم 

الخميس، 31 أغسطس 2017

مليونا حاج على عرفة وكل عام وأنتم بخير





الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله 
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد 

مليونا حاج على جبل عرفات بفضل الله تعالى 
زخات الرحمة على جبل عرفة الآن هبة من الله وبشارة منه تعالى بدعاء مستجاب 
حج مبرور وذنب مغفور بإذن الله 

نسأل الله أن ينزل غوثه على سنة العراق والشام واليمن 
وأخواننا الروهانجيا في ماينمار من طالتهم إيادي الغدر والعداء على الإسلام والمسلمين

نسأل الله الغوث لأخواننا المعتقلين والمعتقلات في سجون الكفر الرافضية 
وللنازحين في المخيمات 
ولكل مريض أسقمه الداء

أهلنا سنة العالم عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير 

الثلاثاء، 11 يوليو 2017

الطقوس الحسينية وأثرها في تشكيل الهوية المذهبية المعادية للأمة




بقلم : أبو عبد العزيز القيسي : موقع المسلم 


الجزء الأول:

الحديث عن الهوية التي تؤسس لها هذه الطقوس ليس من قبيل الترف الفكري، بل حديث عن طرق التأسيس والتوظيف لهذه المؤسسة الإجرامية التي عاثت في الأرض فساداً، ووسيلتها التي خفي أثرها في التأسيس لذلك الإجرام وذلك الفساد، والذي شكل لهم الهوية، وحدد لهم القضية، ورسم لهم بدايات ومآلات الطريق..، وهو الذي يشكل لهذه الطائفة المارقة من الدين ومطلق الإنسانية البصمة التي تميزها عن غيرها، وهو الثابت القابل للاستحداث والتجديد، ولكنه في ذات الوقت غير قابل للتغيير والتبديل أو الاستعاضة..، فهم يعلمون ويطلبون البقاء والتميّز بتلك الطقوس وإلا فقدوا الخطوط العامة والأساسية لهوية التشيع، إذ إن التشيع بدون تلك الطقوس خاوٍ فكرياً وليس له رصيد من العمل أو الحركة في جوانب الحياة، ما يهدد شبكة العلاقات الاجتماعية فيه بالتلاشي، ثم تكون النتيجة السقوط المدوي والتداعي وطمس معالمه من الوجود، ومحو الأثر من ذاكرة التاريخ.



يعرف الجرجاني الهوية بأنها: [الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق، اشتمال النواة على الشجرة في الغيب](1).



ويمكننا القول عن هذه الطقوس: بأنها تشكل الجوهر والمظهر عند عامة الشيعة، كذلك هي تشكل وتؤسس لتلك المادة الإعلامية الدينية، والتي من نتاجها المحافظة على تلك الهوية، يقول الشيخ محمد السند في كتابه الشعائر الحسينية بين الأصالة والتجديد 1/ 189:

[أحد وظائف الشعائر الدينية حيث تؤدي دور الإعلام والبث الديني، ومن نتائجها المحافظة على الهوية الدينية في بيئة المسلمين، لأنه لولا الشعائر فان الدين سوف ينكفئ شيئاً فشيئاً، وتتغير المفاهيم الدينية، بل تنقلب رأساً على عقب، وتصبح منكوسة الراية]



ولاشك أن تلك الطقوس ومن خلال التكرار المنتظم تؤسس لمجتمع يتميز بالخصوصية المطلقة والتي لا يمكن معه التناغم أو التآلف مع أي محيط لا يشركه الرأي في تلك الطقوس، وهذا التكرار لتلك الطقوس يؤسس ويرسخ المعتقد في الذهن والجسد، وذلك بحسب ما يسميه علماء الاجتماع؛ التطبع، خصوصا وأن تلك الطقوس ممتلئة بالشحنات الروحية والوجدانية، ومن خلال ذلك التكرار المنتظم تتم عمليات التنشئة وعمليات الاكتساب والتلقين الثقافي والعقائدي، الأمر الذي يسهم في ترسيخ القناعات والميول في الذات أو المجتمع.



لقد وجدت من خلال سبري للواقع والوقائع والتأريخ والجغرافية أن الدعوة إلى تلك الطقوس تخدير للذهنية الشيعية، بل هي عملية اغتيال للعقل، وخطف لتلك الروح التي طالما عرفتها محبة للخير مبغضة للشر، ولكنك تجد عجباً حينما تتلبس تلك الطقوس بهؤلاء البسطاء فتجعل منهم وحوشاً ضاريةً لا تعرف عدلاً ولا عقلاً، ومع كل ذلك فإن الشيعة على مر التأريخ وقيام الدولة أو الدويلات الخاصة بهم لم ينل عامتهم من تلك الحكومات سوى البؤس والحرمان، فيما يتمتع فيها المراجع والقادة بالمال والنساء والضياع، وكأنك ترى الشيعة قد أبرموا عقداً مع حكوماتهم، فللعوام حرية التعبد، وللحكومات الفضاء المطلق في العبث بالمال العام ومقدرات الشعب والبلاد.



وكثيراً ما كنت أراجع ما كُتب حول الثورة الحسينية ومن مختلف المصادر؛ فوجدت أن حقيقة أهداف عاشوراء قد مسخت وطمست عبر تلك الطقوس، كما لاحظت ملياً استغلال واستثمار تلك الطقوس في التخدير والتغرير في ذات الوقت، وبشكل عام فان قوة تلك الطقوس في تشكيل هوية المجتمع وتحقيق تطلعاته وبث خططه أمر لا يمكن إخفاءه، كما لا يخفى أن تلك الطقوس والمجالس تعتبر الملاذ الأخير لجميع الشيعة في العالم، فمن خلالها يمكن التعبير عن مناهضة أي حكومة قائمة أو هالكة بصور متعددة دون أن تجلب لأصحابها التهمة أو الشنعة.



عناصر الهوية في تلك الطقوس:

تحمل الطقوس الشيعية عناصر عدة شكلت الأساس والعلامة الفارقة للهوية الشيعية المميزة، وإن أهم تلك العناصر:

1 – الولاء والبراء،حيث تبرز الطقوس وبشكل جلي عقيدة الولاء والبراء، وترسم ملامحه وشواهده أمام الخاص والعام، فهذه الطقوس ليست أدوات لجلد الذات أو مجرد انفعالات تعبر عن حالة من التعاطف لمشاهد الطّف، بل هي دعوة صميمية لتولي وتبني كل مظاهر التشيع، والبراءة والعداء لكل مظاهر التسنن، يقول الشيخ رضا باباني:

[ولا داعي للتذكير بأن إقامة العزاء الحسيني هو من أبرز مصاديق التولي والتبري، إذاً فالبكاء والعزاء نقطة البداية في إحياء أصل من أصول الدين وهو الإمامة، فتقوى بذلك شوكته.](2)



وعن الإمام الصادق في تفسير قوله تعالى:[الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُون] [الأنعام: 82]، قال آمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله، ولم يلبسوه بظلم، أي لم يخلطوه بولاية فلان وفلان – أي الإيمان بحكومة أبي بكر وعمر –](3).



ومن خلال هذا الإطار وتلك الدعوة فإنه يؤسس لذلك المجتمع الذي يرفض ابتداءاً التعايش مع محيطه السني، ويتدين بالعداوة له، والعمل على زعزعته، ونشر الفتن والفوضى فيه، وتمزيق نسيجه من أجل التهيئة لإجتثاثة واستئصاله، وليس هنالك من بأس في أن تبدأ مظاهر العداء وشواهده من قاعدة الهرم؛ وهي المجتمع، أو من قمته؛ وهي الحاكم السني، فأما تناولهم لقمة الهرم في المجتمعات السنية، فشواهد التاريخ في ذلك كثيرة منها وأبرزها؛ طريقتهم في اغتيال عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي وأمثالهم من قادة الأمة في القديم والحديث، وأما استخدامهم للقاعدة وتأليبها وتحريضها على قادة الأمة فيتجسد في كثير من مشاهد التاريخ؛ أبرزها طريقة اغتيال الخليفة الراشد: عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه.



وهذه الطقوس لا تمثل عند الشيعي مجرد أيدلوجيه، وإنما هي العلم والعمل الشامل والمحيط، بل هي وحي السماء، كما صرح بذلك بعض زعامات التشيع، وهي الميزان المستقيم، والحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهي تلك المنظومة القيمية والتي تحدد لأي شيعي السلوك العام في المجتمعات المؤالفة والمخالفة، وهي الخط النسبي المستقيم الذي يوصلهم لهدفهم المنشود ولو كان بتلك المرحلية البطيئة، ويمكننا القول إن التشيع يتمحور في كل مكان وزمان على تلك الطقوس حيث أنها تحمل كل عناصر التشيع، كما أنها تحمل كل أسباب البقاء والديمومة، وهي أفضل الأدوات على الإطلاق في إعلان الهوية الشيعية المشتركة، فمن خلال تلك الطقوس يمكن الإشارة إلى قوة الحضور الشيعي وتمكنه في تلك البلاد التي سمحت بتلك الطقوس، ومن خلالها أيضا يمكن معرفة حجم الضغط للقوى الشيعية السياسية، وذلك من خلال النظر إلى مآلات تلك الطقوس والتفاوض مع تلك الحكومات وفق تلك الدلائل والمؤشرات.



إن الشعائر أو الطقوس هي أقوى وأشد رسوخاً في حياة الإنسان، بل هي أشد رسوخاً من العقيدة نفسها، وذلك لأنها سهلة المنال، ولأنها تعبير حقيقي وصميمي عما تجيش به تلك النفس من عقد وكوامن، ولأنها تعبير صارخ لكل تلك الخلجات والضمائر، ولأنها تعبر عن عيد حقيقي لتلك الطائفة تنتظره كل عام ليزيح همها، ويزيل كربها، لذلك من الصعب إزالة تلك المظاهر، بل إنها أصعب من إزالة الاعتقاد نفسه، وذلك بسبب التعامل المباشر مع تلك الظواهر والطقوس.



وما لا يكون بالفكر والعقيدة، قد يمكن أن يكون بالتصور والعقل الجمعي. وبهذا العقل يمكن اختزال كل العقيدة بتلك الطقوس والمظاهر، بل ربما بمظهر واحد، ومن ثم يكون هذا المظهر هو العقيدة نفسها التي يقوم عليها الولاء والبراء وبصورة مطلقة.



إن هذه الروح المأزومة والتي تقوم بكل تلك الطقوس وتشكوا في كل حالاتها من الضعف والاستضعاف والمظلومية تلتئم وتطيب أثناء قيامها بهذا الفعل، كما أنها تتفاعل مع الروح الثورية التي تساعدها على الحركة والهيجان وبشكل منفلت، فتقف مانعاً وعائقاً أمام أي جسم أو كائن غريب؛ وهي النواة لكل راكب وداعي لأي ثورة تنفس ابتداءاً أو تعبر عن تلك الطقوس، وان كان ذلك الداعي هو الشيطان الرجيم...



والطائفة ومراجعها مدركون لتلك الحقيقة، لذلك فهم من أحرص الناس على بقائها وإدامتها،



وفي ظل هذا المخاض العسير؛ يجب علينا أن ندرك حقيقة مطردة ألا وهي أن الشعوب دائما وأبداً منتجة للمعتقدات الشعبية الممزوجة بالخرافة والأساطير إن خلت من قيام دعوة الحق..، فعلماء الملة هم وحدهم دون سواهم يمثلون المصفاة التي تنقي كل تلك المنتجات الملوثة بالخرافة والوهم، وإذا ما تعطلت تلك المصفاة، تلوث مناخ الأمة كله، وصار من المستحيل ديمومة الحياة فيه.



الجزء الثاني:

عداءٌ دائم، وثأرٌ قائم:

في هذا الجزء سنتكلم بإيجاز عن العنصر الثاني من عناصر الهوية الشيعية والتي تشكلها تلك الطقوس؛ ألا وهي صفة العداء الدائم، والثأر القائم مع الأمة السنية.. وهذا العداء لا يكاد يخفى إلا على سارحة ألإبل، أو بهيمة الطريق؛ كيداً وضراً، ولو نظرنا إلى كل طقس من تلك الطقوس لوجدناه فيضاً من العداوات والثارات التي لا تنتهي، وهذه الطقوس تعتبر بحق مظاهرة ضد أهل السنة والجماعة شعوباً وحكومات، كما صرح بذلك أحد مراجعهم: [إن تلك الأعمال – أي الطقوس – كتظاهرة كبرى ضد أعداء الحسين سلام الله عليه، الذين يخطئّون الحسين سلام الله عليه في قيامه ضد الدولة الأموية ويبررون إقدام يزيد على قتل الحسين، وهؤلاء موجودون بيننا وفي عصرنا بكثرة](4).



فهو عند البكاء، يتوجع وفي داخلة تلك العقبة الكؤود التي يجب إزالتها من أجل إقامة حكم الشيعة والذي هو في نظرهِ – حكم أهل البيت سلام الله عليهم – وحين يلدم على رأسهِ فإنما يوبخ نفسه التي تأخرت في أخذ الثأر من ذلك الشاخص السني، بغض النظر عن ماهية هذا الشاخص بشراً كان أم حجراً.. وحين يضع ثنايا السيف على مفرق رأسهِ فإنما يهيئ نفسه المترعة بالغل والحقد لأن يعمل هذا السيف ملياً في رؤوس أهل السنة وفي مقدمتها رؤوس أولئك الحكام الذين يتقربون إلى الله بالحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلوات ربي وسلامه عليه.



إن مثل تلك الطقوس وأثرها في عامة الشيعة، كمثل قدر كبير وضع فيه عامة أهل التشيع، ثم وضعوا على نار تلك الطقوس فزادتهم نضوجاً لغاية تلك النار المتأججة.



إن العمل بتلك الطقوس يحقق أموراً كثيرةً هي في صالح تلك العقيدة الثأرية؛ منها:

• تهيئة العوام نفسيا وآيدلوجياً لتلك العقيدة.



• تدريبهم على إيقاع تلك الأحقاد على أرض الواقع السني، فإن تلك الطقوس تعتبر الأصل والأساس في الإعداد والإيجاد والإمداد لتلك الحرب التي يستأصل فيها شأفة أهل السنة والجماعة؛ يقول أحد مراجعهم:



[أضف إلى ذلك أن قيامهم بتلك الأعمال – ويقصد التطبير - هو بمثابة تدريب وتمرين على خلق الروح النضالية الفعّالة والمعنوية العسكرية الراقية لا تتحقّقان لدي شباب الأمة بمجرد بعض التمارين الخالية الجوفاء والتمثيليات الفارغة التي لا تخلق سوى جيشاً انهزامياً فراراً غير كرار، يصدق عليهم قول الشاعر العربي القديم: وفي الغزوات ما جرّبت نفسي في الحرب ولكن في الهزيمة] ويقول أيضا: [أجل! إن الاستهانة بالموت تحتاج إلى تهيّؤ، وتدريب جدّي وتمارين شاقة خشنة، وإلاّ فالواقع ما قاله البطل الثائر زيد بن علي بن الحسين: ما كره قوم حرّ السيف إلاّ ذلّوا.](5).



• التذكير الدائم بتلك العقيدة المأزومة والتي عبروا عنها بتلك الكلمات التي تقول: [كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء]، وهذا يعني أن الشيعي ينبغي أن يعمل على أن تكون كل أيام أهل السنة والجماعة، مملوءة بالقتل والدماء والأحزان، والمآتم والحسرات، كما حصل في يوم عاشوراء سنة أربعين للهجرة، كما أن هذه الصورة الدموية لا يجب أن تقتصر على أرض دون أرض، وإنما كل الأرض يجب أن تتحقق فيها المأساة التي جرت في كربلاء، لذلك هم يؤكدون: وكل أرض كربلاء..، ولك أن تتصور الشيعي وما يعتمل في صدره وهي يلدم على الرأس والصدر وهو يردد:

ياللي ماتنسى ثارك
ملينا انتظارك
يتأملك.. يالمنتظر
ضلع الوديعة



تأمل كيف يخاطب المهدي – المعدوم - بذلك الخطاب الذي يشي بتأخر تحقيق عملية الثأر من أولئك الذين يترضون على ذلك الرجل الذي كسر ضلع فاطمة الزهراء سلام الله عليها..



تأمل هذا التحرق الكبير واللهفة العارمة من أجل تحقيق هذا الثأر وإيقاعه على الأرض،



فهو بتلك العملية وتحت إيقاع ذلك النغم لا يجلد ذاته كما يتصور بعض الواهمين، وإنما يتطلع إلى رقاب المخالفين فيعمل فيهم السيف.



ولأن هذه الطقوس تعزز وتؤكد وتقرر أن أهل السنة قاطبة هم الأعداء الحقيقيون لأئمة أهل البيت سلام الله عليهم، وأن كل ما جرى من ظلم وظلامات عليهم، وعلى عامة الشيعة، إنما هو لتولي أهل السنة الحكم، وعملهم بشريعة أبي بكر وعمر المبرزان والمقدمان في الظلم، وذلك من خلال اغتصابهم للخلافة الحقة، وهضمهما وكسرهما لضلع ابنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك فإن هذه الصورة العريضة من المظالم والتي تصورها تلك الطقوس تجعل من المستحيل التسامح أو التغافل عن ذلك الثأر ولو عن ذلك الشيخ الكبير أو ذلك الطفل الرضيع.



وإن شئت فاسمع إلى ذلك الرادود وهو يغرس في نفوس أولئك اللاطمين ذلك المعنى العريض:

يابن الغوالي...ماتبقى غايب
لابد تصح ساعة فرج تعلن قدومك
شفت العجايب.. من ها النواصب
لو تذبح اللي بالمهد.. ماحد يلومك



يعتقد الكثير ممن سار في دروب الغفلة واستهوى غوايتها واستلهم من سرابيلها حتى غدت عنده الأوهام التي ضاقت بها الأحلام حقائق مسلمة، أن تلك الطقوس عمل تعبدي صرف وليس له تعلق بسياسة الدولة التي يقام فيها.. مع أن الحقيقة الشاخصة وبقوة، والتي يجب على جميع أهل السنة أن يدركوا حقيقتها وكنهها، أن هذه الطقوس هي دين وسياسة معاً، فبالقدر الذي يسعى فيه أولئك الذين يمارسون تلك الطقوس، والدافع الرئيس لهم ابتداءً هو الحصول على الثواب، وإلا لما سعى واتعب نفسه وأهله بالسير لمئات الكيلو مترات سعياً في طلب الشفاعة والثواب من ذلك الإمام الذي يتوجه له بذلك المسير، وليس عبثا ذلك المسير من ذلك المريض وتلك المرأة التي لا تنجب وتلك الأم التي فقدت ابنها في تلك الحرب العبثية والتي لا يدري من الذي أشعلها ومن الذي سوف يطفيها، كل أولئك السائرون إلى تلك القبور والقائمين في ثنايا الطريق وجوانبة من أجل تقديم خدماتهم إلى أولئك – المشاية – كل أولئك يرومون تحقيق أحلامهم ورغباتهم عبر ممارسة تلك الطقوس، لكنه وهو يسعى جاهدا لنيل تلك الأماني العريضات، لم يغب عنه السعي الجاد والحثيث من أجل تحقيق الغاية الأساسية من تلك الطقوس، وهو نشر وبسط الهوية الشيعية في كل شبر تطئها قدمه.



______________________________

(1) التعريفات للجرجاني 314.
(2) مجالس العزاء الحسيني بدعة ام سنة ص 338.
(3) الكافي: 1/ 413 .
(4) والحقيقة إن أعداء الحسين رضي الله عنه في نظر علماء الشيعة وعامتهم ليس فقط أولئك الذين يخطئّون الحسين رضي الله عنه في خروجه على يزيد رحمه الله - وان كانت المسالة ليست كما يصورها هذا المرجع - وإنما هم كل من يقدم أبي بكر وعمر على علي بن أبي طالب ويترضى عنهما، روى العلامة المجلسي في البحار 69/135: [حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت - والجبت والطاغوت كناية عن أبي بكر وعمر - واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.] وعلى هذا إجماع الطائفة.. ومن هنا نعلم أن علماء الشيعة وعامتهم يعتقدون بان جميع أهل السنة هم أعداءٌ للإمام الحسين رضي الله عنه بناءاً على ذلك الموروث، لذلك فالناصبي – السني – عندهم أنجس من الكلب وأخبث من الخنزير ولا ينبغي دفنه.. بل تركه في العراء كي تأكله الكلاب والسباع..كذلك لا ينبغي الصلاة عليه وإن صلي عليه اضطراراً فينبغي لعنه سراً، روى الفاضل الهندي في كشف اللثام 1/ 34: [إياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها يجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وان الناصب – السني - لنا أهل البيت لأنجس منه] قال ابن إدريس: وهذا إجماع وقد وردت به عن الأئمة عليهم السلام آثار معتمدة قد أجمع عليها، لا أحد خالف فيها فحصل الاتفاق على مضمنها ودليل الاحتياط يقتضي ذلك].
(5) الشعائر الحسينية في الواقع الفقهي شاشة: 356.

السبت، 1 يوليو 2017

بسّام جرّار- تفسير " وأمرهم شورى بينهم" - الخليفة



الشيخ بسام جرار وتفسير آية ( أمرهم شورى بينهم ) 
ومعنى حديث أثنا عشر خليفة وكلهم من قريش 

للفائدة يتابع قبله الجزء الثالث على الرابط 




الأحد، 25 يونيو 2017

وداعاً رمضان عيد مبارك يا سُنة العالم


ودعنا أفضل شهور الله تعالى ونحن نبتهل بقبول الطاعات 
أهل علينا عيد الفطر المبارك بالتكبيرات 

إدارة مدونيّ سنة العراق ومشروع عراق الفاروق 
تتقدم بالتهاني لأمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم 
عسى أن يكون فرح النصر قريب


نبارك بقدوم عيد الفطر جعلكم من أهل السرور في الدنيا والاخرة
لا تنسوا أخوانكم المحتاجين 
ولا تنسوا صيام الست من شوال
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال  

السبت، 3 يونيو 2017

الوظائف والأدوار السياسية والاجتماعية للطقوس الحسينية





19 شعبان 1438 
أبو عبد العزيز القيسي : موقع المسلم 

الجزء الأول: 

تعتبر الطقوس الحسينية أفضل الوسائل التي يستخدمها المراجع ورجال الدين الشيعة، والرواديد لتحقيق أغراضهم في اختراق المجتمع السني وزعزعة أركانه؛ ومن جهةٍ أخرى هم يبنون بيت الطائفة الشيعية ويصنعون لها هويتها المميزة من خلال توظيفهم لتلك الطقوس.



ونقصد بالتوظيف هو تلك الأداءات التي يقوم بها الشيعة ومن خلال تلك الطقوس للتأثير على النظام الاجتماعي وهيكليته بسلبية تامة، ويكون ذلك التأثير من خلال التأكيد على محاور ثلاث؛ تكون عامة ومطردة في كل الطقوس والعزاءات؛

الأول: ذكر فضائل أهل البيت ومناقبهم الأسطورية...، وبشكل خرافي ينزع عن أولئك المتلقين صفة العقل.



الثاني: الإعلان عن مظلومية أهل البيت عليه السلام، بالوضع والافتراء وذلك من أجل التأكيد على قضية الولاء والبراء.



الثالث: العمل على سلب شرعية كل الأنظمة السنية؛ وذلك من خلال التأكيد والتمثيل على كفرهم وردتهم عن دين الله، ومناصبتهم العداء لأهل البيت وأشياعهم، وهذا المحور غرض أساسي وصميمي من تلك الطقوس، وهذا التوظيف في تلك المحاور الثلاث يتحقق من خلال طريقين؛

أحدهما ظاهر، وهو ما يطبق بقصد مسبق، والآخر مستتر وهو ما يخلو من ذلك القصد، وإنما قد يكون تديناً وتعبداً. وسنستعرض في هذا الجزء من المقال الغرض الأول من تلك الأغراض ألا وهو الغرض السياسي.



الغرض السياسي: 

لا جرم أن أهم معطيات العزاءات والطقوس منذ أن تأسست وحتى اليوم هو تحقيق ذلك الغرض السياسي الذي أُنشأت من أجله، وهو إسقاط الشرعية عن الأمة السنية وبشكل مطلق، والمتتبع لتلك الطقوس يجد ذلك التوظيف لتلك العواطف والأحاسيس من أجل تحقيق المرامي السياسية والتي يخطط ويؤسس لها أولئك المراجع والدعاة، يقول الخميني بشأن هذه الطقوس: [لا تحسبوا أن الغاية من اجتماعنا في المجالس الحسينية هو البكاء أو التباكي على الحسين سلام الله عليه فقط، فلا الإمام بحاجة إلى البكاء، ولا البكاء في حد ذاته يجدي في شيء، إنما في المجالس تجمع للناس، وهنا يكمن الهدف السياسي منها.. والمعطى السياسي هو أهم معطيات تلك التجمعات](1).



إذن وبشكل عام يمكننا اعتبار تلك المجالس وتلك الطقوس الوسيلة الأهم بيد أهل التشيع المناهضين للحكومات السنية على مرّ التاريخ، لتفعيل النشاطات السرية التي تتبع تلك الطقوس والتي تعبّر أصالةً عن دين يناقض دين الإسلام جملةً وتفصيلاً.



إن الإشكالية الأهم في تلك الطقوس هو تلك الوجوه المتعددة، وكل وجه منها يستطيع إشغال الحكومات التي تسمح بإقامة تلك الطقوس والعزاءات والمجالس لسبب أو لآخر، إذ إن الدول التي تجري فيها تلك الطقوس وخاصة - السنية – تجد نفسها في حيّص بيّص، وتصبح في حالةٍ من فقدان الرشد، وذلك أنها إنْ سمحت بإجراء تلك الطقوس على اراضيها توّسع القوم في تلك الأعمال مستغلين حالة الإباحة، معتبرين ذلك نصرا على الدولة التي سمحت لهم بذلك، وليس نوعا من عدالة الدولة وديمقراطيتها، بل إنهم لا يكتفون بزيادة وحِدة تلك الطقوس، وإنما ينتقلون إلى الخطوة الأخرى الأكثر تقدماً، إلا وهي المطالبة والتحريض على الحُكم القائم بدعوى الحقوق والحريات العامة.



كما أن الدول التي تسمح بتلك الطقوس تستنزف الكثير من طاقاتها ومقدراتها لإدارة فوضى تلك الطقوس ما لله به عليم، وأي تقصير في الإحاطة بتلك الفوضى فإن المتهم بالتقصير، وإحداث هذه الفوضى الدولة نفسها، لا من قام بتلك الطقوس..



فإغلاق الشوارع، والأماكن العامة، ومؤسسات الدولة، والمصارف، إضافةً إلى حالات التلوث البيئي المتمثل بمخلفات تلك الأطعمة، والنيران!، والعبث بالمرافق العامة، وحالات الضجيج والفوضى اللامتناهية، يتبرأ منها أصحاب تلك الطقوس، وبكل صلف، ويرمون كل تلك الآثار على الدولة التي سمحت لهم بذلك، مع صرفها ملايين الدولارات من أجل السماح لتلك الفوضى بالمرور.



وإن ننسى، فلا يمكن أن ننسى أثرها السيئ – الطقوس - على الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والصحية في تلك الدولة التي سمحت بممارسة تلك الطقوس، فكم من أيام الدراسة قد أهدرت وعطلت لهذا السبب، وكم من المرضى منعوا من الوصول إلى المشافي بسبب تلك السرادق المنصوبة في منتصف الطريق، ولك أن تعلم بعض آثار تلك الطقوس على المستوى التعليمي في العراق من مدة الدراسة فيه؛ التي باتت لا تتجاوز الثلاثة أشهر من أصل الستة، والباقي من الأيام مهدورة ومعطلة بين الطقوس وبين مواليد الأئمة ووفياتهم.. ولك أن تعلم أن تسعين بالمائة من مقدّرات الدولة من الناحية الأمنية والمادية تصرف في تصريف تلك الطقوس والمناسبات..



وليس لك أن تعجب وأنت في بلد الرشيد أن الناس يحبسون داخل بيوتهم بسبب تلك الطقوس لأكثر من خمسة عشر يوماً بقليلٍ أو كثير، وفي أغلب المناسبات خاصة زيارة الأربعين..



أما إن شاءت الدولة أن تحفظ كرامة مواطنيها بمنع إقامة تلك الطقوس؛ فإنها لن تسلم من الأصوات المطالبة بالحريات والحقوق التي سترتفع من كل مكان، وخاصة من بلاد الغرب، ثم بعد ذلك تنشغل الدولة بدعاوى منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من تلك المنظمات المشبوهة، وبهذا الفعل ينشغل رجالات الدولة المخلصين بهذا العويل وذاك الضجيج، وهم في كل حالاتهم مذمومين مقدوحين ساقطي العدالة والضمير، ولن تخرج الدولة من تلك الدوامة المفرغة إلا بأن تكون محكمة من الداخل، وذلك بالاستعانة بجهود الخيرين والمصلحين من أبنائها.



إن الداعين إلى تلك الطقوس إنما يحملون تحت أرديتهم ونفوسهم روح الثورة ضد الحكومة القائمة، وهم في ذات الوقت يدّعون أن تلك الطقوس إنما هي عبادات محضة ولا تمس سياسة البلد لا من قريب ولا من بعيد؛ وقد سألت أحدهم والطقوس بمرأى العين والبصر، ومنظر تلك الحشود الذي يشبه مسيرات تلك الضباع الضارية، والرايات تتناثر يميناً وشمالاً، وأصوات الصارخين واللاطمين تنبعث من كل مكان إلى الحد الذي لا تكاد تملك نفسك التي بين جنبيك من هول هذا الضجيج والعويل وتلك الحركة التي لا تصدر حتى من بهيمة الطريق..



قلت له: [هل هذه عبادة منزلة من رب البريات]، فأجاب وهو في غاية الانزعاج: [إنها مظهرٌ من مظاهر القوة]!



وقد صدق وهو الكذوب، لأن تلك المظاهر ما هي إلا مظاهرات ومقدمات لثورة قادمة تحرق الأخضر قبل اليابس، وهذه المظاهرات وإن لم تزعزع أركان الدولة، فإنها تشغلها وتشغل شعبها الذي من حقه عليها أن يحظى بملاذ آمن، وهذه الطقوس والحشود تهديد صريح وفج لكل سني يمر أمام تلك المسيرة، فلطالما رفعوا تلك العبارات التي تقول: [اليوم وغداً يا هند]، ويقصدون بها التهديد والوعيد لكل أهل السنة والجماعة.



ولك أن تعلم أن هذه الطقوس أجبرت الكثير من أهل السنة في العراق إلى الانضمام إليها، خوفاً من سطوة أصحابها؛ وتلك خطوة في طريق التشيع.



ومهما عمل الحاكم السني لإرضاء تلك الطائفة فأنه لن يجني غير الويل والخسران، وقد عاصرنا تلك الأحداث التي قدّم فيها صدام حسين وخاصة في فترة التسعينات – فترة الحصار الجائر على العراق- الكثير من التنازلات، فسمح لهم بالعمل بجميع أنواع تلك الطقوس، وأنواع الزيارات والمسيرات والاحتفالات، وقد كنا نسمع ضجيجهم وعويلهم وهم يتفاخرون ويعتبرون ذلك نصرا على الطاغية صدام حسين، ولم يعتبروه كرماً منه وفضلاً وعدلاً، وكان من نتاج هذا التسامح من ذلك الحاكم أن كان هؤلاء أسبق الثائرين عليه، وأوحد الشامتين بموته وإعدامه، ولم يبخل دعاة أهل السنة والجماعة بالنصح والإرشاد لقائد العراق صدام حسين آنذاك وبينوا له خطر التشيع على الدولة، وأنهم – أي الشيعة - فئة لا ترقب في البلاد وأهلها من أهل السنة إلا ولا ذمة، فأبى القائد – الملهم - وأعتبر ذلك نوع من العبث، وان ذلك تجاوز على حقوق الطائفة...فكان ما كان... وصبراً أيها الجمل.



ولقد تتابع التوظيف السياسي لمجالس العزاء لكل الحكومات الشيعية من البويهين والصفويين والعبيديين والقاجاريين، وحتى المغول، وصولاً إلى عصر رضا خان البهلوي وإلى زمن الخميني، ولم تتردد هذه الحكومات الشيعية في توظيف أي وسيلة من أجل اجتثاث الحكم السني أو زعزعته. 



أما المحتوى السياسي الآخر، وهي نقطة مناقشتي الثانية؛ إن هذا الطقس الديني لا ينتهي تأثيره بانتهاء المراسيم وعودة الجميع إلى ديارهم، ذلك إن ممارسة الطقوس الدينية تجعل الإنسان يستخدم ما استجمعه من أيام المشاركة في تلك المراسيم من خطابات دينية وتوصيات ونصائح وتوجيهات ويعيد إدخالها في حياته اليومية ما بعد انتهاء المراسيم، أي إنه يضع موضع التطبيق في حياته اليومية أسوأ ما استلهمه خلال شهرين من تلك الممارسة، فيخرج متمسكا بتلك التعاليم، خاضعاً لها، متكلا على شفاعة الأئمة في تحقيق أمانيه، بدلاً من التدخل الفاعل لتحسين شروط حياته،إذ إن تلك الطقوس تعيد برمجة وتوجيه تفكير الشيعي، وفقا لما تعلّمه واستلّهمه، من هنا فإن التأثير السياسي لطقوس عاشوراء تكمن في إعادة برمجة وتوجيه الناس ليكونوا أكثر [شيعية].



الجزء الثاني: 

2- التوجيه ومواكبة الأحداث

الغرض الثاني والذي سنستعرضه في هذا الجزء من هذا المقال هو: التوجيه ومواكبة الأحداث؛ فلاشك أن الطقوس تشكل مادة جيدة في التوجيه والإعلام الحربي، كما أنها تشكل أداة فذة تتصل وتواكب الإحداث، وقد يكون هذا الكلام غريبا بعض الشيء لمن لم يخبر عقيدة التشيع، ولكن وبعد كل هذه الأحداث الجسام التي جرت وتجري على أمتنا، يجب أن لا يكون هنالك غريباً فيما يصدر من هذه الطائفة، فالشيعي ومادام في وسط هذا البحر المتلاطم من الشعوب السنية فهو عاقد النية على الحرب، تلك النية اقتضتها، بل فرضتها عليه الروايات التي – زعموا – أنها جاءت عن أهل البيت سلام الله عليهم، وخير أداة للتواصل ومواكبة الإحداث، وتوجيه البوصلة بالشكل الصحيح والمناسب في هذه الحرب هي تلك الطقوس، وقد رأينا نماذج واضحة لهذا التمثيل منذ سقوط بغداد 2003.... وحتى يومنا هذا، ففي كل حدث وكل مناسبة نجد تلك الطقوس حاضرة وبقوة وفي جميع المشاهد السياسية والعسكرية وحتى الاجتماعية منها، ومن هنا نجد أنها قد أسهمت وبشكل كبير في نقل الصورة التي في مخيلة.... المراجع إلى أذهان العوام، الذين باتوا مجرد أدوات لتنفيذ ما يخطط له أولئك المراجع، سواء بأساليبهم البيانية، أو من خلال القصص والاستعراضات المباشرة والتي تتناسب مع أفهام المخاطبين، وتعد تلك الطقوس أحد أهم العوامل في تجديد الوعي وتوجيه تلك الحشود نحو الهدف المنشود، ولإدراك مراجع التشيع لتلك الأهمية ولتلك الخصيصة، فإنهم يسعون جاهدين لتأخذ امتداداً أكبر طوال أيام السنة، لتعطي تلك الحشود دفعة كبيرة من الحماسة والتواصل، كما إنها وسيلة مهمة وفعالة من وسائل الإرشاد المذهبي والطائفي الذي ينشده المراجع، وهي كذلك وسيلة فعالة للتخدير والتذكير في آن واحد، فهي لا تخدر عقله وتمنعه من التفاعل مع محيطه بصورة طبيعية فحسب، بل أنها تجبره على الخضوع والانقياد لسلوكيات تلك الجموع الغفيرة تحت تأثير العقل الجمعي، ويجتهد المراجع والدعاة وخطباء المنابر والرواديد إلى جعل تلك الطقوس تحاكي الحدث الجاري وتهيأ لما سيجري في القادم من الأيام، كما أنها تنثر بين ثناياها الكثير من الأخبار الغيبية والتوقعات الجازمة لأجل استثارة حماسة تلك الحشود وتحرك فيهم الرغبة لمواصلة الطريق.


حشد الجمهور

لا يمكن إغفال دور هذه الطقوس بصورة عامة والمسير إلى قبور الأئمة بصورة خاصة في تعبئة وحشد الجمهور الشيعي نحو الغايات التي حددتها الروايات والتي توصي بمحاربة الظلم واستئصال شأفته، مشيرة من طرف خفي أو صريح إلى إن أعظم مصاديق الظلم الذي يجب محاربته هو الوجود السني في أي مكان، وهذه الحقيقة وعلى الرغم من ظهورها لكل من قرأ صفحات التأريخ، لم تعد خافية على أي مسلم عاصر وكابد أحداث ومآسي العقد الأخير، إلا أننا نرى الكثير من أهل السنة يتجاهل تلك الحقيقة ويعدها ضرب من ضروب الخيال، بل يعدها أوهام ضاقت بها أحلام المتشددين من أهل السنة، وتعاموا عن بحار الدم التي جرت ومازالت تجري في العراق وسوريا واليمن والبحرين، وفي كل بلد فيه مُكنة للتشيع، وإنني وبحكم المعاشرة والمناظرة والمكابدة، وبحكم أنني كنت ممن يعتقد تلك العقيدة، ويدافع عنها إلى حد الهوس والجنون، أقول وبكل صدق أن الشيعي لا يرى مصداق للظلم إلا في ذلك الشاخص السني، وإن ابرز تجليات ذلك الظلم إنما يتمثل في ذلك الحاكم الذي ينتسب إلى أهل السنة، أما بقية مظاهر الظلم في أي مكان أو أي بقعة في العالم فهي لا تعنيه بشيء، وهم يتغافلون بشدة عن ذلك الظلم الذي يصدر من أبناء الطائفة، بل إني رأيت الكثير منهم يطربون لظلم الطائفة ويعدونه من تمام العدل والجزاء الذي يجب تحقيقه على الأرض السنية.



إن تلك الطقوس تعد فرصة هائلة في تثبيت الهوية الشيعية في أي مكان يمكنهم الوجود فيه، بل إنهم ومن خلال ذلك المسير الطويل لتلك المراقد المزعومة يسوقونه على أنه هوية الدولة وإن حوت ملل وطوائف أخرى متعددة، وهذا التحشيد والتسويق لهذه الهوية يتم من خلال التركيز على محاور عدة في تلك الطقوس منها وأبرزها خطاب المظلومية، الذي أجادوه وبرعوا فيه، فهم لم يقتصروا على تلك المظلومية المحصورة في جنبات التأريخ والاكتفاء ونفخ النار في رمادها، وإنما استحدثوا الأزمات والمظالم الآنية والتي تقرر مظلوميات التاريخ المأزومة وتؤكدها، فكم من عوام الشيعة قد ذهبوا ضحية التفجيرات والأزمات المفتعلة، وما من سبب، إلا لتقرير تلك المظلومية والتأكيد على أنه ليس هنالك من عدو للشيعة والتشيع غير أهل السنة. ولم يعد خافيا عند أهل السنة في العراق بدايات ومآلات تلك المسرحية، والتي تبدأ بسيل من دماء الشيعة ثم تنهي بالثأر والانتقام من أهل السنة وصب العذاب عليهم صباً، تبدأ تلك المسرحية بذلك التفجير المزعوم والذي ينسب بداهة إلى أهل السنة، ثم تتسلسل فصول المسرحية بتلك المشاهد المحملة بفيض الدماء والأشلاء، ومظاهر السحل والحرق وثقب الرؤوس بالمثاقب، إنها مسرحية تتكرر كل أسبوع، وإن عزت المظالم على هؤلاء فكل شهر، والشهر كثير، ثم يأتي بعدها خطاب المظلومية ليؤكد ويؤصل أهمية إزالة وإزاحة تلك المظالم.



إن إحياء تلك المناسبات من شأنه أن يعيد تقديم التأريخ وحتى صياغته من جديد، ففي تلك الطقوس يجري صياغة التأريخ لمعركة الطفّ وكأنها مزيج لذلك الظلم المتواصل من قبل أهل السنة على رؤوس الشيعة، ليبين أنها ليست معركة الأمس الغابر، والذاكرة الشيعية ليست تلك الذاكرة المثقوبة، بل هي تلك الذاكرة التي تؤسس وتؤصل وتضخ المزيد من أحجار الحقد والكراهية لتجعل من تلك المعركة التي لم تتجاوز زمنيا بضع ساعات أنموذجاً حياً لثأرٍ لن ينتهي ولو بقيام الساعة، وهي تمثل دعوة صريحة لكل شيعي بأن يجعل كل يوم على أهل السنة عاشوراء، وكل أرض يتواجد فيها أهل السنة كربلاء.



إن هذه الطقوس والزيارات تقوم بعملية حشدٍ غير مسبوقة.... في أي صفحة من صفحات التأريخ، ولك أن تعلم تأثير هذا الحشد وأنت تسمع الأطفال عندما يرون مقاتلي الحشد الشيعي وهو يصب جام غضبه وحقده على المناطق السنية في العراق وسوريا واليمن مرددين بكل تعبد ممزوج بالحقد والغيض: [عليّ وياك عليّ].



لك أن تعلم مقدار هذا التثقيف السلبي الذي تقدمه تلك الطقوس من خلال ممارسة طلاب المدارس الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد وهم منهمكين في تنظيم تلك المواكب أو الذهاب – كمشّاية – غير مبالين بضياع مستقبلهم، لك أن تعلم أن أجيال العراق اليوم والتي تجري فيه تلك الطقوس إلى حد الهوس قد تأهلت وتبرمجت بأنه لا يجب التخلي عن تلك الطقوس لأي سبب كان، ولو بالتخلف عن مقاعد الدراسة والعمل، لك أن تعلم إن أطفال العراق اليوم يقومون بضرب أنفسهم بالقامات وضرب الزناجيل وارتداء السواد وذلك من أجل الوصول بهم رجالاً يثأرون لدم الحسين أو "ضلع" الزهراء سلام الله عليهما...



وفي ظل هذا المناخ يجري ملياً تعبئة الشيعة بإحياء تفاصيل معارك لم تجرِ إلا في خيال أولئك الموهومين ومن ثم عرض آلاف القصص المفجعة التي تتلى عند كل مناسبة وفوق كل منبر، ومعها سرد لأعمال القتل والذبح لأولئك الصغار والكبار، وبتلك الطقوس والقصص المختلقة تبقى الذاكرة حية، وبدون هذا الخطاب، ليس من طريق للحشد، وهو ما يجعل ممارسة هذه الطقوس أمرا حيويا لأولئك المراجع وهم يتأهبون وبكامل قدرتهم وعلى امتداد شهرين لإحياء هذه المراسيم، التي من ابرز تجلياتها إنهاك الدوائر ومؤسسات الدولة من صحة وخدمات وتعليم وأجهزة أمنية، مع عقد الاجتماعات وتخصيص القنوات الإعلامية الرسمية والأهلية لنقل أخبار تلك الطقوس والزيارات، وتحويل الجامعات والمدارس أماكن لممارستها ورمي كل من تخلف عن الالتحاق بتلك الطقوس من أولئك الطلاب والمدرسين والأساتذة والكوادر الخدمية والتعليمة بتهمة التسنن ومعاداة أهل البيت وبالتالي يكونون عرضة للغيلة والغدر واقلها التهجير بعد المضايقة والخوف من أن تطالهم تهمة الإرهاب بطريقة أو بأخرى، وما يتبع ذلك من هجرة الكفاءات وتعطيل دروس العلم وعمل الدوائر والمؤسسات دون أن يكون هنالك حسيب أو رقيب، والويل لكل من يناقش أو يشكك في فرضية وقدسية وأولوية تلك الطقوس، وكل ذلك مفروض بقوة سلطة العوام، إضافة إلى سلطة المراجع الذين هم بين التسليم والتعتيم، وبين الخوف من سلطة العوام والحرص على المنصب والسلطان، وكل ذلك مرتبط ارتباطا وثيقاً وصميمياً بتلك الطقوس والشعائر، وهؤلاء المراجع وهم على استعداد عظيم لكل هذا التجييش ومع حيازتهم للسلطتين الدينية والدنيوية، أو قل إن شئت السياسية فإنهم غير مستعدين على الاطلاق للنظر أو الاستجابة لتلك الحاجات المعيشية واليومية كمتطلبات الصحة والتعليم ومكافحة غوائل الفقر، بل إن همهم الأوحد هو أدلجة الشعب برمتهِ وإعادة صياغة وعي الشيعي، كشيعي من خلال هذه الطقوس.



الجزء الثالث: ترسيخ الاعتقاد 

وفي هذا الجزء الأخير سنستعرض الغرض الرابع من تلك الأغراض ألا وهو ترسيخ الاعتقاد فلا جرم أنه ليس من السهل الغوص في أعماق ودخائل تلك الطقوس وخاصة لأولئك الذين لم يخالطوا أهل التشيع ولم يكابدوا صوره ومظاهره على الأرض بصورته الحقيقية، وما تمثله حرفية تلك النصوص التي تدعوا إلى إقامتها كلما توفر المناخ الملائم...، إذ ليس من السهل الوصول إلى رؤية آثارها على المعتقد وكشف خفايا تلك العلاقة الحميمية بين هذه الطقوس وتلك الروح المأزومة بالثأر والانتقام.



إن اللبنة الأولى في بيان حقيقة وآثار تلك الطقوس هو طريقة تفكير الشيعة سواء أكانوا من العامة أم من المراجع أو النخب، فقد ساهمت تفاعلات البيئة والتربية وذلك الموروث المأزوم وطرق التعليم في صناعة وبلورة وصيرورة تلك الطقوس، ومن ثم ارتداد صورها ومظاهرها على هذا العموم، وبمرور الزمن تحولت تلك الطقوس إلى حقيقة لا تقبل الجدل، وإيمان يجب الدفاع عنه بشراسة، ووصف من يشكك فيها بالزندقة والنصب أو العمالة لأصحاب الدولار، وبين الحقيقة والظن، وإيقاع تلك الطقوس، تتحول الأفكار إلى قيم ومشاعر متأصلة في داخل النفس يستحيل المساس بها، ومن ثم تتحول بتلك الظلامات والتراكمات إلى اعتقاد راسخ لتلك الحشود والجموع، وتتشكل الصور والتعاليم والواجبات والمبادئ ثم تفرز مجموعة من التقاليد والأعراف والعادات ذات الطبيعة الشعبية والتي يتم ترسيخها في القلوب والعقول بشتى الطرق والمشاهد والمواقف، ثم بعد ذلك تنشأ تلك العاطفة بين ذلك الفرد ومحتوى تلك الطقوس بما يدغدغ مشاعره ويغذي حاجاته النفسية ويزرع فيه مشاعر الحماسة والدعوة إلى الثأر والانتقام، كما يعزز ارتباطه بمطلق الأئمة الاثني عشر لدرجة لا يدانيها أي ارتباط ولو كان بالذات الإلهية المقدسة.



إن الاعتزاز بتلك الطقوس والدعوة إليها والمثابرة في أدائها، يعزز الاعتقاد بمطلق الأسطورة والخرافة التي تغيب العقل وبصورة مطلقة وفجة، بما يدعوك إلى الاعتقاد باستحالة تغييره، ومن ثم الثبات عليه مع كل ما فيه من تناقضات، بل انه يقابل كل الأدلة اليقينية بالتجاهل والحذف، وينظر إليها نظرة دونية.



إن هذه الطقوس تتسم بكل مظاهر الانغلاق والتعصب والتطرف، وهي تدفع بصاحبها نحو تغييب العقل والارتماء بأحضان الظلام والخرافة مع الحفاظ على مراتبه ودوائره بما فيه من معتقدات لا تقبل بها حتى سارحة الإبل، تأسر الإنسان وتجعل منه عبداً ضالاً منحرفاً، ووحشاً يفترس أخوه الإنسان، وينطبق هذا الكلام على كل من تمرس وتمترس بتلك الطقوس وتمكن منها وتمكنت منه، ومن كان حاله هكذا كان قادرا على إدارة فنون المعتقد، وأصبح مرجعاً وقدوة لمجاميع الشر، وكلما أوغل الشيعي في تلك الطقوس كلما أوغلت نفسه بالفساد والرذيلة، وأصبح.... أهل البيت وحبهم مجرد شعار وجسر للعبور باتجاه مصالحه ومنافعه الذاتية، وهو على استعداد تام وكامل لشطب الأمانة والمثل والمبادئ وكل الأفكار السليمة من العقل والضمير، ومن ثم إيصالها إلى الأجيال المتعاقبة مشوهة منقوصة ومحرفة تحمل في طياتها كل معاني الزيف والضلال.



إن أصول جميع الأديان الرئيسية تدعو إلى الاعتقاد بوجود الباري وتوحيده، والتسليم له بالخلق والأمر، لكن نظرة عابرة إلى تلك الطقوس تجعلك على يقين بأنها تمهد لانحراف الإنسان عن ذلك الخط العريض الواضح أو تشويه معالمه أو التهجم على حقيقته، ومن ثم تفسير المعتقد بتلك الصورة المغايرة لأجل أن تورد هذا الإنسان... أقصى موارد الجهل والشقاء، ومن ثم تجليه بتلك النتائج التي انتقلت به من توحيد الخالق وعبادته إلى الإشراك به وتقديس المخلوق وعبادته من دون الله جل وعلا.



والذي يستقرأ تاريخ التشيع استقراءً تاماً يجد أن تلك الطقوس تشكل قطب رحى المعتقدات والأساس المقدس لتلك الثقافات، وإن حاجة العوام إليها حاجة أساسية وضرورية، وتتضح تلك الحاجة في أوقات الشدة والكرب، والتي تتمثل في التنفيس العميق عن تلك العقد الكامنة في النفس الشيعية بصورة عامة والتي ورثتها من ذلك الاعتقاد الذي بثه متقدميهم من أمثال زرارة وبريد وجابر الجعفي وابان وغيرهم من رواة ذلك المورث الذي يعزز في النفس عقدة النقص والمظلومية، ومن ثم لابد من التفكير بالثأر والانتقام للتنفيس عن كل تلك العقد والكرب.



ويسعى مروجو وداعمو تلك الطقوس إلى ذلك الدور المزدوج الذي تؤديه، فهم من باب يسعون من خلالها إلى إبعاد عوام الشيعة التدخل في سياسية الحاكم الشيعي وتعميق الجهل وتغييب العقل وتخديره في هذا المجال، ومن باب آخر فقد سعوا إلى توجيه تلك الطقوس وجعلها أداة من أدوات الإنكار والخروج على الحاكم السني والتدخل في شؤون الدولة المسلمة والتحكم في سياساتها، وقد نجحوا في الأمرين معاً.



ويمكننا القول أن تلك الطقوس تعتبر من أهم الأدوات في ترسيخ المعتقد وأكثرها تأثيراً وسحراً في وجدان الطائفة، وذلك من خلال تلك المنظومة المعقدة والمتشابكة من الشعائر والممارسات التنظيمية للأفراد والجماعات بما يشكل في النهاية أداة للشر والعنف والإرهاب، ثم صور من الحرب والخراب والدمار والاضطهاد والقتل والظلم في كل البلاد السنية، وهي التي تؤصل إلى الغلو والتطرف الديني من خلال الفعل ورد الفعل، ومن خلال تلك النصوص الشاذة والضعيفة، ومن ثم استسهال إراقة الدم السني بل التمرغ فيه والتشفي بمنظره القان، لأجل الثواب والمنزلة المرجوة عند أئمة أهل البيت سلام الله عليهم لا عند الله جل وعلا،



فضلا عن أنها سفهت العقل المسلم وقادته إلى كل أنواع الجريمة من خلال صناعة ودعم المشكلات والأزمات والحروب بحجة التبشير بقرب ظهور المهدي المنتظر، بالمقابل فهي تؤدي ذلك الدور الخطر في تدمير الإنسان وإفساد البيئة وكافة مناحي الحياة، كل هذه المظاهر والأمثلة تؤكد على ذلك الترابط الوثيق بين تلك الطقوس وتلك المعتقدات وقوة تأثيرها سلباً وإيجاباً على ذلك الكائن الرخو الذي تشّرب هذه المبادئ وانصهر فيها كسبب من أسباب الثقافة والدين، لتصل به في النهاية إلى ذلك القدر المحتوم الذي لا يمكنه الفكاك والخلاص من قيوده، خصوصا تلك المعتقدات التي تصاحب أطواره وتظهر في جميع مظاهر حياته ومعاملاته وعلاقاته بالإنسان الآخر، ومن ثم ظهور التناقضات والتضاربات في ذلك المعتقد بين الشعور والسلوك والذي يتجلى في ضعف الحجة وتهافتها، وهلامية ذلك المعتقد، الأمر الذي يدعو إلى الارتماء في أحضان الأسطورة والخرافة من أجل التغيير والحركة.



ومن كل ما سبق يظهر لنا مدى حضور تلك الطقوس وأثرها في المعتقد بل وسطوتها الكبيرة والعميقة على تصرفات الفرد والجماعة وعدم إمكانية عزلها عن مصالحه النوعية، وبيان وتثبيت الهوية الذاتية بما تصوره من أفكار وانعكاسات وأفكار وقيم ترتسم في خبايا النفس والروح وتشكل جزء من عالمه الفكري من اجل تحقق الملاذ الآمن في مواجهات طوارئ الغيب المستعصية والتيارات والتقلبات الاجتماعية، وبغياب تلك الطقوس يفقد الشيعي الكثير من النضج في ادوار الثأر والانتقام ويصبح كالشجرة الجوفاء الميتة والتي لا يمكنها الصمود في وجه الرياح والعواصف.



_____________________________________________

(1) ثورة عاشوراء عند الأمام الخميني 1/ 64.