لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الجمعة، 18 يناير 2019

بدعة التربة الحسينية إشكالاتها ومخالفاتها للسنة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين



بقلم / آملة البغدادية
خاص / مدونة سنة العراق

منذ قرون والشيعة تسجد في الصلاة على قرص يسمى ( التربة الحسينية ) مدعين أنها دلالة اتباع آل البيت المعصومين، وأن لها الفضل في الشفاء من الأمراض حتى تطور الحال إلى أكلها وجعلها في كفن الميت للاستشفاع عند الحساب ، بل من أكبر كفرياتهم قولهم ( أنها تخرق الحجب السبعة ) ، وبلا شك أن جميع ما ورد من مرويات عن أهل البيت رضي الله عنهم هو محض افتراء من قبل علماء فارس بغية نسخ الدين الإسلامي، فلا يوجد سند صحيح لها ولا موافقة للقرآن وللسنة النبوية بل ترى فيها مخالفات عديدة، ومع هذا ضرب علماءهم الكتاب والسنة وتمسكوا بما هو افتراء وطعن واضح بعكس ما يدعون في أصول الكافي من موافقة الكتاب والسنة، وهذا إن دل على شيء فيدل على أن التشيع هو لمراجع الشيعة فحسب، والله الحسيب . 

لقد نصت المرويات في كتب القوم على عدم السجود على ما يؤكل أو يلبس /
(925) 133 وقال هشام بن الحكم لابي عبدالله أخبرني عما يجوز السجود عليه؟ وعما لا يجوز؟ قال: السجود لا يجوز إلا على الارض أو على ما أنبتت الارض إلا ما أكل أو لبس) (تهذيب الاحكام - للطوسي ) ج 2 / ص 29)،
 ودليلهم حديث أم المؤمنين رضي الله عنها بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة أي الحصير (كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصِلِّي وأنا حِذاءَه ، وأنا حائضٌ ، وربما أصابَنِي ثوبُه إذا سجَدَ . قالت : وكان يُصَلِّي على الخُمْرَةِ .)

ما هذا التأويل ! أما كان الأولى أن يتخذوا الحصير كفرش طاهر وسنة متبعة ؟ خاصةً أن العراق يُعرف بصناعة الحصر اليدوية والمصنوعة في معامل كثيرة وثمنها زهيد، وإن كان السجود على التربة الحسينية لقداستها، أما كان الأولى السجود على التربة المدينية موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟

من المخالفات والاستشكالات حول استعمال التربة الحسينية هو عدم ملاصقة الأنف للأرض عند السجود، وهو ما أوجبه الله تعالى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح في مسلم، مع غيره من الأحاديث المتشابهة الصحيحة، أنه قال صلى الله عليه وسلم : ( أُمرتُ أن أسجدَ على سبعٍ ولا أكْفِتُ الشعرَ ولا الثيابَ ,الجبهةِ والأنفِ ، واليديْن والركبتيْن والقدميْن )
أنظر كيف افترى علماء الفرس المجوس على آل البيت بأحاديث مكذوبة ومخالفة للنبي صلى الله عليه وسلم، فقط ليسوغوا استعمال التربة الحسينية التي تمنع ملاصقة الأنف بالأرض حتماً، بل هناك من يستعمل تربتين ولعمري كيف بالتربة الرقمية !
 ففي كتاب وسائل الشيعة للحر العاملي نقلاً عن التهذيب والاستبصار 
 [ 8133 ] 1 ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن محمّد بن مصادف (1) قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : 
إنّما السجود على الجبهة وليس على الأنف سجود) !
ولم يكتفوا بذلك بل اعترضوا على أحاديث أول الأئمة علي رضي الله عنه التي توجب سجود الأنف وحملوه على ما تشتهي أنفسهم بقولهم (أقول) !
 [ 8136 ] 4 ـ وعنه ، عن محمّد بن يحيى ، عن عمّار ، عن جعفر ، عن أبيه قال : قال علي ( عليه السلام ) : لا تجزي صلاة لا يصيب الأنف ما يصيب الجبين.
 أقول : حمله الشيخ( الطوسي) على الكراهة دون الفرض لما مرّ (1).)
( 1) يقصد المنع وهكذا علا قول عالم غير معصوم على قول المعصوم لديهم !
والعياذ بالله من هؤلاء الفجرة المفترين على أئمة آل البيت

أما حينما تحاور الشيعة فاول ما يستند عليه في الجدل حول تمسكهم بالتربة تلك هو فضل تربة كربلاء، وما روي عنها من طرق ضعيفة مفادها بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد استيقظ وفي يده تربة حمراء يقلبها في يده، وقد طار بها علماءهم وكتّابهم بأنها موثقة في كتب أهل السنة، منها كتاب المستدرك للحاكم والسلسلة الصحيحة للألباني وغيرها، فأعلم أن المستدرك لا يعتبر حجة، فقد تحقق منه علماء السنة في علم الجرح والتعديل، ووجدوا فيه الكثير من الخلل فراجع كتاب الشيخ مقبل الوادعي (الاستدراك علي كتاب رجال الحاكم في المستدرك) ، وفي مقدمته قال أن الحاكم كتب كتابه هذا وهو في عقده السابع من العمر وقد ضعفت ذاكرته، أما الألباني رحمه الله فقد ذكر تعليقاً يرد عليهم وقال :  (فاعلم أيها المسلم أنه ليس عند السيوطي ولا الهيثمي ولو حديث واحد يدل على فضل التربة الحسينية وقداستها، و كل ما فيها مما اتفقت عليه مفرداتها إنما هو إخباره صلى الله عليه وسلم بقتله فيها وقد سقت لك آنفا نخبة منها، فهل ترى فيها ما ادعاه الشيعي في رسالته على السيوطي و الهيثمي ؟ ! اللهم لا، و لكن الشيعة في سبيل تأييد ضلالاتهم  وبدعهم يتعلقون بما هو أوهى من بيت العنكبوت ! )

لو تتبعنا كل الطقوس الشيعية المبتدعة لوجدنا أنها استحدثت في زمن الدولة البويهية التي انتهت 460 للهجرة، ولاكتشفنا أن كل علماء الشيعة الأثني عشرية كانوا من بلاد فارس التي اشتعل قلبها لذهاب دين زرداشت، وامتلأ بالحقد عندما احترق إيوان كسرى بمجئ الإسلام ، مثل الكليني والقمي والطبرسي أصحاب الكتب الأربعة الفقهية التي يعتمد عليها الشيعة اليوم، وأول من نص على اتخاذ التربة الحسينية في موضع السجود هو ـ الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبدالعزيز الديلمي المقلّب بـ « سلار » (ت 462 هـ) قال : لا صلاة إلاّ على الأرض أو ما أنبتته ما لم يكن ثمراً أو كَثراً أو كسوة، فلهذا لا تجوز الصلاة على القطن والكتان، وإنّما يُصلّى على البواري والحصر.. وما يستحبّ السجود عليه، وهو الألواح من التربة الحسينيّة المقدّسة ) ، وهذا في كتابه (المراسم) وهو ذات الكتاب الذي نص على أخذ الخمس من المكاسب، ثم تلاه عالمهم (أبو حمزة الطوسي) بعد قرن من ذاك ليطور البدعة إلى السجود إلى خشب القبور التي يعمل عليها شيعة اليوم قاطبة، فقد قال في كتابه (الوسيلة إلى نيل الفضيلة ) ...ويستحبّ السجود على الألواح من التربة ـ الحسينية ـ وخشب قبور الأئمّة عليهم السّلام إن وَجَد ( المصلّي ) ولم يَتّقِ ) ! 

هذا الاستحباب أصبح شرط عند المراجع، وهم في الحقيقة من يُشرع نيابة عن المعصوم ــ وبهذا خرقوا مرتكز الدين الشيعي الذي يوهم بالأخذ من آل البيت حصراً ــ وهنا نص من موقع مؤسسة الإمام الصادق في موضوع /السجود على الأرض على ضوء الكتاب والسنة / وقد حدد لفظ تشترط التي أصبحت واقع ينكره الشيعة، بينما لا يبحثون كيف أصبح الاستحباب واجب ومن شروط الصلاة : ( وإنّما اختلفوا في شروط المسجود عليه ـ أعني: ما يضع الساجد جبهته عليه ـ فالشيعة الإمامية تشترط كون المسجود عليه أرضاً أو ما ينبت منها غير مأكول ولا ملبوس كالحصر والبواري، وما أشبه ذلك. وخالفهم في ذلك غيرهم من المذاهب) ! .

أما الحكمة في هذا السجود كون الطهارة لا تكفي كشرط للموضع في السجود، وقد تحققت في القرص المصنوع ذاك، فهو استغفال لعقولهم، لأن التربة معروف احتواءها على كثير من الأوساخ وإن تم تنظيفها فتتسخ حتماً من عرق جباه المصلين ومن الجو، والمضحك أن المصنع المعروف لها هو في البحرين، ولا يوجد ناقلات للتربة من كربلاء إلى البحرين إنما هي من التربة هناك . أما ما يصنع في العراق فقد استحدث مؤخراً عام 2015 قسم (لصيانة) الأقراص تلك الموجودة في الأضرحة المتسخة والمتضررة، وهو عائد لمؤسسة للعتبة الحسينية التي يملكها كبار العمائم الإيرانية، وهذا بالطبع مورد إضافي كبير وتجارة بالدين لا غير .


 بلا شك كل بدعة لها إشكالات تفضحها، وإشكالات التربة الحسينية مثيرة للسخرية عندما تطلع عليها في مسائل موقع السيستاني ومنها :
 هل تصح الصلاة إن سرق طفل التربة وهرب؟ 
هل تصح الصلاة إذا التصقت بالجبهة وسقطت عند الرفع ؟ 
عليك أن تتخيل وشر البلية ما يضحك .

مع كل ما مر، أين هو نهج الشيعة بالاستدلال العقلي؟ فتربة كربلاء التي قُتل فيها الحسين وأهل بيته رضي الله عنهم منذ قرون لم يبق فيها أثر للدماء ناهيك عن مراحل التعمير على مر السنوات . أما أن تُقدس فهذا نهج النصارى حين قدسوا الصليب الذي يقولون أنه دماء المسيح عليه السلام قد سالت عليه . إذن من العقل والمنطق الابتعاد عن ما يوجب الاستحباب في أرض الكرب والبلاء، ولكن تشابهت قلوبهم، والله المستعان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق