اعتقال حماية وزير المالية
العراقي .. حلقة جديدة في مسلسل استهداف ممثلي أهل السنة في الحكومة الشيعية
بقلم نذير العراقي – خاص مشروع
عراق الفاروق
اختطفت قوة أمنية تابعة للمالكي فوج حماية وزير
المالية السني رافع العيساوي ظهر أمس الخميس 20/12/2012م بالكامل والمكون من 200
عنصر.
وحدثت عملية المداهمة والخطف عندما كان
العيساوي باجتماع مع علي العلاق ومسؤول أمريكي في مقر وزارة المالية، ثم قامت
بمداهمة بيت الوزير في المنطقة الخضراء وتختطف عدداً آخر ليصبح المجموع الكلي (200
مخطوفاً ) .
وقد توالت ردود الفعل السنية المستنكرة لما
حصل من استهداف لوزير- دون احترام لسيادة الوزارة- كل ذنبه أنه ممثل للسنة في
الحكومة الشيعية.
وإني لا أستغرب من هكذا تصرفات من قبل حكومة
المالكي الشيعية، فهي سبق وأن أقصت ممثلي السنة في الحكومة كالشيخ النائب عبد
الناصر الجنابي والنائب محمد الدايني الذي طاردته وأصدرت بحقه وأفراد حمايته مذكرات
اعتقال ويتم اعتقال حمايته وتعذيبهم وانتزاع اعترافات كاذبة بقوة التعذيب – وقد ثبتت
براءته من كل هذه الأفعال بعد تحقيق مستقل
من قبل البرلمان الأوربي مؤخراً – وما حصل مع نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي
مما لا يخفى عليكم واليوم العيساوي، والعامل المشترك بين هؤلاء وجريمتهم الوحيدة
التي اقترفوها – بنظر الحكومة الشيعية – هي تمثيلهم للسنة !
ولست هنا بصدد الدفاع عن الدكتور رافع
العيساوي وزير المالية ولكني أود أن ألفت نظر القارئ الكريم أن السبب الوحيد لما
حصل له هو سنيته فالشماتة به لا تصح في هكذا موقفه وإن كان قد أخطأ بحق أهل السنة
فنحن من يحاسبه ولن نترك شخصاً حورب بسبب تمثيله لنا، وهذا لا يعني أني أؤيده في
توجهه أو أدافع عنه حتى ، إنما أدافع عن السبب الذي حورب لأجله وأقف الوقفة التي
يأمرني بها ديني في هكذا موطن .
وعند تتبعي لردود الفعل على هذه الجريمة
النكراء وجدت مواقفاً عدة ألخصها في سطور :
-
القائمة العراقية تدعو المالكي لإطلاق سراح
المخطوفين فوراً وتحمله مسؤولية سلامتهم، وتعلن أن هذا الفعل يأتي في إطار استهداف
قادة العراقية وجمهورها وتدعو جماهيرها للنزول للشارع .
-
وزير المالية الدكتور رافع العيساوي: القوة
التي داهمت مكتبي هي ميليشيا كونها اختطفت حمايتي دون أمر قضائي !
-
العيساوي مخاطباً المالكي: أنت لا تؤمن بالشراكة
ولا تؤمن بالقانون ولا الدستور وأحملك المسؤولية كاملة .
-
مجلس علماء العراق يدعو أهل السنة أن يقفوا
وقفتهم ليدافعوا عن حقهم وكيانهم بكل الطرق المشروعة ضد هذا الظلم الذي يستهدف
رموزهم .
-
مفتي العراق الشيخ الدكتور رافع العاني يدعو
أهل السنة للوقوف بقوة ضد المالكي وحكومته التي أعلنت الحرب بصراحة على كل سني .
-
بعد صلاة الجمعة : القوات الأمنية في مدينة
بعقوبة تفرق بالقوة مظاهرة مؤيدة لوزارة المالية رافع العيساوي بينما تسمح بأخرى
مناوئة له دون ترخيص ( قناة بغداد الفضائية)
-
ذكر لي مصدر خاص من داخل مدينة النعمان (
الأعظمية ) أن مهرجاناً خطابياً قد حصل في باحة المسجد بعد الصلاة مباشرة
استنكاراً لما حصل وقد خصص خطيب المسجد أحمد حسن الطه رئيس المجمع الفقهي لكبار
علماء العراق خطبته ( التي تم بثها على قناة بغداد الفضائية ) للحديث عن هذا
الموضوع مشيراً إلى المخطط الرامي إلى إقصاء أهل السنة ( أطلق عليهم تسمية عنصر أو
مكون معروف!).
-
مهرجان خطابي بشعارات ذات سقف مرتفع في
الفلوجة بعد صلاة الجمعة وتلاوة بيان لمجلس عشائر الفلوجه جاء فيه :
1- نطالب نواب العراقية بالانسحاب من هذه المهزلة وتعليق عضويتهم في البرلمان .
2- نطالب بإطلاق سراح المعتقلات الحرائر من كافة السجون.
3- اليوم نشاهد طائفية مقيتة تريد أن تقضي على هذا البلد وعلى عاداته
وتقاليده.
4- المطالبة بإطلاق سراح فوج حماية الوزير فوراً وتحميل حكومة المالكي
المسؤولية كاملة عن سلامتهم .
وذكّرت الشعارات المرفوعة أهالي الفلوجة بتاريخهم
الجهادي البطولي وطالبتهم بإعادة هذه البطولات ولكن ضد الحكومة الشيعية الظالمة
هذه المرة .
-
عشائر الأنبار وفي موقف مشرف يغلقون الطريق
الدولي الواصل بين بغداد وسوريا والأردن من جهة أخرى شمالي الرمادي ويصلون صلاة
الجمعة في الطريق الرئيسي :
صورة لصلاة الجمعة في الطريق الدولي اليوم :
صورة الخبر من قناة بغداد الفضائية ( ما يظهر في الصورة
أثناء الخبر هو تجمع مجلس عشائر الفلوجة والمهرجان الخطابي فيها ):
وقد استمر الإغلاق حتى الساعة الرابعة عصراً لتنتقل ساحة
التجمع قرب مسجد الهدى القريب وليتم بحث الموقف الذي سيتخذ هناك وقد نقلت قناة
الأنبار الفضائية هذا الإغلاق الاحتجاجي بثاً حياً ومباشراً، وقد أمهلت هذه العشائر
الحكومة الشيعية 24 ساعة لـ :
1- إطلاق سراح المخطوفين من فوج حماية الوزير فوراً.
2- إطلاق سراح جميع (هكذا قالوا ) الحرائر السنيات في سجون المالكي.
3- إطلاق سراح جميع المعتقلين السنة في سجون المالكي.
وقد هدد الشيخ المتحدث باسم الجموع الحكومة
باللجوء لخيارات لا يحمد عقباها في حال عدم إطلاق سراحهم وأن كل الخيارات مطروحة
بلا استثناء، مؤكداًَ أن أهل السنة لم يعودوا يطيقون استهدافهم الواضح على الهوية
وأن السيل قد بلغ الزبى !
ثم تحدث أحد مشايخ عشيرة العيساوي ليؤكد
مطالب الشيخ ويعلنها وبكل صراحة أن الجماهير الغاضبة من أهالي المحافظة يرفضون
إمهال الحكومة وأن جماهير الرمادي قد أمهلت الحكومة ونحن نحاول إقناع جماهيرنا
بذلك !
-
القائمة العراقية عقدت بعد عصر الجمعة
اجتماعاً في منزل العيساوي لمناقشة التطورات الحالية واتخاذ القرارات المناسبة .
وبعد عرضي لكل هذه المواقف وردات الفعل
الصادرة إزاء ما حدث، أريد أن أقف وقفات استثمر فيها الحديث وأنبه إخواني على
التركيز عليها في هذه الأزمة :
1- وزير المالية العيساوي استهدف بسبب سنيته ولا ينبغي للسنة أن يتخلوا عنه
ويسلموه للشيعة، لأن سنيته سبب استهدافه والسنة هم من يحاسبه فقط !
2- إن وقوفنا بصفه لا يعني تأييدنا المطلق له، بل لأننا على يقين تام أن في
استهدافه استهداف واضح لأهل السنة كما هو حال من سبقه.
3- ينبغي علينا استثمار الحدث أكثر من التركيز على نقل الأخبار المتعلقة فيه؛
ولذلك أنصح جميع أخوتي الأفاضل من العاملين في المجال الإعلامي بالتركيز على قضية
استحالة التعايش مع الشيعة وأنهم يستهدفون كل سني مهما كان توجهه وتقديم خيار
الفيدرالية كخيار ناجح لإقناع الناس فيه ولإدراجه ضمن مطالب أهل السنة في هذه
المحافظات، فالفرصة الآن لتبنيها كخيار للجماهير مواتية أكثر من أي وقت مضى.
4- تذكير أهل السنة في المحافظات ببطولاتهم وصولاتهم ضد المحتل الأمريكي
ودعوتهم لتبني هذا الخيار مع العدو الشيعي أيضاً، لأن الاستغناء عن الخيار العسكري
( المواجهة المسلحة ) في أي جهد سيجعل من الفشل مصيراً له !
5- التركيز على مظلومية أهل السنة في ظل الحكومة الشيعية ونقل الجرائم الشيعية
بحق أهل السنة ودعوتهم للتحرك لإيقافها.
6- الشماتة بما حصل للعيساوي من قبل بعض أهل السنة لا تصح في هكذا موقف، لأن
في استهدافه استهداف لمكونه ولأن الأمر لن يتوقف عنده بل سيشمل جميع ممثلي أهل
السنة في الحكومة، فهل رأيتم من يشمت بنفسه؟
اللهم أحفظ أهل السنة واجمع كلمتهم على كتابك
وسنة نبيك – صلى الله عليه وسلم – وأنصرهم على أعداء الدين .. والحمد لله رب
العالمين
نذير العراقي
الجمعة 21/12/2012 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق