خاص / مدونة سنة العراق
تتوالى الانتهاكات بحق السجناء في العراق من أهل السنة بشتى أنواع التعذيب الوحشي الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ على مر العصور الدموية، لا في زمن هولاكو ولا في زمن النازية ، ورغم أن معظم السجناء ــ وعددهم يقترب من المليون سجين ــ قد تم إلقاء القبض عليهم بتهم من قبل (مخبر سري) أعتبرت أقواله بمثابة (شهادة ) رغم تنافيها مع القانون ! ، إلا أن الحكومة الصفوية في العراق اعترفت بأنها كيدية في غالبها ، ولكنها عجزت عن وقف التعامل بتهم المخبر السري ! . مما لا شك فيه أن القوات الأمنية ما زالت رغم التضاهرات والاعتصامات ــ منذ 3 أشهر وإلى هذا التاريخ ــ تشن هجمات ومداهمات عشوائية متزايدة وبدون أوامر إلقاء قبض متجاهلة تصريحات بإيقافها أيضاً .
لا عجب أن تبقى الحرائر في السجون الظالمة رغم الاعتصامات ، والتي خرقت حكومة المالكي ومن قبله كل بنود حقوق الإنسان في التعامل مع السجناء بوصفه مؤسسة عدلية إصلاحية ، إلا أن العدل في العراق أصبح منذ عشر سنوات مغتصب ، وأصبح الميزان بكفة واحدة تكال به حقوق الموالين للحكومة وسيدتها إيران في كل قضية ، وما حادثة إفلات القاضي (مدحت المحمود) من العقاب رغم صدور التهم بحقه من قبل هيئة المسائلة والعدالة وهيئة النزاهة، وهذا ما يوافق وصفنا لقتلة أهل السنة بأن لهم حصانة في عراق ما بعد الغزو الغاشم * .
نتسائل هنا في العراق الذي وقع على اتفاقية أمنية مع القوات الأمريكية لغرض حماية العراق من أي اعتداء خارجي أو داخلي ، ألا يعتبر أمن الشعب العراقي من ضمن أمن العراق ؟ ، ومع علمنا ممثلها مارتن كوبلر ومن سبقه ينفذون أجندة معادية وجل تصريحاتهم هشة بحجم هشاشة معيارهم عند الإدارة الأمريكية ، حيث أنهم من الأقل أهمية كونهم معرضين للتصفية كأي كبش فداء ممكن استبداله ، فأن أمريكا تجند رعاياها لحماية أمن إسرائيل رغم وقوعها في مستنقع الهيمنة الإيرانية والمقاومة العراقية ، فهي تجني فائدة من حملات الإبادة بحق أهل السنة ، والذي قاومها ودحرها في أكبر خسارة لها منذ نشأتها، حيث حطمت فصائل المقاومة الهالة المزيفة التي تبجحت بها كونها (أعظم قوة في العالم ) ، ومع علمنا بكل هذا فعليها أن تحمي صورتها كحامية لحقوق الإنسان ومهيمنة على الهيئات الدولية ، فلم تتقدم بأي إجراء لوقف الاعتداءات في السجون العراقية، والتي تدار من قبل الأجهزة الأمنية وغالب أفرادهم شيعة . لم يعد الأمر خافياً أنهم يطبقون أوامرثأرية بحسب عقائدهم الدينية أثناء المداهمات الطائفية ، وما عبارات السب والانتقام الأعمى والتعذيب الوحشي الموثق بمئات الوثائق بالصوت والصورة إلا دليل لا يمكن تجاهله. إن ما يجري في السجون من طرق للتعذيب لا يمكن إحصائه لابتكار وسائل جديدة ، إنما يثير السخط والغليان الذي لا يمكن التحكم به ، حيث وصلت أقل الإجراءات تعذيب مؤخراً هو وضع أجهزة الكترونية في عنابر أهل السنة لغرض تشويش اتصالات السجناء عبر الموبايل بالقنوات والمسئولين ،فقد سببت أعراض كثيرة بحسب ما نُشر في مواقع الاتصال الألكترونية بأنها أدت الي أصابه معظمهم بحالات إغماء وارتفاع ضغط الدم والصداع والدوار وفقدان التركيز.
لا نتسائل هنا عن غياب العرب في بحث هذه الجرائم في المحافل الدولية ، ولا نتسائل عن إجراءات المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان وعلمهم بالسجون السرية والعلنية ، وعن غياب منظمة العدل الدولية ومحكمتها المعصوبة الأعين إلا من تقارير توضع في الأرشيف، إنما نتسائل هنا عن غياب الأخوة الأكراد عن التقدم بإجراء عاجل في حراسة السجون من هؤلاء المجرمين .
أين الساسة الكرد مما يجري في سجون المالكي ؟ هل اصبح التغيير الديمقراطية حجة للاستحواذ على مكاسب قومية مقابل مصير أهل العراق حاضره ومستقبله ؟ وهل للأكراد مستقبل إن تم القضلء على السنة العرب ؟.
نطالب الأخوة الأكراد للضغط على الحكومة بصورة ملحة للتواجد العاجل في السجون، كما كان لهم حضور مشابه في عام 2007 في مناطق أهل السنة في بغداد ، مما أعان على وقف هجمات المليشيات الشيعية المأتمرة بأوامر مراجعهم وسادتهم في إيران .
إن ما يُنشر من صور مريعة عن أجساد مهشمة ومحروقة للضحايا تعبر في الحقيقة عن صورة الجاني الذي يلبس البزة الحكومية لا صورة المقتول سواء أكان بريئاً أم لا ، فهؤلاء الضحايا التي لا تكاد تُعرف هويتهم هي (مرآة) لمن يعذب لا لمن يتعذب على أيديهم ، فكم مهشم يسير متبجحاً ، وكم محترقاً يظن أنه في أحلى هيئة . لقد أصبحت الأجهزة الأمنية أجهزة للقتل عندما خرجت هذه الكائنات عن مواصفات الآدمية إلى كائنات أخرى أشبه بالأموات الأحياء في عطشهم للدماء كما في الأفلام السينمائية. لو تفكر أي فرد منهم أن ما يدفعه لهذه الممارسات الحاقدة العنيفة ما هو إلا حقد دفين ليس له مبرر شرعي ولا تاريخي ، وأنه تغلغل في النفس وطبع على القلب حتى أخرجه عن إنسانيته عوضاً عن الإسلام بعدله وأخلاقياته، وشوه فيه كل شيء فكره وقلبه وطبيعته الجسدية تجعله موروث إلى أجياله القادمة . إن هذه العقيدة بحد ذاتها هي التي تؤهله لأن يكون مجرم محترف من (المرتزقة) تتكالب عليه المنظمات السرية الدولية للاستفادة من مهاراته وخبرته الدموية .
تعساً لها من عقيدة ومن مهنة ، وتعساً لهم فقد أعجزوا الله سبحانه لغياب خشيته، وحسبنا الله ونعم الوكيل والعاقبة للمؤمنين المتقين.
ـــــــــ
*يرجى الاطلاع على مقالة : حصانة قتلة أهل السنة في العراق (مدحت المحمود ) مثال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق