خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم /آملة البغدادية
في
التاسع والعشرين من شهر كانون الأول للعام الماضي بدأت نيران الأسلحة الثقيلة على
الأنبار مستهدفة الأهالي، ولعلنا لا نحتاج إلى تفصيل أسباب الهجوم وحيثياته ، إلا
أننا نحتاج بلا أدنى شك إلى توضيح هوية المعارك التي تجري هناك ، والتي أخذت في
اتساع رقعتها إلى محافظات أخرى من نينوى وصولا" إلى بابل .
تبدأ
الحروب عادة" بإعلانها عبر حاكم الدولة من المقر الممثل للحكم، ولقد أعلنها
المالكي مدوية ووصفها بالحرب المقدسة بين الإيمان والكفر" معسكر الحسين مقابل
معسكر يزيد " ، وقد أعلنها من محافظة كربلاء ، بمعنى أن العراق بلد تحكمه
الشيعة بنهج صفوي، وهؤلاء لا يعترفون ببغداد مركزا" لدولتهم، بل هي كربلاء . من
الجدير بالذكر أن المالكي الذي وٌصف بالفاشل من قبل الساسة والإعلام هو ليس كذلك، إنما
هو الناجح بأمتياز لا يقارن بما فلح به علاوي العلماني ولا الجعفري الصفوي في
تنفيذ الأجندة الإيرانية، رغم ما كان في عهديهما من حربي الفلوجة وهجوم المليشيات وتفريغ
بغداد من أهلها، ولهذا يلاقى التأييد المطلق من قبل إيران والصامت من قبل البيت
الأسود . لم ينعقد أي مجلس حكومي في العراق خاصة عاجل أو غير عاجل يرفض الانصياع لهذه
السياسة التي رسمت ببحر من الدم كما صرخ المالكي، ولم يستدع للاستجواب من قبل
البرلمان بتهمة إشعال الحرب الطائفية والتستر على القادة، كما لم تتم إجراءات
تنحيته لارتكابه جرائم حرب ضد أهل السنة بعد المجازر المروعة ضد المدنيين في
الفلوجة والرمادي على مدى شهرين تقريبا" .
أذن إنها حرب سنية شيعية بموافقة
الأحزاب الحاكمة من ضمنها الأحزاب الكردية التي تدعي الاعتدال والتي لها القوة .
كما إن هذا الإعلان الصريح من قبل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة يعني
استنفار الموارد المادية والبشرية ، وتهيئة المؤسسات كافة لدعم المعارك ، ولقد تم
بشكل واسع تعدى المنظومة العسكرية الحكومية إلى تعبئة جماهيرية بدءا" من
مراكز التطوع مقابل مبالغ مالية إلى التطوع الدائم عبر المليشيات المنتظمة في
مراكز إدارة معلومة في العاصمة بغداد والمحافظات، وربما نحتاج أن ننشط الذاكرة إلى
الإقبال الكبير في مركز التطوع الذي أقيم في مطار المثنى، إضافة إلى مراكز مليشيات
"عصائب أهل الحق" الدائمية على سبيل المثال لا الحصر ، وهم بالآلاف ،
ناهيك عن احتساب أهالي المتطوعين تأييدا" لهم رغم نداءات الثوار لسحب أولادهم
، مما يرفع العدد إلى الملايين . إذن الشعب مقسم أصلا" طائفياً ، ومتعارض
كلياً من حيث العقيدة الدافعة إلى هذه الحروب التي ترفع برايات الثأر لآل البيت من
النواصب أحفاد بني أمية كما يطلق علينا الشيعة، والتسجيلات من قبل منتسبي القوات
الامنية موثقة بالصوت والصورة قبل الهجمات على الأنبار بسنوات .
أما في الأونة
الأخيرة فقد وصلت بيانات وزارة الدفاع إلى توزيع المكافئات للشيعة البالغة 30
مليون دينار لمن يقتل أو يعتقل سنيا" بحجة داعش والقاعدة، هذا وفق وجهة نظر
القاتل وتقديره في الإدانة والتنفيذ المباشر متخطية إجراءات المخبر السري المطولة
! . أي أصبح العراق بلد اللاقانون تسرح فيه العصابات والمليشيات ، تماما كما كانت
مليشيات "كوكلاكس كلان" في أمريكا أبان الحرب الأهلية يقودها كبار
الدولة والقضاة . هذا ما صدرته لنا امريكا وتلقفتها إيران بحرفية إرهابية فاقت
أسيادها.
أما الأمر الثابت في اشتراك إيران في الحرب فله ألف دليل منذ بدء الغزو
المشئووم على العراق عام 2003 ، وبخيانة من قبل الشيعة ثم القيادة الشكلية عن
القائد الحقيقي السفير الإيراني ، فقد كانت هذه الجارة السوء معادية للعراق والعرب
كافة على مر العصور، فهي تسعى لتخريبه كلياً حتى وإن ضحت بالشيعة أنفسهم كوقود
وأدوات تنفيذ تقودهم مراجعهم وأحزابهم، ليكون العراق قاعدة انطلاق إلى الكعبة
المشرفة وفق خرافة معدومهم الغائب ودولته المجوسية. من أدمغ الأمثلة هو اعتراف
أمريكا مؤخرا" بضلوع إيران في تفجير المرقدين في سامراء في 22\2 عام 2006 بأدلة
لا تقبل الشك، وهذا ما بدأ حملات الإبادة الجماعية لأهل السنة إلى يومنا هذا، مع
تهديم الجوامع مصحوبة بتصريحات مباركة في الساعات الأولى من قبل قادة الأحزاب
الشيعية الحكيم والجعفري والصدر وغيرهم – ولا نشك بعلمهم المسبق - بحجة رد الفعل
العفوي للشيعة ومحبة آل البيت، ويتصدرهم كبيرهم الفارسي السيستاني في بيانه المتهم
بلفظة التكفيريين ، ومن المؤلم أن تتوجه له الوفود الدولية كمرجع ديني يمثل الشعب
العراقي بدل أن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى وجرائم الإبادة . قاتل الله أئمة الكفر
.
إلى
منتسبي القوات الأمنية المسلحة وغير المسلحة من أهل السنة حصراً :
العراق واقع تحت
استعمار وحكومة بالنيابة ، والجيش تم إعادة تشكيله للضرورة بجيش شيعي مهزوز يرقص
منتشياٌ بفعل المخدرات على أهازيج خائبة، والغاية عدم قدرة العراق على الدفاع عن نفسه
فضلاً عن تأمين إسرائيل ، وإن تغابيتم لا جاهل لهذه الحقيقة .*
نتساؤل لمن
ولاءكم ؟ وما هو واجبكم ؟ حماية السلطة المحتلة أم حماية العراق وشعبه ؟ .
العراق
واقع تحت حكم إيراني محارب بكل ثقله، فهل وصلتكم أخبار اشتراك الحرس الثوري
الإيراني في المعارك ؟
أم عُميت أعينكم وغاب وعيكم وأصبحتم منومين ؟ .
لقد أصبح
الأمر قتل الأهالي العزل أطفالاً ونساءاً وشيوخاً، لا قتال القاعدة وداعش كما تدعي
الحكومة. مع أن القاعدة وداعش وجميع الفصائل والأهالي لهم الحق في الدفاع عن النفس
شرعاً وعرفاً وفق حدود الله لا يختلف فيه إلا طاغ .
إن الجيش الذي يقف صامتاُ أمام
جرائم قادته ومواجهة الانتفاضات التي تطالب بالحقوق بالعنف هو جيشٌ مستعبد ، اما
من يشارك في القمع فيفقد صفة الأمن ومشترك في الجرائم ، ولهذا أنتم قوات احتلال
شئتم أن أبيتم . لا عذر لكم بعد اليوم وبني ملتكم يٌقتلون بلا جريرة . المؤسف
عندما نسأل أحدهم لماذا تشترك في هذه القوات سرعان ما يأتي الجواب " لأجل العيشة
" . من المؤلم أن نجد تبرير الشيعة أكثر قبولاً، فأسبابهم العقيدة ، أما
السنة فالوصف ينطبق عليهم بما يعفه القلم عن الكتابة. بئس الكسب وبئس الزاد إن غمس
في دماء الأبرياء ، وبئست هذه الرتب على الأكتاف التي أحالتكم إلى مرتزقة بيد
إيران ، وبئس قائدكم الذي داس على أسم الله وكلمة التوحيد ولا يزال حياً. فإلى متى
أنتم صامتون ؟ . يا أهل السنة ما بنتيتم من ريع تفرحون به فوالله لن تهنئوا به
فإيران الشر تترقب الساعة التي تهدم بنيانكم، وما كنزتم فستنفقونها على جرحاكم ، فمتى
تنسحبون أو تعيدون شرفكم بانقلاب قبل موتة السوء ؟ .
الثبات
والنصر لثوار السنة الأحرار، والرحمة لشهداءنا الأبرار ، والخزي والعار لموالي
إيران والله المستعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق