خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم / آملة البغدادية
بأسى متجدد أصدرت الجامعة العربية بيانها الختامي الخاص بالقمة العربية (27) في نواكشوط عاصمة موريتانيا، ولم تخب أملنا في الجهود المبذولة في خذلان الأمة، فقد كان كالسابق استخفاف الميلمين بخطوات الحل لقضية فلسطين، والمضحك أن القمة هذه المرة حددت عام 2017 بأنه العام العالمي لانتهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، كما تضمن أحلام وقف تهويد القدس وبالمقابل إنجاح عملية السلام ! توليفة لا يجيدها غير تجار القضايا العربية المدعومة بالإعلام المسيس .
هنا لا أملك غير الخشية من أن يكون هذا البيان لفتات لما وراء الستار في أروقة البيت الأسود حيث المداولات بمبادلة رخيصة لجزء من أراضي سيناء مقابل وعود وأراضي في القدس بشكل مؤقت، هذا هو العقل الحكيم لأبطال مكافحة الإرهاب، فلا يوجد أي ذاكرة لنكث الوعود اليهودية والصهيونية على سواء .
لقد كان البند الأول للبيان الختامي هو حول مكافحة الإرهاب، أما فيما يخص العراق وما يجري لسنة العراق لثلاثة عشر عاماً من مسلسل إبادة جماعية وتغيير ديمغرافي من قبل دولة المليشيات بهدف تشييع العراق ككل فهذه عند الجامعة العربية وكل الحكام العرب مجرد خرافة ومبالغة ! ، والأمر مماثل لسنة سوريا الشقيقة حيث استمرت الجامعة في غيبوبتها عندما ثبتت في بيانها انسحاب كامل لقوات الاحتلال الاسرائلي من الجولان، بينما المواطن العربي والمسلم غير العربي يعلم جيداً أن كل ما يجري في سوريا هو لصالح الوجود الاسرائيلي .
لقد أصدرت القمة البند البند الثالث الذي تضمن دعم حكومة العراق ( الشيعية) ووحدة وسلامة أراضيه بحجة جهود دولة المليشيات في مكافحة الإرهاب، بينما تهدد مليشيات الدولة ومنها حزب الله العراقي دول الخليج خاصة السعودية، وبمباركة ودعم الحكومة ! جنون أم مصالح العروش والكروش ؟
في تزامن مؤلم يتم اقتحام مليشيا حزب الله لسجن خاص بآلاف المعتقلين السنة في جرف الصخر في محافظة بابل، والحادثة جرت في تكتم إعلامي رهيب حيث تم سكب اليانزين في السجن الذي هو عبارة عن مدرسة تدعى ( السعيدات) وإضرام النار، والخبر منشور في موقع ( زاد الأردن) بالصور عن الشيخ فاروق الظفيري عبر تويتر، والذي كان المتحدث الرسمي للحراك السني الشعبي في العراق قبل انتهاكات حكومة نوري المالكي . هذا الحدث العادي جداً عند الحكومة الشيعية بات خبر مألوف معاد تعودت عليه الإسماع كالنشرة الجوية المملة كما يبدو ، فلا تحرك ضمير الحكام العرب ، ولا ارتعشت قمتهم العربية من هول الوقوف أمام الله تعالى يوم الحساب .
إن الآلاف من سنة العراق في السجون يأسوا من نخوة أشقاءهم وفرية الجسد الواحد، فعندما تحدث هذه الجرائم تحت خيمة الجامعة العربية التي تستقبل مندوب العراق الصفوي دون أدنة اعتراض، فكيف يهمها مصير السجناء حتى لو كانوا أبرياء ؟ وكيف لها أن تتدخل وتعترض على العبادي الذي أصدر توجيهات بتسريع إجراءات الإعدام في حكومة قضاءءها غير نزيه باعتراف ساستها وبعلم العالم أجمع ؟
هل يصدق أحد أن ليس في العراق أي إحصائية لعدد السجناء السنة خاصةً؟ وليس هناك أي منظمة تعنى بالتقصي عن أحوالهم والاتصال بعوائلهم ؟ هذا عدا افتقار السجون لشروط الإنسانية .
إن جرف الصخر التي تعرضت لحملات متتالية لتفريغ أهلها السنة قد تم سلخها من الحزام السني، وقد تعاهدت الحكومات الشيعية المتعاقبة على المضي في هذا النهج الطائفي، حيث نشرت قبل أيام حملة طرد النازحين في بابل بعد جملة من قوانين تمنع التملك واستئجار الأراضي خشية التمكين السني في المنطقة* ، فما الحل يا جماعة الشعب الواحد والأخوة السنية الشيعية والعراق الجامع وباقي الترهات الخداعة .
نسأل الله الغوث للأسرى السنة ، ومن تم نقلهم من المصابين إلى مطار بغداد حيث المعتقل الكبير الذي يديره سفاحو حزب الدعوة الإجرامي بغية عدم نقل الجريمة للصحافة، وكأن هناك فرق !
حسبنا الله على مليشيات التشيع الكفري، وحسبنا الله على من رضي بدماءنا ثمن منصبه ومصالح سيده . والله المنتقم
حملة طرد النازحين من كربلاء وبابل مصداق العراق الواحد والأخوة السنية الشيعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق