لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الخميس، 7 يناير 2016

مهلاً عزيزي اللاطائفي


 بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد



بقلم / أمين بن بخيت الزهراني

نحتفل بنجاة موسى عليه السلام
وننتظر بشوقٍ نزول عيسى عليه السلام
ونترضى على الحسين،،
وفي المقابل يعلن أتباعهم العداء لنا ولنبينا صلى الله عليه وسلم ولصحابته ولباقي رموزنا!
فمن هم أهل التسامح والتعايش؟
عقيدة التظلم تعتبر من أبرز أدبيات التراث الصفوي!
يشابهون في ذلك العقلية اليهودية التي لا تزال إلى ألآن تتظلم من محرقة الهولوكست،
كما أن الحزن يعد من أهم معالم الحالتين اليهودية والصفوية!
فتجد المآتم عند الصفويين!
وتجد حائط المبكى عند اليهود!
وعلماء كلا الطائفتين يلبسون السواد!
والعقيدة الشيعية –مثلها مثل العقيدة اليهودية- مليئة بشعائر اللطم والمآتم التي تكرس في أصحابها الحزن والكراهية والحقد والمظلومية، منتظرين الخلاص من مهدي الزمان،،
وتجد في مناسباتهم شحن عاطفي مكثف ومتوالي بطريقة مقننة بحيث يفقد معها العقل الشيعي أي قدرة أو فرصة للتفكير والإدراك،،
فالوعي الشيعي يعاني من تغييب دائم تحت أثر تخدير موّالات الحزن ومناحات البكاء،،
ولعل هذا ما يفسر سبب كثرة الخرافات التي يؤمنون بها والممارسات الشاذة التي تخرج منهم،، والتي يستنكف كل صاحب فطرة سليمة وعقل صحيح أن يمارسها أو يتحدث بها،،
من المهم أن نعترف أن عقيدة الصفويين قائمة على الثأر من أهل السنة رافعين أعلام (يا لثارات الحسين)
أما عقيدة أهل السنة فهي قائمة على هداية البشرية ونشر التوحيد رافعين أعلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله)!
لذلك: فالعزف على وتر التحذير من الطائفية في أوساط سنة العراق وسوريا واليمن في هذا الوقت وكأن السني هو من ابتدأ الحرب! يعد مغالطة وتضليل وتخدير للأمة!
بمعنى؛ أن أهل السنة ليس لديهم مشكلة مع الشيعة ابتداءً!
المشكلة أن الروافض هم من أعلنوا حرب الثأر والإنتقام من أهل السنة منذ ١٤٠٠عام! ولا يزالون!
والحق أن سنة العراق وسوريا يقاتلون الصفوي ليس لمجرد أنه(شيعي) ولكن دفاعاً عن النفس من صاحب عقيدة مبنية على روح الانتقام من(السني) لمجرد أنه سني!.
وفرق بين من رسالته في الحياة هداية الآخر! وآخر رسالته في الحياة الإنتقام من الآخر..
وبما أن الصفوي يقاتلك باسم الدين بسبب طائفتك وعقيدتك!
فلا يمكن مقاومته إلا بإعلان دفاعك عن عقيدتك وطائفتك!
إذاً، هي حرب طائفية هم فرضوها.
الصفويون اخترقوا أمتنا عبر نافذة (الليبرالية والحقوق)!
وأخرجوا الناصحين عبر بوابة (تهم التشدد والإرهاب)!
ودجنوا المخدوعين بأفيون (محاربة الطائفية).
الصفويون يستخدمون الحقوق كشعار فقط،
كما حصل في اليمن! زعموا أن هدفهم المطالبة بحقوقهم!
فلما تمكنوا سلبوا حقوق الآخرين واحتلوا البلد!.
معظم أهل السنة ينبذون متطرفي السنة والشيعة!
بينما معظم الشيعة ينبذون متطرفي السنة ولا ينبذون متطرفي الشيعة!
بل ينبذون الشيعي الذي ينبذ متطرفي الشيعة! كوثر الأربش مثالاُ!.
الفرق بين إرهاب داعش وإرهاب الميشليات الشيعية:
أن الأول منبوذ ويرفضه عموم السنة والشيعة وتقاومه الحكومات والأفراد وتدينه الأمم المتحده! بل يقاومه حتى الثوار السوريين السن!
أما الثاني فتباركه حكومات ويؤيده عموم الشيعة وتسكت عنه الأمم المتحدة!
فهل استوعبت الحقيقة عزيزي اللاطائفي؟
البعض:
يلمز طائفته كي لا يُتهم بالطائفية!
ويلمز وطنه كي لايتهم بالعنصرية!
ويلمز دينه كي لا يتهم بالأصولية!
ويلمز تاريخه كي لا يتهم بالرجعية!
مهلا ياهذا!
هذا ليس حياداً بل فقداناً للإنتماء وضياعاً للهوية!
عزيزي اللاطائفي:
بغضي لعدوي لا يعد ظلماً له!
وعدلي معه لايستلزم محبتي له! ولكن لا يقتضي السذاجة!
كما أن فضح حقيقة بغضه لي لا يعد تحريضا!
عزيزي اللاطائفي:
عندما يقع خطأ من منتسب للأمة فتمارس تعميم الشتم لعلمائها!
وفي المقابل تعتذر لأخطاء غيرهم وتطالب بعدم تعميمها!
فلا تنتظر مني بعدها الثقة في صدقك!
عزيزي اللاطائفي:
لن أضيع وقتي وجهدي كي أستخلص منك تعريفاً لمعنى الطائفية والتحريض،،
لأني أجزم أنك لا تملك تعريفاً دقيقاً لها!
لكن إن كنت تعني بالطائفية أن لا أظهر شعيرتي! فأنا أعترف بأني طائفي،
وإن كنت تعني بالطائفية أن أتوقف عن نشر هداية الله بين البشرية! فأنا طائفي،
وإن كنت تَعدّ بغضي لمن يصرح ببغضه لي، تحريضاً! فأنا تحريضي،
وإن كنت تريدني أن أتوقف عن (التحذير ممن يترصد بي للثأر مني)! وتعتبر ذلك تحريضاً! فأنا تحريضي.
من أحمق الدعوات هي تلك التي انطلقت بعد أحداث تفجيرات الخوارج في إحدى حسينيات القطيف،
فدعى بعض "اللاطائفيين" إلى توحيد الصلوات بين الشيعة والسنة،،
تلك الدعوات برغم إشكالياتها العقدية،،
إلا أن أثرها سيكون سلبياً عكس ما يهدف إليه "اللاطائفيون"
إذ أنه يبث رسالة مؤداها أنه لا يمكن أن نعيش بأمان إلا بأن يتنازل كل طرف عن مبادئه!
وهذا ما لم ولن يكن.
أي عقلية انهزامية هذه أنتجت مثل هذا العته الفكري،،
والذي يخالف كل القوانين الأرضية والعقلية والفطرية!
ألا نستطيع أن نتعايش بأمان دون العبث بعقائدنا!
وتصل الإنهزامية إلى درجة نعتبر أنفسنا طائفة مقابل طائفة!
برغم أن الشيعة لا يشكلون 8 % من حجم أهل السنة، فكيف نحجّم من أنفسنا ونعتبر أنفسنا طائفة؟
والحق أننا أمة انشقت عنها طائفة.
إذاً، مسمى الطائفية فيه تجنٍّ ومغالطة للواقع.
وتفوح رائحة الإنهزامية من أولئك اللاطائفيين!
عندما تراهم يسارعون في أقامة مهرجانات الإنكار لتفجيرات الغلاة ضد حسينيات الشيعة
ويتبعها تهم التشكيك بالمناهج والمعلمين وخطباء الجمعة! واتهامهم بتكريس الكراهية والطائفية والتحريض!
بأسلوب انهزامي يتضمن الإعتذار للشيعة وكأنهم يعتبرون أنفسهم مدانين!
وفي المقابل لا نجد نفس حجم الإنكار من الطرف الشيعي لجرائم متطرفيهم ضد رجال الأمن السنة,,
لقد قتل الدواعش من أهل السنة مثل ما قتلوا من الشيعة،،
إذاً، الغلاة يكفرون الجميع، ولا يفرقون بين سني أو شيعي!
وما يفعلونه من إجرام ليس لأسباب طائفية كما يزعم "اللاطائفيين"
فلماذا يتصدى مثقفي أهل السنة إلى الإنكار بطريقة ممجوجة مفادها دفع التهمة عن أنفسهم!
يكفي تخديراً للأمة وتدجيناً لها وتشكيكاً فيها بتهم الفتنة والطائفية والتحريض والإرهاب!
نحن لسنا طائفيين ولا إرهابيين لكننا لسنا سذّجاً!
لقد أعطى الإسلام العهد ليهود المدينة، وأعطى الأمان لنصارى القدس، واستوصى خيراً بأقباط مصر. وفي المقابل أقيمت محاكم التفتيش وحولت المساجد إلى اسطبلات للخيول في الأندلس! واستبيح المسجد الأقصى.
تاريخنا مليئ بالتعايش مع اليهود والنصارى فلن يصعب علينا التعايش مع أهل ملتنا،،
بل إن التسامح الساذج من بعض المسلمين في فترة من الزمن ساهم في تفشي السرطان اليهودي في جسد الأمة.
واليوم، نحن حين نقاتل الصهاينة في فلسطين، ليس لأنهم يهود، ولكن لأنهم محتلين معتدين.
وحين نواجه الصفويين في اليمن وسوريا، ليس لأنهم شيعة، ولكن لأنهم معتدين.
وحين أخرج الأفغان الروس من أفغانستان، ليس لأنهم ملحدين، ولكن لأنهم معتدين.
فإن كانت الحكمة والإنسانية والتعايش والليبرالية والحضارة تعني أن أسلم رقبتي وأرضي وعرضي للأعداء دون مقاومة! ودون أن أبذل قطرة دم! فبئس الحكمة وبئست الحضارة تلك.
اللهم ارزقنا العدل والصدق والقوة والعزة،،
يا رب زينا بالعلم والحلم والفهم والحكمة.

******

( الصورة مضافة من ملفات آملة البغدادية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق