لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الأربعاء، 20 مايو 2015

مسلمو الروهنجيا وجرائم الاضطهاد الديني والحلول الجذرية





خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم/آملة البغدادية



نتحدث عن مسلمي #الروهنجيا تلك المأساة الممنوعة من التداول منذ عقود بتكتم إعلامي كبير منذ منتصف القرن الماضي أصبحت اليوم تتربع في أعلى إحصائيات جرائم الاضطهاد الديني من قبل الدين البوذي الوثني ، فمنذ خمسون عام وأكثر يتعرض المسلمون في أركان إلى ملاحقات وانتهاكات وحملات إبادة منظمة من قبل الحكومة في مينمار التي يتحكم بها كهنة بوذا الصنم الأسيوي بكل ما تعنيه من الكلمة من إرهاب عندما تقلد العنصري البوذي العسكري الجنرال (نيوين) مقالد الحكم ، وكل هذا أمام العالم ومنظمات حقوق الإنسان التي تغاضت عن وجودهم وليس فقط عن معاناتهم منذ سنوات . الأدهى والذي يدمي القلب أن مأساة مسلمو ماينمار يشهدون عزلة وتكتم شديد حتى قبل 3 أعوم حين بدأت القنوات ومواقع التواصل من نشر فاجعة المسلمين هناك . لقد وصلت جرائم البوذيين إلى حرق المسلمين وهم أحياء في هجمات على قراهم الفقيرة بدافع عقائدي لا غير ، ومع مباركة الحكومة هناك يتزعم ( رجال الدين) ذوي الرداء البرتقالي المجازر بلا رحمة إنسانية وكأنها مخلوقات من أفلام زومبي وآكلي لحوم البشر، بل لا تعني عندهم كلمة إنسانية أي معنى حالهم حال من يدعي الجهاد الأكبر في إيران والعراق من شيعة المجوس . 

لقد وصل الحال بمسلمي الروهنجيا أن يقذفوا بأنفسهم وأطفالهم إلى قوارب لا تكاد تعبر نهر عسى أن يتخلصوا من مذابح حتمية لا ترحم ، وهم يعلمون أن احتماليات النجاة لا تعد أكثر من 25 % ، ومع هذا حسموا أمرهم متوكلين على الله تعالى ليهربوا بحياتهم ودينهم إلى أرض يجدون فيها حرية العيش ، وإذا بهم يقابلون بطش مهربيهم في القوارب وكأن الموت يلاحقهم بأبشع الصور . لقد نشرت المواقع المختصة بالروهنجا ( وكالة أنباء أراكان) مأساة المهاجرين في قوارب الجحيم مع شهادات من الناجين ، حيث ( شهدت سواحل أندونيسيا وماليزيا خلال الأيام الماضية جنوح قوارب تحمل نحو 1500 مهاجر غير شرعي من مسلمي أقلية "الروهنجيا" ومهاجرين غير شرعيين من "بنجلاديش"، وقال "رازو"، أحد المهاجرين الذين كانوا على متن القوارب أنه خرج مع مجموعة من المهاجرين من ميانمار في قاربين ، إلا أن الكثير من المهاجرين لقوا حتفهم في الطريق ، ووصل قارب واحد فقط من أصل ثلاثة قوارب ، وقال "رازو" إن أصحاب القوارب كانوا يمنعون المهاجرين من الحديث أو تناول الطعام والشراب ، وكانوا يضربون من يعارضهم ، أو يقتلونهم ويرمون جثثهم في البحر.) أهــ . 



(وقفوهم انهم مسؤولون مالكم لا تناصرون) 

إن ما يجري من مآسي فاق الخيال بلا حلول جذرية تذكر وسط تخاذل الدول الإسلامية من استقبالهم خاصة دول شرق آسيا كلاجئين وهم ماليزيا واندونيسيا، عدا البلد النصراني (الفلبين) ويا للعجب ، فقد أدخلتهم كلاجئين منذ أيام ثم تبعته ماليزيا وسط سخط ولوم على الدول المجاورة لتحمل المسئولية، بينما من المعروف أن أصحاب الديانة البوذية هناك يتمتعون بأعلى الحقوق والرفاهية والاحترام حتى أن طقوسهم الدينية تعلو الطقوس الإسلامية مما لا يخفى ، والفرق أنهم أصحاب أموال وتجارة ! . من المؤسف أن هذا الوضع المأساوي لم يقابله اهتمام دولي بالطبع ، فلو كانوا من النصارى لفتحت لهم أبواب المدن جميعاً ، كما فعلت الدول الغربية مع مسيحيو العراق وسوريا الذين احتضنتهم الفاتيكان ، بل تصدرت قضية نصرتهم أعلى مهام مكافحة الإرهاب مع أنهم لم يلاقوا عشر معشار ما لحق بمسلمي أراكان . إن ما يزيد القلب حسرة والحروف مرارة هو امتناع الدول المسلمة من استقبالهم ، وباتوا قضية (أزمة هجرة) يتقاذفونها بغية إرجاعها إلى ميانمار بكل غرابة ! . لقد أصبح المسلمون كرة تتقاذفها الأمواج في البر والبحر دون أي حلول جذرية من قبل الهيئات الدولية التي تسمى (هيئة الأمم المتحدة) وحتى تلك المسماة ( جامعة الدول العربية) أكبر هيئة للمسلمين في العالم ! . 

. نتساءل بغرابة : هل بات مفهوم (الهولوكوست) حكراً على اليهود ؟ أم أن مسيحيي العرب والإيزيديين هم أولوية بين مضطهدي العالم ولا للمسلمين من مكان ؟ !
أين العالم الإسلامي عن استقبالهم في أي صحراء أو خيم أو جزيرة إن كان وجودهم يشكل (إحراج) على الحكومات؟ أم باتت السياسة تعتلي أولويات الدين والنصرة ؟
ألا توجد جزيرة في عرض البحر شرق الأسيوي تقبلهم كلاجئين والقانون الدولي واضح في هذا الشأن ؟ 
أليست منظمة (مجاهدي خلق) تنعمت في أرض العراق منذ أربع عقود ؟
أليست حكومتهم وأصلهم الفارسي هو أكبر أسباب الخراب في العراق ولا يزالون ؟ 
أليست الجزر الثلاث الإماراتية المحتلة من قبل إيران (طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبي موسى) أولى باحتضانهم من هؤلاء الإرهابيين أعداء الدين ؟ 
بل نتساءل حقيقةً عن استقبال العالم لأعتى مجرمي التشيع ومنحهم الجنسية حتى صاروا قادة احتلال وخراب العباد والبلاد !

إن الواجب الديني والإنساني أن تجتمع دول العالم الإسلامي في المؤتمر المقرر بعد أيام في ماليزيا لتكون الإجراءات الحازمة لحكومة ميانمار بقيام الأقليم الفدرالي لهم بدلاً من محاولة إلقاء المسئولية على الجلادين وإرجاعهم إلى مصير كارثي كما تدل الكثير من التصريحات. لقد بات من الضروري على المؤتمر الشرق أسيوي مواجهة حكومة ميانمار برفض الإصرار الكاذب بأنهم لاجئون في حقيقتهم لا ينتمون إلى ميانمار، وإلا ، التقسيم هو الحل .
لقد بات الأمر لا يقبل التسويف أمام مليون وربع من المسلمين يتعرضون لحملات قمة (جرائم الإبادة المنظمة) بلا عقوبات دولية على حكام ورهبان الشر مع كل أدلة إدانتهم بالصور والوثائق المرئية والمسموعة . 

نحتار في حال المسلمين وحكامنا الكرام ، بل نحتار في الهيئات الإسلامية وعمائمها التي ما فلحت في تحديد هوية المسلمين من المتخفين بالعمائم الفارسية ، ولا أفلحت في إصدار القرارات المعتبرة لنصرة أي مسلم على وجه البسيطة حتى صار المسلمون أمة المليار ونصف أصحاب السيادة الدينية والحضارة والقيم مواطنون من الدرجة الثالثة أو أدنى ، والله المستعان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق