لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الخميس، 30 مايو 2013

إحتضار حزب الله في سوريا وعمليات إنعاشه في العراق


خاص / مشروع عراق الفاروق 
بقلم / آملة البغدادية 

تعتبر سوريا من أهم القضايا التي يواجهها العالم اليوم ، فبعد أن اندلعت ثورة الربيع العربي في سوريا منذ أكثر من عامين والأمور تتجه نحو التعقيد هناك ، فلم يكن النظام السوري النصيري مع كل أذرعه التي تتحكم في قرى سوريا وعلاقاته مع إيران وحزب الله في لبنان ، فقد تبين أن انهياره جاء من قضمات صغيرة قطعت أوصاله حتى باتت ضربات موجهة محكمة لأهم معاقله في المطارات وفي العاصمة دمشق . إن ما يحدث من صولات للجيش الحر أربك النظام وانتقل كحجارة الدومينو التي تختبأ الواحدة خلف الأخرى ، وكأن هدم الأسوار كشف الغرف الداخلية للسياسة الأسدية والمقيمين من خارج سوريا بحماية ومأمن طوال عقود .

مع ازدياد ضراوة المعارك واستخدام الطائرات والدبابات في قصف الأحياء المدنية بشكل يومي مخلفاً قتلى تتراوح معدل الوفيات إلى مائة من العزل ، قد أحدث صدمة عن مدى قابلية الأنظمة الديكتاتورية في التعامل مع شعبها ، فما هو الموقف الدولي منها ؟ . لقد تعاملت أمريكا بشكل متبلد مقصود منذ بداية المجازر في درعا البلد ، وتعاملت روسيا تعامل المراقب للحدث حتى أشهر مضت ، وتعاملت دول اوربا تعامل الصحفي الذي ينقل الأخبار ويدعو للتهدئة بالرغم من استعمال الأسلحة الكيمياوية على الشعب الأعزل .
 أما عن إيران وحزب الله فلم تتوانى في التدخل السريع منذ الأيام الأولى بحجة الدفاع عن (مقام السيدة زينب ) في دمشق قرب المطار الذي يسر الانتقال منها وإليها ، مع أن التكتم على المشاركة في القتال مع النظام السوري لم يكن معلناً بل كان النكران المتواصل على إرسال التعزيزات المسلحة عبر العراق عن طريق الجو والبر . فلم تعدا قادرتين على التكتم عبر كبار الساسة بأن سقوط دمشق يعني سقوط طهران . لقد باتت الحرب في سوريا بالنسبة لإيران وشيعتها في العراق وخاصة لبنان مسألة وجود ، وهذا منطلق من قضية العقيدة الشيعية وعلاقتها بهيمنة إيران الروحية والتشريعية على هذا الكيان . لم تعد إيران قادرة على الوقوف كمتفرجة على ما يجري من احتضار للوجود الشيعي في سوريا وكسر الهلال الشيعي ، مما يعرقل المد التوسعي لولاية الفقيه بعد غزو العراق والسيطرة على الحكم من قبل الاحزاب الشيعية هناك بقادة إيرانين في كل المفاصل الحساسة مما لا يخفى على أحد .
إن معركة القصير معركة فاصلة للأهمية الجغرافية لها ، حيث تقع على الطريق البحري للأمدادات بين سوريا ولبنان ، كما أن القصير ونقلاً من مواقع أخبارية( لطالما اعتُبِرَت مدينة القصير المعقل الأكثر تحصيناً للمعارضة في المنطقة الوسطى. هي من أوائل المدن خروجاً عن سلطة الدولة، رغم بقاء حيّ صغير فيها بيد الأمن السوري، بوجود مركز محصّن للاستخبارات فيه. فهي محاطة بمنطقة زراعية شاسعة، تمتد إلى لبنان (عكار، والهرمل وعرسال)، وإلى تخوم مدينة حمص. ويتصّل ريفها الجنوبي بمنطقة جبلية تشكل امتداداً للريف الشمالي والغربي لدمشق. وكان يُحكى، قبل بدء المعارك، عن وجود أكثر من 6 آلاف مقاتل في المساحة المترامية المحيطة بالقصير، والذين يستفيدون من الطبيعة الزراعية لأماكن انتشارهم.) ، وهذا ما جعل من تصريحات قائد حزب الله ( حسن نصر الله ) الأخيرة بضرورة القتال كجهاد مقدس في سوريا بعد أن أوشك الجيش الحر على الإجهاز على النظام ، وهذا ما جعل تصريح قائد حزب اللات ونصر الشيطان من أن سقوط سوريا سقوط فلسطين ، وهذا لا يعني إلا أمر واحد هو زج لبنان وإسرائيل في النزاع الداخلي ليصبح أقليمياً تُجبر معه الهيئات الدولية من التحرك للحفاظ على نظام الأسد بدل الإسراع في إسقاطه وخروجه من العاصمة كما كان يتم التحضر لها . إن ارتفاع أعداد القتلى في صفوف حزب اللات أحدث هلعاً في صفوف القيادات الشيعية في المنطقة ، حيث أعلن الجيش الحر بأن اكثرمن 750 عنصر من حزب الات تم قتلهم في القصير رغم التكتم الإعلامي عن الأعداد بأحصائية لا تزيد عن 150 . وأن أنباء انشقاق أكثر من 100 عضو من الحزب بقيادة أبن عم الطفيلي القيادي والأمين العام السابق للحزب ، لهو بداية ربما تسرع في القتال بين الشقين . من الجدير بالذكر أن
 القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل قد هددت حزب الله "بنقل المعركة الحاصلة في سوريا إلى قلب الضاحية الجنوبية إذا لم يكف عن دعم النظام السوري القاتل".
 
زيارة المعلم وما يجري في العراق :

من المعلوم أن العراق بقيادته الشيعية ومحاولات إضعاف التواجد السني في الجبهة السورية بزيادة حملات الاعتقال والاغتيال وضراوة التعامل مع المعتصمين في ست محافظات ، كان له الأثر الأكبر في الامداد الواجب عبر الحدود مع سوريا في المحافظتين نينوى والأنبار ، وعلى هذا الأساس فقد أُعلن عن تأجيل الانتخابات فيهما حتى يتم التعطيل لأي قيادة في القرارات والإجراءات الإدارية والحدودية هناك ، فقد أُعلن عن حفر خندق بين الحدود العراقية السورية لمنع التسلل . وفي نفس الإطار تزامن ظهور مليشيات جديدة مثل (جيش المختار) عبر رئيسه واثق البطاط المطلوب قضائياً ، على الرغم من أنه ما زال حراً يصدر بياناته عبر الفضائيات مع نشاط مليشيات عصائب أهل الحق . لقد صحت العاصمة بغداد على انتشار النقاط المسلحة الوهمية في المناطق الرئيسية القريبة من الأحياء السنية بشكل متزايد خلال بضعة أيام ، وقد خلفت عمليات التعرض للمارة وخطف وقتل مريع لأهل السنة بعد التعرف على هوياتهم رغم إنكار قادة القوات المسلحة لوجود مثل تلك الحوادث ! فالاحصائية الرسمية إلى اليوم لا تقل عن 100 من أهل السنة حصراً . هذا التصعيد لا يبعد كثيراً عن ما يجري في سوريا ، إضافةً لإسراع تشييع بغداد تنفيذاً للمخطط الكبير الذي من أجله عملت المعارضة في الخارج بغفلة كبيرة مخجلة من معارضي السنة .
إن زيارة ( وليد المعلم ) إلى العراق بصورة مفاجئة تعتبر مكملة مع زيارات قادة إيران عبر السنوات العشر ، فقد تزامن مع انهيارات حزب الله وأنباء عن انشقاقات بين أعضائه . ومن المؤكد أن لهذه الزيارة أحداث متعاقبة ستكشف طبيعتها في الأيام المقبلة ، فقد صرح ( عوض العبدان ) رئيس حركة تحرير الجنوب في العراق غبر تويتر بالخبر التالي :  (عاجل وحصري : المالكي يمنح قيادات مهمة من حزب اللات اللبناني الجنسية العراقية . حزب اللات اللبناني يهرب اسلحته الى العراق ويخبأها بمخازن سرية وباشراف ورعاية المالكي . هم متيقنين من خسارة معركتهم في الشام . )

إن الوضع المعقد في سوريا وأنباء انعقاد مجلس حقوق الإنسان لجلسته الطارئة يوم الأربعاء لمناقشة الانتهاكات خاصة في القصير لا يبعد كثيراً عن تأمين إسرائيل كأولوية ، فقد أُعلن بعد سنتين من المجازر عبر المفوضة السامية ( نافي بيلاي ) بقولها في كلمة بافتتاح الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان لبحث الأزمة السورية، 'إن الرسالة منّا جميعاً يجب أن تكون نفسها لن ندعم هذا النزاع بالأسلحة والذخائر والسياسة والدين'. كما دعت إلى نقل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية لضمان المحاسبة عن الانتهاكات ! . لا شك أن المجتمع الدولي قد سمع بمجازر أطفال الحولة ، وقد سمع باستعمال الأسلحة الكيمياوية حتى وصل إلى العاصمة دمشق ، مع حالات الاغتصاب لحرائر سوريا ، وقد سمع بوسائل القتل الوحشية بدفن المسلحين وهم أحياء مع حرقهم مما يعجز التاريخ عن حصرها ، فلماذا الان ؟
ولمن يعود الخزين الكيمياوي في سوريا لحزب الله أم لإيران ؟
 

على العرب والمسلمين جميعاً أن يعملوا على نصرة الشعب السوري وجيشهم الحر عبر كل الوسائل المتاحة ، وعليهم أن لا يجعلوا من استراتيجيات التحرك الإمداد المسلح دون الحل الجذري لمسألة العقيدة الدموية المكفرة للشيعة ، فقد تقاعس العرب من تطبيق الشريعة في إرسال جنود في تحالف عربي لوقف النزاع وإجبار الأسد ونظامه على التنحي بعد اشتراك إيران وحزب الله ، وعجز العرب عن الضغط على الهيئات الدولية رغم ثقله النفطي ، وعجز العرب عن الوصول للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة الأسد والمالكي معاً . ما توفق العرب فيه هو اتفاق حول منع المقاتلين الأجانب ! ، وهم بانتظار المؤتمر لإيجاد حل سلمي ، والذي سيعقد في جنيف وربما لن ينعقد بعد تغير الموقف الروسي ، ومع تأكيد نشطاء في سوريا بأن تأجيل المؤتمر يسعى إلى معونة الأسد في الإجهاز على الجيش الحر .
 

إن ما تم إنجازه هو مكسب كبير للمجاهدين في سوريا رغم الخراب الهائل في البنية التحتية وهجرة الملايين ، فقد بدأ احتضار أكبر معقل لإيران وأهم قاعدة لها وهي جنوب لبنان ، فقد بات احتضار حزب الله وشيكاً ، مع ان موته معنوياً قد تم الإعلان عنه مع دعايات المقاومة الكاذبة منذ 2006 . ونحن بانتظار الموت السريري لمعقل الشيعة وحكمهم في العراق بعد الانشقاقات والنزاعات بين تياراته حول سوريا ومحاولات إشعال الحرب الطائفية في العراق .
ننتظر فعل جماعي لقادة أهل السنة في تسريع إجراءات المحكمة الجنائية الدولية للتخلص من قادة فرق الموت بعناوين (حكام سوريا والعراق) لما ارتكبوه من مجازر . هذه رسالة إلى أمريكا وصقورها في البنتاجون الذي يختبئون خلف التصريحات والتحليلات عن فشلهم في العراق ورفع أصبع التوبة لأي تدخل عسكري في المنطقة . 


http://ifaroq.blogspot.com/2013/05/blog-post_30.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق