بقلم /آملة البغدادية
ونحن نتابع أخبار الاعتقالات في بلدي العراق، ومآسي النازحين وأهوال تهديم الدور وبداخلها أنين ، حتى أقبل آخر وجم له التفكير واستحال المر شوك مرير .
أنه خبر من الشيخ (سلمان العودة) في تويتر
الذي بات كهدهد سليمان يحمل أخبار منكرة ننتظر متى يعود بفتح مبين
هذه المرة زف صوت شجن ينقر على نوافذ الصبر الذي لا يكاد فيه شبر مكين .
لقد تم اعتقال الشيخ (محمد العريفي) من قبل السلطات في بلاد الحرمين !
مر الخبر كالسيف يقطع اللحظات بآخرى لا تكاد تستبين تكشف عن بعض أسباب الاعتقال ، وهو أن الشيخ الدكتور العريفي (فك الله أسره) كان في أداء الحج ينقل ملاحظات ناقدة عن قطار الحجيج الجديد في تغريدة له، ناصحاً أمين مطمئن لسماحة الساسة من أجل خدمة ضيوف الرحمن في الشهر الفضيل .
هذه التغريدة لم تلق استحساناً بل كانت مدعاة الاعتقال الثاني وربما هناك تحذير !
إن ما لا يمكن استيعابه لا يكون مستساغاً بالتأكيد ، خاصةً والمنطقة تشهد مرحلة حرجة كبركان يكتم آخر أنفاسه قبل ساعة الحمم بدخان يضلل الجو البهيم . وخبر اعتقال الشيخ بعد اختفاءه كمخطوف لا يعلم أين مكانه ، شيء يزيد الريبة ويضع تفسيرات محددة ربما تكون خشية غضب الملايين في أرجاء العالم ممن عرفوا الشيخ وجولاته الدعوية وثمار رحلاته المباركة في خدمة الدين .
الأغرب أن يتزامن مع اعتقال شيخ جليل آخر وهو (خالد الراشد) مقدم في قناة وصال الذي يشتهر بحميته للدين القويم وصولاته ضد أهل الخراب شيعة المراجع في كل حين ، والمحزن أن تكون وفاة زوجته أثر سماعها الخبر فيكون الكمد مضاعفاً على الشيخ خالد ألهمه الله الصبر والسلوان ، ورحم زوجته وتغمدها في الجنان ، وهناك من يقول هناك المزيد من الاعتقالات لشيوخ أهل السنة ، ومما يجدر ذكره ، انها كلها بدأت مع التحالف الآثم مع الغرب بحجة مكافحة الإرهاب، والذي للآن لم يفلح العالم في تعريفه ولن حتى يكون لباس فضفاض على كل المقاييس.
ما يلفت الإنتباه أكثر ، هو تزامن اعتقال الشيخ العريفي مع الضجة التي تصاعدت عند إعلان خبر الحكم بالإعدام على الرافضي نمر النمر قبل أيام أثر اعتقاله مع أحداث الشغب عام 2012 ، خاصة وهو المعروف بتهجمه على البلد الذي يؤيه والسلطة التي تساهلت معه إلى أن نبت أظافره الرافضية في أوصالها حاملاً سلاحه يلوح في وجه قوات الأمن بنية القتل العمد ، حتى كان الحكم وللغرابة (التعزير) !
أسئلة ملحة
إن كانت سياسية : فالتعاطي بهذه الصورة فيه مفسدة عظيمة تخالف المصلحة وتغلب عليها ، فوجب دفعها بما ليس من الصعب والإمكان .
أما إن كانت المصلحة فهل يا ترى هذه طريقة الحكومة في إخماد صرخات شيعة إيران عندما خرج منهم في بلاد الحرمين 100 رافضي عقب صلاة الجمعة مطالبين بالإفراج عن النمر تهدد وتتوعد بالمزيد ؟ أهي رسالة كونها سياسة وحنكة بوجود الميزان وليس هناك من تطرف ضد أولاد إيران ؟ أم تعهد سامي للعم سام ؟
في حادثة الناعق الرافضي الإرهابي تناقلت المواقع عن إرسال الاعتراضات من قبل ما يسمى آية الله جعفر السبحاني بضرورة عرض المحاكمة الجديدة وفق الكتاب والسنة ! وتناقلت المواقع تهديد كبار السلطة الإيرانية بتصعيد يقلع عرش آل سعود من الوجود ، فهل هي لتهدئة ثائرتها ؟
أم تراها تلبية لنصح مستشار قريب من البلاط الملكي بضرورة وقف الأصوات الثائرة ضد الإجرام الشيعي في المنطقة بحجة أن الشيخ من جملة أصوات متطرفة تخدم الإرهاب في استقطابه نحو المملكة ؟
كلها تفتقر إلى الدليل، تماماً كما انعدم دليل الرافضة حين زوروا فتوى (جهاد النكاح) ضد الشيخ العريفي قبل سنين .
ترى لماذا الشيخ العريفي؟
ألأنه أول من حمل هم الدعوة على المنابر وسار بها إلى الثغور يقاتل الحوثيين بروح جندي باسل ؟
أم لأنه لا يخشى في قول الحق لومة لائم ؟
ألأنه الوحيد الذي فتح الباب لكل سؤال بلا موانع؟
مهما يكن السبب فقد وضع بصمته المنيرة في عقول وقلوب الملايين كما نصح
في / ضع بصمتك
مهما يكن السبب فقد وضع بصمته المنيرة في عقول وقلوب الملايين كما نصح
في / ضع بصمتك
ما زالت الأسئلة الملحة حتى نعلم اليقين
وقد كان اليقين إلى هذه اللحظة أن النقمة زادت على آل سعود وشيوخ السلاطين
وقد كان اليقين إلى هذه اللحظة أن النقمة زادت على آل سعود وشيوخ السلاطين
الغريب أننا لم نقرأ خطاب واحد من أقرباء الشيخ، أو نبأ اعتقاله رسمياً في الإعلام منذ اختفاء تغريداته قبل أكثر من أسبوعين .
هذه تغريدته الأخيرة فرج الله همه وأعاده غانماً سالماً إلى اهله مأجور صبره .
وبعدها آلاف التغريدات وحملات و(هاشتاقات)تحمل التضامن والمطالبة بالإفراج عنه
أما القلة من فرح وشمت فكمن يعترف بوقعة صفعات الشيخ على موضع الألم
عندما أتخيل التحقيق ــ ونسأل الله أن لا حقيق ــ أشفق على من يواجهه كمدع أمام متهم، وأتخيل الشيخ هو يحدق بوجهه الباسم كعادته وأسلوبه الهاديء يقلب الدور تماماً ، ويصبح الموقف استدراك واعتذار وتغيير
وأعجب حين يعودني ذاك الهاجس عنه قرب الكعبة بوجه منير
فرج الله هم الشيخ محمد العريفي
وأعاده سالماً غانماً بحق لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .
والله المستعان على ما يصفون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق