خاص/ مدونة سنة العراق
بقلم/آملة البغدادية
تشهد الساحة العربية حرب طاحنة منذ 5 سنوات في سوريا الحبيبة ولا تزال بعد موجة احتجاجات لما يسمى الربيع العربي، وتتصدر إيران ومليشياتها هذه الحرب لدعم الحكم النصيري ورئيسه الإرهابي بشار الأسد بحجة الدفاع عن المقدسات. لا يمكن أن تنفصل هذه الحرب في طبيعتها العقائدية عن الحرب المستعرة في العراق بين القوات الشيعية وبين أهل السنة منذ عامين ، كما لا يمكن نكران أن هذه الحرب المعلنة سبقها أخرى خفية على يد الحكومات الشيعية المتعاقبة منذ 2003 ضد أهل السنة، وبمجازر غير مسبوقة وطرق إبادة متعددة مع تهميش وإزاحة واضحة خدمةً للمشروع الشعوبي الفارسي .
السؤال الذي حير الكثير من العرب والعجم في الغرب والشرق بعد تمدد الحرب المقدسة إلى اليمن وتناوش واضح في البحرين والكويت وغيرها هو : كيف يعقل لمواطن أن يخون بلده ويوالي إيران بتمثيله طابور خامس ؟ .
المشكلة أن الشيعة لن يحيبوا على سؤال خاطيء كهذا في اعتباراتهم المبدئية العقائدية، لأن السؤال هو: لماذا يرضى الشيعي العربي أن يكون طابور خامس في بلاده ؟ والجواب هو : أنها الثورة الحسينية وامتداد عاشوراء ضد الظلم، وبما أن الحاكم لا يمثل النهج الحق واستحقاق الحكم الإلهي فهو باطل وجب إسقاطه، سواء أحاكماً ظالماً كان لشعبه أو عادلاً مهيأً ظروف العيش الكريمة . لذا فعدم الرضا داءٌ مستفحل ٌوالمظلومية تطبـّع .
إن المشكلة الحقيقية التي لا يعيها المسلمون هي (ماهية الدين الشيعي) ، ولا يبقى العجب حينما يطلعون على كتب المتقدمين من علماء الشيعة في قضية الولاء والبراء وعلاقتها بمهام الموالي الشيعي في الحياة . لقد بدأ التشيع الإمامي بنزعة سياسية بحتة باستغلال تاريخ آل البيت رضوان الله عليهم ، وقادة هذا النهج هم علماء مجوس حينما دخلوا للإسلام وتلحفوا بعباءته ليبدأوا النخر من الداخل منذ العهد العباسي حتى تمكنهم في العهد البويهي . لقد أصبح الدين الإمامي مكتمل الأركان بخرافة المهدي الغائب الذي بإسمه تكدست لديهم خزائن الأرض من مال وسلطة، وانقسمت الأمة وانقسم المعسكر، وباتت أجيال رافضة طاعنة لاعنة للصحابة تصطف في الماضي، وتسحبه للحاضر كلافنة تتجحفل تحتها كل مظلوميات الشيعة عبر الأزمان، في نهج تمردي مستعر في القلوب بغل لا يهدأ إلا بإراقة دماء أهل السنة أحفاد بني أمية بمنظور التشيع . إنه شرخ خطير في العقيدة والمجتمع نما وترعرع في ظل اللامبالاة لعلماء أهل السنة طوال قرون، ومعها التستر بإجادة الشيعة لمبدأ التقية، وعندما يتهيأ للحكم الشيعي أن يسود ترفع التقية ، وتبدأ عندها تطبيق مهام المهدي في غيبته، وبدلاً عنه بشكل مريب لم نجد بين الشيعة من يتساءل عن هذه المفارقة الجهادية البديلة، بل ما وجدناه في العراق تسابق محموم بين العامة لقتل أهل السنة بشتى التشكيلات النظامية وغير النظامية ضمن مليشيات طبيعية تتشكل بحرية من قبل أي معمم أو مسئول، وتلاقي الدعم من كل حدب وصوب . لقد أصبح شعار (كل يوم كل أرض عاشوراء ) شعار الولاء للحسين ضمن حرب مقدسة ، ولا تدل على أي قدسية للإجرام في الأوطان، والذي باتت فيه لافتة ( يا لثارات الحسين) نداءاً للجهاد فوق المحلات في الأسواق والأبنية، وليست لافتات طائفية من لافتات الإرهاب الشيعي.
رب سائل يسأل من قال هذا ؟ ألا يكون استنتاج خاطيء ؟
أليس في العراق رفعت اللافتات بطرد إيران ورفض المراجع ؟ ألا يوجد هناك تشيع عربي نقي بعيداً عن تأثير إيران ؟
هنا نعود لتحقيق عاجل من حيث النظرية والتطبيق فإن توافقت كان هو الواقع وبطلت كل الاعتراضات والاستفهامات .
النظرية الشيعية واضحة في كتاب (اوائل المقالات ) للمفيد في حكم ( المخالف) جاحد الإمامة، وليس فقط في متقدمي الإمام علي في الخلافة ( ويقصد أبي بكر وعمر وعثمان) رضوان الله عليهم ، فحكمهم أنهم كفار ومردهم الخلود في النار، وتبعه باقي العلماء كالمجلسي في اعتبار السني (ناصبي) له نفس الحكم لا استثناء. أما ما يقوله مراجع اليوم من أخوة وصفة الإسلام للسنة فهو حكم الأرض لا السماء بزعمهم، وبهذا فعلت التقية أفاعيلها في التربية الشيعية حتى لا يثار على التشيع دعاوى التكفير والفرقة والإرهاب وما يلحقها من إجراءات بحق العوام .
أما قتل المخالف السني الجاحد للإمامة واستحلال ماله فهو التطبيق وفق تشريع من المعصوم بروايات منسوبة زوراً ، ولا تعد ضرورة التحقيق في سندها أي أولوية في وجدان الشيعة طالما أن المفتاح السحري هو أحد أسماء الأئمة فيكفي، ولصعوبة إدراجها جميعاً نكتفي بأثنين ، عن داود بن فرقد، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب، قال: حلال الدم لكني اتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكيلا يُشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله، قال توِّه ما قدرت عليه» . فعن أبي عبد الله عليه السلام قال: «خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع الينا الخمس» . إن هذه وغيرها هو عين ما يجري في ظل الحكم الشيعي في العراق وسوريا، فلا عجب أن خرجت العمائم تستنكر صدور فتوى لقتل السنة لأنها موجودة لا تحتاج تحديث ، وهو ما قاله الإرهابي المعمم حازم الأعرجي التابع للتيار الصدري حول فتوى المرجع محمد الصدر بوصفه للسني ( وهابي) ، ولا نعجب أن تعددت مسميات السنة من ناصبي إلى وهابي وصدامي وعفلقي وإرهابي وداعشي فلا فرق ، فقد أصبح الدم السني مباح لا تناله عدالة قضاء ، وأصبح كل قاتل شيعي هو مجاهد في حرب مقدسة كسب مقعده في الجنة سواء بقي حياً أو استشهد في منظور الدين الإمامي المجوسي .
ولاية الفقيه الخميني والبلاغات السياسية
تعتبر ثورة الخميني من أخطر ثورات العالم ، فقد أنشأت مدرسة تدريبية لعقيدة الثأر الشيعية بأسم الدين والولاء وخط الحسين ،* ولم يكتفِ التثقيف القديم بمئات الكتب حول الثورة الحسينية ضد الظلم، بل باتت قاعدة لثورات إرهابية تطحن الشعوب العربية نيابة عن أعداء الأمة اليهود والفرس . في هذه المدرسة التخريبية التكفيرية تعدد محاضروها وكتبها مستلهمين من الولي الفقيه ذات النهج المخدر بحب آل البيت عند عامة الشيعة، فمن هذه المدرسة أصبح أرشيفها خطب الخميني الهالك، والتي نُشرت بمجلدات تحت مسمى ( صحيفة نور) السم المبذور، ومنها تعددت الكتب التثقيفية ضمن حزب دموي يجند المرأة والطفل مع الفتى والشيخ لقتال أهل السنة، وبتقليدهم وسام مسموم بصفة (جند الإمام) يفرح هؤلاء المخربون برهنهم لمعدوم غائب تتوالى الجثامين إلى جهنم ، وسواء قلدهم الأوسمة معمم أو مجرم فقد اعتادوا النيابة، وسباته لم يعد موضوع يُحاور .
أدناه مقتطفات مستقطعة تبين استدراج خبيث من كتاب (زاد عاشوراء) للمحاضر الحسيني، وهناك بلاغ عاشوراء لجواد محدثي إيرانيي الجنسية، وهي ضمن المحاضرات التي تتبناها الحوزة في العراق وخارجه، حيث الصفوف كالعادة هي الحسينيات ، والأنشطة المدرسية هي المناسبات الطائفية طوال العام بزيارات وطقوس عاشوراء، والتي أُحيلت بعد الغزو إلى مسارح تُنفخ فيها قِرب الغل والموت بتشابيه مقتل الحسين تثير عاطفة العوام ضد أهل السنة، ليعودوا متحفزين لكل خطف وتعذيب وانضمام إلى الجبهات ، وما دامت الجامعة العربية في سبات، فقد فاز المجوس يا عرب، فابقوا في سباتكم تدورون بوجوهكم ببلاهة لا نعلم لها وصف ولا سبب .
البلاغات السياسية هي بيت القصيد من كل جهد شيعي ماضي وحاضر، وهو أحد أقسام هذا الكتاب، وللأهمية ، يلاحظ الشطر الأخير من كون الحرب حرب عقيدة، لا كما يدعيها دهاقنة الكذب والغباء في العراق وباقي الدول بأنها حرب سياسية وأحزاب .
(إنّ خطّ التولّي والتبرّي لا ينتهي بانتهاء عصر الإمام الحسين عليه السلام، ذلك لأنّ خطّ أبي عبد الله الحسين عليه السلام مستمرٌّ دائمٌ بلا انقطاع على هذه الأرض من بعده، وتقتضي موالاته عليه السلام والبراءة من أعدائه أن يوالي الإنسان المؤمن أنصاره والسائرين على نهجه ويتبرّأ من أعدائهم على مدى التأريخ.
فالحياة الإيمانيّة للإنسان المسلم توجب عليه أنّ يشخّص ويحدّد خطّه الفكريّ والسياسيّ في المجتمع، وموقفه إزاء قضايا الحقّ والباطل، وألّا يبقى حيالها محايداً لا إلى الحقّ ولا إلى الباطل، بل يتّبع الحقّ ويمتثل أمر "وليّ الله"، ويكون خصماً وعدوّاً لأعداء الدين والإمامة والزعامة الصالحة.
وبلاغ عاشوراء هو أن لا تكونوا غير مبالين بما يجري في ميادين الصراع بين الحقّ والباطل في كلّ زمان وكلّ مكان، بل انهضوا لنصرة الحقّ ولموالاة وليّ الله، وتبرّأوا من أتباع الباطل المخالفين لأئمّة الحقّ، حتّى تكون الشهادة التي تعطونها في زيارة الأربعين شهادة حقّ وصدق لا شهادة شعار وكذب: "اللّهمّ إنّي أُشهدك أنّي وليٌّ لمن والاه، وعدوّ لمن عاداه...
إنّ الارتباط بأهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وموالاتهم ومودّتهم تكليف إلهيّ، والبراءة من أعدائهم أمر واجب، لا عند حدّ الشعار والقول فقط، بل في السلوك والعمل، وهذه البراءة والولاية ربّما قادت المسلم الملتزم إلى ميدان الجهاد، وإلى الشهادة أيضاً، ولا خوف عليه لأنّ ذلك في سبيل الله، وله الثواب الجزيل عند الله تبارك وتعالى.
لقد كانت عاشوراء ميدان تجلّي هذا التكليف الديني، ووجوب الجهاد ضدّ الكفّار وأعداء الإسلام أيضاً فرضٌ ديني على الجميع وفي جميع العصور وضدّ جميع الأعداء.
إن هذا الجهاد الدينيّ الضامن لترقّي الأمّة الإسلاميّة واسع جدّاً، ولا ينال المسلمون العزّة إلّا في ظلال الجهاد، يقول أمير المؤمنين عليّ عليه السلام:"فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك... والجهاد عزّاً للإسلام..."46، ويقول إمام الأمّة ( الخميني) في شمول هذا الإيمان الباعث على العزّة:
"حربنا حرب العقيدة، وهي لا تعرف الحدود والحواجز الجغرافيّة، ويجب علينا في حربنا العقائديّة أن نعبّئ لها التعبئة العظيمة من جنود الإسلام في العالم"47)
47- صحيفة نور، ج20، ص236. . المصدر / زاد عاشوراء / البلاغات السياسية
أما الإصلاح ، فقد ورد في الكتاب بما يشير إلى إصلاح الحكم بإسقاط الشاه ، وكذا يراد للحكام العرب السنة بما ترتكبه المراجع من دور النائب لولاية السفيه ، فقد بات المجوس هم المرجعية العليا لشيعة العرب مهما أنكروا وادعوا عروبة وانفصال مراجعهم، فالتابع يهرول دوماً لمتبوعه وإن كره فيه بعض ما بدر . يقول المحاضر الحسيني :
(حينما يتباعد المجتمع عن معايير الدين الأصيلة وموازين القيم والأخلاق، يمدُّ الفساد آنذاك في كيان هذا المجتمع جذوره، وتُبتلى الروابط الإنسانيّة والعلاقات الاجتماعيّة والصلة بين الحاكم والأمّة بالانحراف عن الصراط القويم، وما انتشار عدم الالتزام والانفلات واللامبالاة ورواج الظلم وهيمنة الأغنياء والحيف على الفقراء وخيانة بيت مال المسلمين والتعرّض الجائر لأموال وحياة وأرواح المسلمين وفقدان الأمن والعدل، إلّا بعض من زوايا هذا "الفساد الاجتماعيّ".
وطريق إزالة الفساد يتمثّل في إجراءات إصلاحيّة لإقالة المسؤولين عن الإفساد من الحكّام وأعوانهم ولتطبيق العدل والتنفيذ الدقيق للقانون والعمل بالكتاب والسنّة. وهذا نوع من الحركة الإصلاحيّة التي كان الإمام الحسين عليه السلام يسعى إلى تحقيقها في نهضته المقدّسة، إذ لم يكن يقرّ بصحّة فوضى الأوضاع الاجتماعيّة السيّئة، ولم يكن ليطبق الفم ساكتاً عنها.) أهــ
إن الإصلاح المعني هو ضد فساد الحكام، والذي لا نرى له وجود ولا ذكر عند المرجعية في إيران، بل وقفت ضد المظاهرات ومع الفساد والحكومة خازنة بيت المال، ولا نراه ضمنه أولويات مراجع النجف بطبيعة الحال ، وما ادعاه الكاذب عبد المهدي الكربلائي من دعوة الساسة للإصلاح ومحاربة الفساد ضمن خطبته هو أفتراء لم يخجل منه ، وقد ضحك به على عقول الشيعة التي لاترى البيانات في الموقع الرسمي، وقد كانت قبيل الانتخابات وثم بعد المظاهرات عام 2011 كذر الرماد ، لأن دعوة الإصلاح وما سينتج هو خسارة سلطة ومال، وصفوف ثيران وبغال، فما أشبه التشيع بحصان طروادة إيران، ولا بد من التنبه إلى الولاء الكبير للخميني الهالك كولي الإمام، وخلفه الكافر الإرهابي الأكبر الخامنائي المعادي للعرب من قبل الحكومات الجديدة بعد غزو العراق ، حيث أن صورهم في شوارع بغداد الرشيد تعلن التبعية لإيران المحتلة بأسم الدين والدفاع عن المقدسات المزعومة ــ تلك الخدعة ــ ، ولا عجب عندما نرى القوات الأمنية ترفع التحايا العسكرية لصورهم القذرة، وهي تحوي ذات عبارة الكتاب المذكور (انتصار الدم على السيف ) ، وعندما تلصق صورهم على العربات العسكرية ، وعندما تتصدر قاعات المؤتمرات ، ولا عجب عندما يسارع عوام الشيعة لحشد مقدس وفق ميزان بني بويه وكسرى، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا ! .
لن نبالي بمن أدعى العراق الجامع ، وكل ما يدور عكس المعنى، ولن نسامح من خاض في متاهة مستحبة لحياة خداع وجحر لادغ. فما يجري هو تخريب العراق المستمر في ظل حكم الشيعة تخريباً كاملاً للعقيدة وللعباد والبلاد مستهدفين الأجيال القادمة ، هذا هو البلاغ ، والله المستعان .
*
التشيع حصان طروادة إيران لضرب العرب وتشويه الإسلام حقائق تاريخية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق