لا تستهينوا بنا .. فالمقاومة تجري في عروقنا .. سنبقى مقاومة !

الاثنين، 1 يوليو 2013

رسالة الى الموالين قبل فوات الأوان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين

الحمد لله الهادي وله حسن الأسماء والحمد لله الذي لا إله إلا هو رازق الطفل بلا سعي وعناء
والحمد له سبحانه القادر من يطعم الدود تحت الصخرة الصماء
فهو الحكيم وبمشيئته وحده لا لعبده تكون الأشياء

إن الله خلق الأرض ومن عليها بإرادته وعلى الصورة التي شاء ، وكان أمره أن يكون من بني آدم نصيبٌ للجنة ونصيبٌ للنار .
ومع هذا فليس هو بظالم سبحانه وتعالى حاشاه ولم يلغي لعباده الأختيار. فمن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان وتفكر وتدبر وطلب الهدى يهديه الله تعالى ، ويشرح صدره بشعاع من نور تتلقاه البصيرة ويكون سراج ٌ له يصحبه في مسعاه .
ومن ران على قلبه حجب بتلال من الآثام بعـُدَت عنه الهداية وضل سعيه وهو يحسب إنه يحسن صنعا ًوأعوذ بالله أن نكون من هؤلاء

وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم العدو القديم ، وأعوذ بالله من كل ضال مُضّل أتبع هواه وأضل معه جِبّلا ًكثيرا ، فهذا لن يكون في الأرض ساعي خير وعمار، ولن يجد له يوم القيامة حصن يقيه الهلاك ولن يكون له كتاب في يمينه يشهد عنه بل في شمال وكان أمره فرطا .

أسألكم أن تتحملوا معي ما أقول وتقرأوا رسالتي بلا تحامل منكم بل بشيء من الفضول
فربما يجعل فيها الله خيرٌ لكم ورضى منه لي ،
وهو مسبب الأسباب وهو سبحانه الغاية وهو المأمول لا جاه ولا مال يبقى بل كل الى فناء .

أسئلة بسيطة لا تحتاج إلا الى قليل من التفكير والجواب سأضعه حتى أصل الى الهدف بإذن الله

السؤال الأول
بماذا بدأ الله عز وجل كل سورة من كتابه وأمر بها ؟
الجواب
بدأ ب( بسم الله الرحمن الرحيم )
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }الفاتحة1
{إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }النمل30

لماذا علينا أن نبدأ بكل قراءة للسور ببسم الله الرحمن الرحيم
وكل ركعة من الصلاة بسورة الفاتحة ؟
ستقول
حتماً لها فائدة فقد جمعت معنى التوحيد وهي السبع المثاني

لماذا لا تتغير الصفات بسم الله العفو الغفور أو بسم الله الجبار القهار؟
إذن
إّن لا بد للصفتين ( الرحمن الرحيم ) أن تكون لهما أهمية يجب أن يتيقن العباد من حقيقتهما كما وصف نفسه سبحانه
وهي الرحمة

التفكر بكل كلمة من الآيات سبب لدخول النور والهداية وهنا أسألكم بالله بعد أن سلمنا صفة الرحمة لله نعالى

هل من يصف نفسه بالرحمن الرحيم سيرسم لعباده الطريق بخريطة مبهمة
أم واضحة المعالم؟
هل سيرهق عباده ويعلم أن منهم متفاوتون في الفهم ويقول أنا الرحمة ؟

لا شك يجب أن تكون واضحة للجميع يفهمها الكبير والصغير
وإلا لن تسمى هدى وهو عكس الضياع
أسألكم لماذا أرسل الله الرسل والأنبياء؟
أليس أمره بنزول آدم وحواء عقاب لهما على عصيانه ؟
ستقول لأنه أراد بهم الرحمة وأن رحمته سبقت عذابه
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا
يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }طه 123

هذه هي صفات الرب لا يترك عباده بدون رعاية وهدى ولا يهملهم فيضيعوا
وعد أن يرسل الهدى حتى لا نضل أو نشقى سبحانه له الحمد والملك
أي من لم يتبع هدى الله سيضل ويشقى فهما طريقان لا غير
ولأنه الرحمن الرحيم

هل سيجعل الصراط المستقيم الأوحد المؤدي إليه متشابه مع كل الطرق الخاطئة معلما وسهولة؟
أم يجعله في خريطته بلون محدد واضح يؤدي الى سفينة النجاة تحملهم للوصول الى جناته ؟
وستقولون بل يضع الطريق ويحدده بوضوح لأنه الرحمن الرحيم بعباده
هل الرحمن من يجعل باب رحمته وبوابة صراطه مقفل ومفتاحه عند ربان هذه السفينة
هو عبد من عباده أختاره ليهدي العالمين إليه مجهول أم معلوم ؟
فكروا فقط للحظات

كيف سيجتمع الناس إليه ويسيرون خلفه لو لم يعلم بالتخصيص ؟
حتى لا يوجد من يدعي زورا أو يكذبه مخالف أليس الشيطان يدخل من هذا الباب، الشك ؟
ستقولون لا بد من أن يدلنا عليه ولا غير الكتاب المنزل منه سبحانه

إذا كان الرحمن الرحيم هذه صفاته وهو اللطيف بعباده
هل سيجعل أسم الربان والقائد نحو النجاة والجنان في مكان خفي في باطن من الآيات كلغز من بين كلماته ليتعب عباده في التأويل والتفسير ويستعصي على الكثير أيجاده حتى يسأل هنا وهناك ليوضحوا له الهوية بل لا يكادون يتفقون على معنى؟
أم يجعله ساطعا ًظاهرا ًمتيسرا ًللطالبين بلا أختلاف وتكذيب يتفق الجميع عليه بلا جدال ؟

أسألكم بالله من هو الرحمن الرحيم من بين الحالتين ؟
وبالطبع سيجعله واضحاً متيسراً بلا تأويل لأنه وعدهم الهدى وهو الرحمن الرحيم لطيف بعباده

لو جعل الله إماما ًبعد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ماكث في الأرض يجمع الناس في فرقة ناجية يقودهم الى سفينة النجاة ومذكور في كل أمة هل سيقول سبحانه في كتابه (من تبع هداي) ؟

فكروا للحظة
لا
بل سيقول من أتبع (فلان) فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
وسيقول من تمسك بالعروة الوثقى وهو ( فلان )
وسيقول الحق هو ( فلان )
الى باقي أوصافه بتعيين الأسم ولن يكون مخفيأً وحكرا على نفر قليل

هذا هو من يوصف بالرحمة بل الرحمة لعباده في الأرض جزء من رحمته يوم القيامة
فهل من أدخر لعباده نصيب لينجيهم من عذاب الحريق يبخل عليهم بنص صريح يسيرون عليه وهو ما أراده ليكون هدى لهم منذ البداية ؟
هل سيقول الله تعالى للعباد الذين لم يفهموا التأويل التعيين كان في باطن الكلمات ؟
حاشاه هو الرحمن الرحيم ما هذه طريقته
قال الله في كتابه العزيز
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }محمد2

عين الله أسم نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتخصيص آية محكمة لا تأويل فيها
ويعلم أنه سيوافيه الأجل ككل البشر صلوات الله وسلامه عليه
ولو جعل من خلفه قائد وولي للعالمين لعينه لهم أيضاً بآية محكمة لأنه حكم على نفسه أنه الرحمن الرحيم بل أرحم الراحمين
والرحمة تضاد المشقة فلا يمكن أن يشق على العباد وهو يريد أن يرحمهم
ما لكم كيف تحكمون ؟
فكيف يعاقب الله بالخلود في النار من لم يفهم الطريق وكيف يكون أرحم الراحمين إن ترك رسوله لا يحسن التبليغ ولا يكمل الرسالة حاشاه من كل هذا بل أتم الرسالة وبلغ وسيكون شاهداً ومعه أمته على باقي الأنبياء بالتبليغ صلوات الله ورحمته عليه
ولو حفظتم ما كان في القرآن الكريم عن صورة الأمم يوم الحشر
ـ أسأل الله لنا ولكم العافية ـ

كيف سيبدأ عرضها على الله خالقها ومعيدها أيبدأ بغير نظام في هرج ومرج ؟
حاشاه سبحانه ما ترك في كتابه من شيء إلا وفيه تبيان لعلكم تهتدون .
قال الله الرحمن الرحيم
{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }الجاثية28

إذن ستدعى الأمم بكتاب أعمالها فلا نجاة بدون عمل ولا جنة بقول دون عمل
ومن يطبق العمل المؤدي للجنة ويشرح الطريق هو من عينه الله من عباده ليكون رسوله ليعلمهم الكيفية ويكون أسوة لمن يقتدي به

صورة أخرى فتأملوا
وقال الله تعالى
{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً }الإسراء71
إذن سينادى على كل أمة بإمامهم الذي حدده الله في كتابه وفق مشيئته

فكيف سيكون النداء ؟
سيكون يا عباد الله بنداء : يا أمة محمد ، ويا أمة موسى ويا أمة عيسى
كيف سيكون النداء يا أمة علي وهو من أمة محمد وماذا سيطلق على غير أمة علي ؟؟

فكروا قليلاً يا شيعة فالآية واضحة والله تعالى لم يترك لنا شيء إلا وفصله تفصيلا

{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ
وَلَا يَشْقَى }طه 123
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً }الفتح28
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29

أين علي هو الهدى ؟
وأين المهدي هو إمام الزمان ؟
وأين بيعة الغدير وشيعتي في الجنة ؟
لا بد للرحمن الرحيم أن يبين هذه في آيات محكمات حتى لا يشق على عباده
وحتى لا يبقى للعباد حجة أمامه سبحانه إن قالوا : لم نفهم الهدى


أما من عرف الأنبياء ولم يتبعهم واتبعوا أهوائهم فمصيرهم الى النار يسألهم خزنة جهنم والعياذ بالله
{قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي
ضَلَالٍ }غافر50

البينات
البينات يا عباد الله ، أي الواضحات

لاحظ معي
سبحانه أرحم الراحمين
ذكرت كلمة الرحمة في القرآن الكريم وحدها 75 مرة
الرحمن 45 مرة
الرحيم 34 مرة
أرحم الراحمين 4 مرات

فهل يكون رحمن رحيم سبحانه ويخفي أسم إمام معين من عنده يهدي عباده للجنة
ليكون أكثرهم للنار؟
أي رحمة هذه ؟
عندما لا نجد إسم علي ولا المهدي ولا باقي الأئمة فيعني أنه سبحانه لم يختارهم
وإن عارضتم هذا
طعنتم بصفاته فقوا أنفسكم وأهليكم النار وقودها الناس والحجارة

عودوا لرشدكم أيها الشيعة فلا يدري عبد متى سيموت
وتفكروا فلم ينتشر الإسلام ويغلب أعتى الأمم وتعمر الأرض إلا بالتقوى
والتعاون على الإصلاح والطاعة لولي الأمر ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة .
ولم ينكسرعودهم ويغلبهم أعدائهم إلا بعد أن تفرقوا الى شيع وخرجوا عن الجماعة
وسمحوا للأعداء أن تكون لهم كلمة بدل تحكيم ما في الكتاب القرآن العظيم .
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8

يا عباد الله ما هو الدين ؟
ما أراد الله من الدين لعباده ؟ ما يفعلون ؟
( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ){90 النحل
عندما ترون شريعة تأمر بكل هذا فاعلموا انها من الله عز وجل
وإذا رأيتم أناس يعملون عكس هذه الصفات ويقولون نحن على دين سماوي فهم الكاذبون
الدين لم يقم على أساس العداوة بل على أساس الرحمة ومن كان يتبع فرقة بسبب حب أشخاص وبغض آخرين فليس هذا من الدين من شيء بل هو تكتل حزبي غايته عبد وليس إله .
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159

أين النجاة ؟

النجاة هو أن تقرأوا القرآن وتتفهموا وتسألوا الله أن يرزقكم الحق ويعينكم على أتباعه وهو ظاهر بيّن
وهو على كل شيء قدير
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
وأسألوا الله مباشرة ولا تسألوه بالواسطة فهو لم يضع حاجب ولا وزير
ولا هو بخيل ولا له شريك في الملك ولا اشترط العطاء بالنيابة ولا عين وكيل على الخلق
فمن سأله بعبد من عباده أنكر على الله سبحانه صفة الكرم
ومن سأل العبد دون الله العون والغوث أنكر عليه سبحانه صفة القدرة
فكيف تقولون بهذا وأنتم تتلون كل يوم إياك نعبد وإياك نستعين ؟

كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186

يا عباد الله فروا الى الله وقولوا يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني الى نفسي طرفة عين أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا إن هدانا الله رب العالمين
ــــــــــــ
من مواضيع / آملة البغدادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق